رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: خطط وطنية لدعم المبتكرين وربطهم بالمستثمرين

د. السويل قال لـ «الشرق الأوسط» إن الفترة الزمنية للحصول على براءة الاختراع تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات

مبتكرون يعرضون اختراعاتهم في معرض بمقر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الرياض وفي الاطار الدكتور محمد السويل («الشرق الأوسط»)
TT

* ما إسهامات المدينة في التحول إلى اقتصاد معرفي؟

- تعد المدينة بمثابة مركز البحث والتطوير في السعودية، وهي تلعب دورا أساسيا في تنفيذ برامج السياسة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، وتسعى من خلال مهامها إلى دعم الجهود السعودية والارتقاء بمكانتها في المجالات العلمية والتقنية والابتكار في سبيل التحول إلى الصناعات التي تقوم على المعرفة.

* هل للمدينة إسهاماتها في صياغة السياسات والخطط الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار؟

- بكل تأكيد، فإن للمدينة إسهامات في صياغة السياسات والخطط الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، ووضع الاستراتيجية والخطة اللازمة لتنفيذها، وإجراء البحوث العلمية التطبيقية، إلى جانب دعم الأبحاث العلمية للأغراض التطبيقية، وتنسيق أنشطة المؤسسات البحثية في السعودية بما يخدم أغراض التنمية، وتطوير وتعزيز التعاون والشراكات المحلية والإقليمية والدولية لنقل وتوطين التقنية وتطويرها، فضلا عن تقديم الاستشارات العلمية والحلول المبتكرة.

* هل قامت المدينة بالفعل بتوفير البنية التحتية في السعودية لعدد من التقنيات؟

- نعم، قامت المدينة بإيجاد البنية التحتية للسعودية في عدد من التقنيات، وذلك بإنشاء أكثر من ستة عشر معهدا وبرنامجا ومركزا لتطوير التقنيات الاستراتيجية للبلاد، وتشمل تقنية المياه، تقنية البترول والغاز، تقنية البتروكيماويات، تقنية النانو، التقنية الحيوية، تقنية البيئة، تقنية الفضاء والطيران، تقنية المواد المتقدمة ونظم البناء، تقنية المعلومات، تقنية الإلكترونيات والاتصالات والضوئيات.

* ماذا عن حاضنات التقنية.. وهل هي من متطلبات الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار؟

- تم إنشاء عدد من حاضنات التقنية في مقر المدينة، وهي تساهم في إنشائها بالجامعات السعودية الرئيسة، تحقيقا لمتطلبات الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، حيث تهدف هذه الحاضنات إلى المساعدة في إقامة وتعزيز وتطوير الشركات المتوسطة والصغيرة، لتمكين رواد الأعمال من تطوير مشاريع تقنية ابتكارية ناجحة، حيث تزودهم بالدعم المالي والإداري والفني من أولى خطوات المشروع وحتى الإنتاج الأولي.

* وماذا تشمل هذه الحاضنات؟ وما فروعها؟

- تشمل هذه الحاضنات حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات، حاضنة بادر للتقنية الحيوية، حاضنة بادر للتصنيع المتقدم، حاضنة مشاريع التقنية للسيدات، وذلك بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة.

* هل للمدينة ذراع استثمارية لمخرجاتها البحثية والبرامج الاقتصادية لنقل التقنية وتسويقها على المستوى المحلي والخارجي؟

- بكل تأكيد، فإلى جانب هذه الجهود والمهام، فإن المدينة تتعاون مع «الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية)» التي تم تأسيسها بالمرسوم الملكي الكريم رقم (م/47) قبل عامين، التي تمثل الذراع الاستثمارية التقنية في السعودية، والتي تهدف إلى استثمار مخرجات البحوث والبرامج التطبيقية الاقتصادية ونقل التقنية إلى السعودية في الصناعات ذات الصفة الاستراتيجية. وتقوم الشركة حاليا بتحديد المخرجات البحثية أو المعملية أو الحاسوبية أو التقنية من المنتجات والخدمات والحقوق المسجلة المملوكة للمدينة ذات القابلية للتحول إلى منتجات أو خدمات تجارية لتسويقها أو استثمارها في السوق المحلية أو الخارجية.

