مكة المكرمة تستوعب عشرة ملايين معتمر وحاج سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة

خبراء ومسؤولون: مشاريع التطوير الحالية تمهد لتحديث متكامل للعاصمة المقدسة

معتمرون يؤدون صلاة الجمعة في الحرم المكي أول من أمس (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أكد مسؤولون ومتخصصون في العاصمة المقدسة، قدرة العاصمة المقدسة على زيادة طاقاتها الاستيعابية في قطاعات الحج والعمرة والإيواء وكسر حاجز العشرة ملايين معتمر وحاج سنويا في غضون الخمس سنوات المقبلة، بعد اكتمال المشاريع التطويرية التي يجري العمل بها حاليا.

وأكد الخبراء والمسؤولون في الحج والعمرة في أحاديث مع «الشرق الأوسط» أن منح تأشيرات جديدة لشركات العمرة ووكلائهم حول العالم مقابل مغادرة كل معتمر الأراضي السعودية للحفاظ على سلامة الحشود البشرية من المعتمرين والزائرين يعد قرارا تنظيميا وعمليا، في ظل جملة المشاريع التطويرية والاستثنائية التي أمر بها العاهل السعودي في العاصمتين المقدستين.

ويؤكد الدكتور أسامة البار أمين عام العاصمة المقدسة، أن الخطط التطويرية التي وضعت للعاصمة المقدسة تستشرف نصف قرن مقبلا من الزمان، إذ وضعت لها الاستراتيجيات والأهداف والأبعاد، موضحا أنه بالانتهاء من ملف العشوائيات سنكسر حاجز العشرة ملايين حاج ومعتمر سنويا.

وقال البار: «الوقائع الميدانية استشرفت كثيرا من الرؤى وبنيت على كمّ هائل من الدراسات، لمواجهة كل التحديات، والتحديات للجهات ذات العلاقة في الرسالة التي تحملها»، مضيفا أن «التخطيط حدد الرؤية نحو مكة المكرمة وماذا نريد من العاصمة المقدسة أن تكون عليه بعد نصف قرن من الزمان. لذا، بدأنا أكبر عدد ممكن من ورش العمل، ووضعنا رؤية ورسالة وأهدافا، وبدأنا بكيفية تنفيذ الواقع الداخلي لأمانة العاصمة، مستندين على تقنية المعلومات، بحكم أنها العصب الرئيس في أي جهاز في العالم».

وكانت هيئة تطوير مكة وضعت المخطط الهيكلي لمكة المكرمة لتسير على خطاه العملية التطويرية حتى عام 1450هـ، كما يجري إعداد مخطط استراتيجي لمكة المكرمة بالإضافة للمخطط الشامل لمكة لمكرمة والمشاعر المقدسة الذي تشرف عليه الهيئة ذاتها، وتصب هذه المخططات في رسم رؤية تطويرية واضحة المعالم لوضع آليات جديدة لتنفيذ وتفعيل العملية التطويرية على نطاق العاصمة المقدسة.

ولعل أبرز التحديات الماثلة تتمثل في تعزيز الثقة في العملية التطويرية وجذب المطورين والمستثمرين للإسهام في التنمية، مع بسط ثقافة التفاؤل بالتطوير لدى قطاعات المجتمع الواسعة وتفعيل دور الكوادر الوطنية والخبرات الإدارية في خدمة تنفيذ البرنامج التنموي بالسرعة والفعالية المنشودة، وذلك بالحرص على تسهيل الإجراءات الإدارية وإزالة ما يعترضها من معوقات، والمقصود بالمدينة الذكية هي المدينة المتكاملة المرافق والخدمات وتعتمد في إدارتها على المعلومات المحدثة من المواقع أولا بأول.

يقول خالد العلي، وهو مالك شركة تقدم خدمات العمرة: «إن مكة المكرمة مدينة جاذبة، وفي ظروفنا الحالية نستطيع استقطاب عشرة ملايين حاج ومعتمر سنويا، ونتطلع إلى أرقام تفوق تلك الأرقام مستقبلا، خصوصا مع التطورات الحاصلة في هيكل المدينة، وسط التطوير الذي يطال المناطق العشوائية، في بادرة ضخمة ستغير وجه العاصمة المقدسة بالكامل».

وقال العلي: «إن المشاريع التي تجري في العاصمة المقدسة الهدف منها في المقام الأول هو جعل المدينة أكثر سهولة في التنقل وأكثر قابلية لإدارة ملفي الحج والعمرة بشكل أكثر مرونة في بيئة متطورة، وإعطاء انطباع حضاري لمن يزورها، حيث يتم تنفيذ خدمات الحج والعمرة على أكمل وجه».

وقال: «روعي في مكة المكرمة أن تكون من المدن الذكية القادرة على إدراج الفكر المتمدن والتخطيط السليم بشكل كبير، وأيضا تلك التي تعتمد على الفكر البيئي في التخطيط المدني من الناحية الفنية، حيث يتم ترتيب المدن الذكية المرتكزة على الاقتصاد، والنقل، والخدمات والبيئة، والناس، الذين يعيشون فيها، التي تعبر عن المفهوم العصري المبني على الاستثمارات في رأس المال البشري والاجتماعي، والبنية التحتية، والاتصالات، والعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال النوعية العالية والاختصاص في العمل.

وأفاد العلي بأن الحج فريضة إلزامية على كل مسلم قادر جسديا، وكان دائما أحد المساهمين في تعزيز مناح اقتصادية على الرغم من أن السعودية سنت المشاريع العالمية من دون أي فوائد اقتصادية، تسهيلا لمهمة المعتمرين والحجاج، في عدة مجالات شملت توسعة الحرمين وتطوير المشاعر المقدسة، والأبراج والفنادق السكنية، والسكن، والنقل، والغذاء، والرعاية الصحية، ومراكز صرف العملات الأجنبية، ومئات المشاريع التطويرية التي عدتها السعودية من الضروريات القصوى.

من ناحيته، قال سعد الجودي خبير المنطقة المركزية إن السعودية أعدت خططا بعيدة المدى لتطوير العاصمتين المقدستين، خاصة فيما يتعلق بخطط التنمية الضخمة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة الأخرى من أجل تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية على حد سواء. وعلى هذا النحو، خطط التنمية واسعة النطاق التي تجري حاليا تغطي جميع الجوانب.

وأضاف: «شرعت إمارة منطقة مكة المكرمة في التعاقد مع فرق استشارية عالمية في تنفيذ المشاريع التطويرية، وإعداد نطاقات الأعمال للدراسات والتصاميم والإشراف وتنفيذ المشاريع ذات الصلة، كالطرق والنقل والمدن الذكية، وتطوير الخدمات والمرافق الضرورية، وضيافة الحجاج والمعتمرين، والشراكة مع القطاع الخاص، ودراسات التنمية، فضلا عن التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمشاريع المراد تنفيذها، والقيام بأعمال الرفوعات المساحية والعمرانية، والتنسيق التام مع كل الأطراف لتغطية متطلبات الأعمال، وصولا إلى إعداد البرمجة الزمنية لتنفيذ العقود بما يتماشى مع المدة المحددة للمشروع».

يُذكر أن الحكومة السعودية تعمل على منظومة متكاملة من المشاريع الخاصة بتطوير المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف، وستعمل هذه المنظومة لتكمل عقدا من التوسعة في الحرم المكي الشريف والمرافق والخدمات المجاورة له، التي تقدم لزوار بيت الله الحرام في العاصمة المقدسة مكة المكرمة.