السعودية تسجل 150 ألف مصاب سنويا بداء السكري

تكاليف العلاج تقارب الـ ستة مليارات ريال.. ومطالب بتوعية «المجتمع»

TT

كشف خبراء في الصحة عن تسجيل زيادة سنوية في أعداد المصابين بمرض السكري في السعودية بنحو 150 ألف حالة مرضية جديدة كل عام.

وأوضح نخبة من أطباء الغدد وأمراض السكري، خلال مؤتمر صحافي نظمته «نوفارتس» العالمية في فندق الإنتركونتيننتال في الرياض لمناقشة أحدث مستجدات علاج مرضى السكري على الصائمين، أن نسبة الزيادة في أعداد المصابين قدّرت بنحو، 08% للفئة العمرية بين 20 و80 عاما.

وقال الدكتور صالح الجاسر استشاري الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني إن دول العالم تصرف سنويا 471 مليار دولار على مرض السكري، وإن الولايات المتحدة وحدها تنفق نحو 230 مليار دولار؛ بمعدل 10 آلاف دولار للفرد الواحد، فيما تنفق السعودية نحو 1500 دولار سنويا على المريض الواحد، أي نحو ستة مليارات ريال تصرفها المملكة على مرض السكري كل عام، ويشمل المرض المنظور وغير المنظور.

وتابع الجاسر أن نسبة الإصابة بالسكري في المملكة للفئة العمرية بين 20 و80 عاما وصلت إلى 23.4% في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2012. طبقا لإحصاءات الاتحاد العالمي للسكري، ليصل عدد المصابين إلى 3.4 مليون مصاب في المملكة.

وأشار إلى أن نحو 80% من المصابين بمرض السكري يموتون بسبب أمراض بالقلب، لأن مرض السكري غالبا ما يصاحبه أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول، وكلما زاد ارتفاع ضغط الدم وزاد معدل الكولسترول زاد معدل التسرب في الشرايين الإنتاجية وأدى إلى ضيقها وانسدادها.

وبيّن الجاسر أن هناك عوامل كثيرة تتعلق بالصوم ومرض السكري وتحديد العلاج الأمثل ونمط الغذاء الأفضل؛ فالعمر والوزن وطبيعة العمل وطول فترة المرض ونوع السكري ووجود أي حالات أخرى مصاحبة تختلف من شخص إلى آخر.

وأضاف أن هذه كلها عوامل مهمة جدا في تحديد نوع العلاج الأمثل، فالبعض يمكنه السيطرة على مستوى السكر بالدم من خلال اتباع نظام غذائي مع المحافظة على الوزن الأمثل، في حين يحتاج البعض الآخر إلى استخدام الأقراص أو حقن الأنسولين لتحقيق ذلك، كل هذه العوامل لها أهميتها في تقرير مدى القدرة على الصيام من دون مشاكل.

وطالب استشاري الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني الدكتور صالح الجاسر، بتفعيل دور خطباء الجوامع ومناقشة القضايا الاجتماعية والصحية، وسرعة إدراج الرياضة البدنية في مدارس البنات لمواجهة خطر ارتفاع معدلات البدانة والإصابة بمرض السكري وتأثيره.

من جهته أوضح الدكتور محمد الحربي مدير مراكز ووحدات السكري بوزارة الصحة، أن مرض السكري في المملكة يعتبر من الأمراض الأساسية كثيرة الحدوث، وأن الإحصاءات توضح أن نسبة الإصابة بالسكري في المملكة تصل إلى 14.1% من السكان، وأن 28.9% نسبة الإصابة بالمرض في الفئة العمرية لأكثر من 30 سنة، وهذا يعني أن عدد المصابين بين أربعة إلى ستة ملايين مصاب، منهم ثلاثة ملايين مصاب وزارة الصحة مسؤولة عنهم.

وبيّن الحربي أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث الإصابة بالنوع الأول من السكري، خاصة لدى الأطفال، وأن النوع الأول من مرض السكري لا شأن له بنمط الحياة لأن الطفل قد يولد مصابا به.

وأوضح أن وزارة الصحة أنشأت مراكز متخصصة للسكري في جميع مناطق ومحافظات المملكة بلغت 28 مركزا موزعة على 13 منطقة و7 محافظات، يعمل منها حاليا 19 مركزا وسوف تستكمل بقية المراكز، بهدف أن تكون مراكز متخصصة ومرجعية تقدم العلاج لمرضى السكري، كما خصصت الوزارة إدارة خاصة لمرض السكري قبل عام.

وأضاف الحربي أن الوزارة ستعمل في العام المقبل على تنفيذ الخطة الوطنية للمكافحة وعلاج السكري، وستقوم بإنشاء 45 إلى 50 وحدة، بحيث يكون في كل منطقة مركز متخصص ووحدات في المستشفيات، ويوجد في الوزارة حاليا نحو 76 استشاريا في الغدد الصماء والسكري في وزارة الصحة.

وأشار الدكتور يوسف الصالح استشاري أمراض الغدد بالشؤون الصحية بالحرس الوطني إلى أنه مع شهر الصوم الذي ينبغي أن يقل فيه الأكل ويزيد العمل، نرى أن كمية الطعام للأسرة الواحدة تزيد 4 أضعاف في رمضان عما عداه من الشهور مع قلة النشاط البدني، مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.

من ناحيته شدد الدكتور أنور الجماح استشاري أمراض الغدد بالمستشفى الجامعي بالرياض على أهمية وجبة السحور، وقال: «كلما أخرنا السحور كلما كان أفضل، وأي إهمال لها قد يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم أثناء الصيام، ويجب التبكير في الإفطار، وبالإمكان تناول علاج السكر مع أذان المغرب وتجنب القيام بتمرينات رياضية أثناء الصيام، خصوصا بعد العصر لتفادي انخفاض السكر».