* وماذا عن حماية الملكية الفكرية لبراءات الاختراع؟

- تقوم «الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني»، بوضع الاستراتيجيات ودراسات الجدوى الاقتصادية والتجارية اللازمة لتسويق واستثمار تلك المنتجات والخدمات التي تملك حقوقها المدينة، وتشمل مسؤوليات المدينة حماية الملكية الفكرية والصناعية وتطبيق الأنظمة المتعلقة بالبراءات وتسجيل الحماية اللازمة لذلك ومن ثم يتم منح هذه البراءات.

* ما دور المدينة في مجال دعم الابتكارات والاختراعات السعودية، بالإضافة إلى حفظ الحقوق؟

- تتولى المدينة مهمة منح براءة الاختراع والعمل على حمايتها طبقا لأحكام النظام ولائحته، وهي بذلك تحفظ حقوق صاحب الاختراع، ما يؤدي إلى تشجيع ودعم البحث والتطوير والاستثمار في مجال الاختراعات، واستقطاب التقنيات المتقدمة والاستثمارات الأجنبية إلى السعودية، كما تقدم المدينة الاستشارات والمرئيات النظامية (القانونية) والفنية للمخترعين بشأن الاستفسارات المتعلقة بالنظام ولائحته والمتعلقة بمواضيع الحماية، كما توفر لهم الكثير من قواعد المعلومات في شتى حقول المعرفة، كما لا أنسى «برنامج بادر لحاضنات التقنية» التابع للمدينة الذي يفتح الباب لتنمية الأعمال لدعم الأشخاص الذين تتوافر لديهم فكرة تقنية قابلة للتطبيق، ويمكن تسويقها كفرصة عمل.

* هل هناك أعباء مالية أو رسوم مترتبة على تقديم تلك الاختراعات؟

- لقد حرصت المدينة على إعفاء المخترعين من رسوم البحث المبدئي للتأكد من جدية الأفكار، بهدف تجنب الأفراد لتحمل أعباء مالية مترتبة على تقديم طلباتهم، كما سعت حسب إمكاناتها إلى توفير الدعم المادي لهم، وذلك من خلال توقعيها اتفاقية مع البنك السعودي للتسليف والادخار لدعم المخترعين والمحتضنين لديها في برنامج بادر، فضلا عن توفيرها المكاتب والمستشارين والتجهيزات اللازمة لقيام شركة ناشئة، وربطهم بالمستثمرين من خلال شبكة المستثمرين الأفراد «سرب».

* هل هناك آلية جديدة تتطلع المدينة لتقديمها لتقصير فترة الحصول على براءة اختراع محلية؟

- فيما يخص إصدار براءة الاختراع فإن معدل الفترة الزمنية للحصول على براءة اختراع من لحظة إيداع الطلب تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات، حيث يتم اعتماد المدة حسب مجال الاختراع ومدى صعوبته، وهذا هو المعدل العالمي في فحص طلبات براءات الاختراع لأي مكتب يقوم بفحص الطلبات موضوعيا، والمدينة تسعى بكل جهد إلى تقليل الفترة الزمنية إلى سنتين فقط.

* تحتضن المدينة عددا من الملتقيات العلمية والبحثية إلا أن التغذية الراجعة لها من خلال متابعة التنفيذ للتوصيات والمقترحات تظل الغائب الأبرز؟

- ليس بالضرورة خروج الملتقيات العلمية والبحثية دائما بتوصيات، فطبيعة المؤتمرات العلمية التي تنظمها المدينة عادة ما تناقش المستجدات العالمية في مجال تقنية معينة من التقنيات الاستراتيجية التي تهم البلد، وتكمن أهمية هذه المؤتمرات في عرض التجارب والخبرات والجهود المحلية والدولية في هذه التقنيات.

* هل هناك تفاعل جاد بين علماء السعودية ونظرائهم بالدول الأخرى لتطوير وتوطين هذه التقنيات في السعودية؟

- نعم هناك تفاعل إيجابي بين علماء السعودية ونظرائهم بالدول الأخرى لمناقشة آخر ما توصلوا إليه في هذه المجالات والمشاركة فيما بينهم من معلومات تساعد على توطين وتطوير هذه التقنيات في السعودية، وقد أسفرت هذه المؤتمرات عن الكثير من اتفاقيات التعاون العلمي المشترك، والكثير من فرق البحث المشتركة، والعمل على ذلك ما زال متواصلا.