خطط نوعية لـ«ليلة 27» في مكة المكرمة والمدينة المنورة

تقسيم الفرق الأمنية لمربعات وإشراك كامل عناصر الدعم والمساندة

الحرم المكي شهد زيادة في عدد المعتمرين والمصلين ليلة أمس، ويتوقع أن يشهد عددا أكبر اليوم وغدا (تصوير: أحمد حشاد)
TT

كثفت القوات الأمنية من إجراءاتها تحسبا للأعداد المليونية المتوقعة لليلة السابع والعشرين، حيث استنفرت الجهات الحكومية في العاصمة المقدسة وجندت طاقاتها البشرية والتقنية في مؤسسات مختلفة، ونشرت عناصرها الأمنية في الميادين والساحات المحيطة بالحرم، وطوقتها بقوى بشرية ميدانية متصلة بغرف عمليات على مدار الساعة من أجل خدمة وراحة ضيوف الرحمن.

وأوضح العميد فيصل العدواني، قائد قوة دعم العاصمة المقدسة والمشرف على الساحات الشمالية والغربية لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الدعم استعدت لتعزيز حركة المشاة من خلال الانتشار الكثيف والممنهج في الساحات الغربية والشمالية من المسجد الحرام لتأمين سلامة المعتمرين وانسيابية حركتهم.

وأفاد العدواني أن خطة ليلة السابع والعشرين لها منظور أمني خاص، وهي ترتكز على محاور عدة واستراتيجيات فاعلة وسريعة للتعامل مع كافة أنواع الطوارئ المحتملة، لا قدر الله، والتركيز بشكل فعلي على توسعة خادم الحرمين الشريفين، وجميع المداخل والطرق الرئيسة المؤدية والمفضية إلى ساحات الحرم المكي الشريف.

وأبان العدواني أن من دعائم الخطة المتعلقة بليلة السابع والعشرين توزيع الكثافات البشرية على الساحات المحيطة بالمسجد الحرام عن طريق إغلاق المحاور الخارجية، وإشراك كامل عناصر الدعم من الضباط والأفراد.

ويأتي ذلك في وقت رأت فيه آراء إسلامية أن الأماكن لا تقدس أصحابها وأن الصلاة في العشر الأواخر من رمضان ولو كانت في صحراء جرداء بإخلاص النية قد تعدل الصلاة في الأماكن المقدسة، داعين إلى الحرص على الطاعات والعبادات في هذه الأيام المباركة.

وعلى مدار العشر الأواخر من رمضان ما إن تدق الساعة الرابعة عصرا، حتى يتوافد المصلون من مدينتي جدة والطائف، إضافة إلى القاطنين في مكة المكرمة منذ إطلالة الشهر الكريم للصلاة في المسجد الحرام، لتشارك تلك المدينتان جارتهما مكة المكرمة بشكل يومي في أداء الشعائر الرمضانية بشكل منتظم ومجدول، لسياح أرادوا الجمع بين السياحة والعبادة وما زالوا متمركزين في هاتين المدينتين السياحيتين اللتين أضفى قربهما من مكة خاصية جذب لقاطنيها وزوارها الراغبين في التقرب إلى الله والصلاة في المسجد الحرام.

التحضيرات التي نفذتها السلطات السعودية ستستمر حتى آخر أيام شهر رمضان، حيث أوضح العميد سلمان الجميعي، مدير مرور العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط»، أن الإدارة العامة للعاصمة المقدسة وضعت خطة مرورية خاصة بليلتي السابع والعشرين والتاسع والعشرين، وهي تتمركز في فصل حركة المركبات عن خطوط المشاة بالكامل، لما تشهده هاتان الليلتان من ازدياد في الكثافة العددية لكل من المعتمرين والمصلين، حيث تستنفر إدارة مرور العاصمة المقدسة كافة القوى البشرية والآلية لتعزيز المواقع، وبصفة خاصة المواقع التي تشهد كثافة عالية لدخول مركبات المعتمرين، وهي المواقع التي خارج المنطقة المركزية امتدادا لاهتمام إدارة مرور العاصمة المقدسة بشهر رمضان المبارك وما تضعه من خطط مرورية تعنى بانسيابية الحركة المرورية بالعاصمة المقدسة، وبصفة خاصة المنطقة المركزية حرصا منها على خدمة زوار بيت الله الحرام لتأدية مناسك العمرة بكل يسر وسهولة، خاصة في مواقف الرصيفة، وكدي، والشرائع، والزاهر، والمواقف الخاصة بسيارات المصلين «القشلة والجمرات».

وأوضح العميد سلمان الجميعي أنه جرى توزيع جميع القوات المرورية على جميع الطرق لضمان انسيابية الحركة المرورية، وذلك بالقضاء على السلبيات المرورية التي يرتكبها قائدو المركبات، مشيرا إلى أنه حرصا منها على سلامة المصلين والمعتمرين وضعت الإدارة في خطتها نقاط منع دخول المركبات لمنع دخول المركبات للمنطقة المركزية، كما أنها وضعت عددا من شاحنات سحب السيارات الرسمية المتمركزة في المناطق الحرجة والعامة لضمان سرعة نقل وإزالة المركبات المتعطلة من مسار الطرق، التي قد تعوق الحركة المرورية.

وأضاف أنه بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور جرى تأمين أجهزة ذات تقنية عالية جدا خاصة بإحصاء عدد المركبات دخولا وخروجا من العاصمة المقدسة، كما جرى تركيبها على المداخل الرئيسة المؤدية إلى مكة المكرمة، ويهدف ذلك إلى معرفة الكثافة العددية للمركبات وأوقات الذروة وعلى ضوئها تعد الخطط المرورية.

وأضاف الجميعي أن إدارة مرور العاصمة المقدسة دأبت على تنفيذ حملة مرورية توعوية، تتناول وسائل توعوية، وتوجيه المعتمرين، وتأمين وسائل السلامة لنقاط فرز المركبات، ومن الرسائل التوعوية المصاحبة لهذه الحملة حث المعتمرين وزوار بيت الله الحرام على استخدام وسائل النقل العام ومنع الوقوف المزدوج في الطرقات والشوارع الرئيسة، وتوضيح أوقات المنع وتوجيه المعتمرين إلى مواقف السيارات التي تم تخصيصها لهم، داعيا كافة المعتمرين والمصلين من المواطنين والمقيمين على مختلف شرائحهم، إلى التقيد بالأنظمة المرورية والاهتمام بالرسائل الإعلامية والتوجيهية التي سبق الإشارة إليها، مثل التوجه المبكر إلى مواقف حجز سيارات المعتمرين قبل نقاط المنع، والالتزام بالمسار الأيمن لضمان انسيابية الحركة المرورية، واستخدام وسائل النقل العام التي من شأنها التقليص من عدد المركبات بالعاصمة المقدسة وخاصة في المنطقة المركزية.