ارتفاع طفيف في أسعار المنتجات الغذائية خلال الأيام الأخيرة من رمضان

مدير فرع «الزراعة» بمنطقة مكة المكرمة: السوق المحلية لا تعاني شحا في اللحوم الحمراء

TT

تدخل الكثير من السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية مرحلة جديدة في القيمة السوقية، مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان، ودخول موظفي القطاعات الحكومية في إجازة العيد، ومن ذلك ارتفاع أسعار الماشية والأسماك، وأنواع مختلفة من المواد الاستهلاكية والغذائية.

وكشف متعاملون على منافذ البيع ومراكز التسوق، عن ارتفاع أسعار الكثير من المنتجات والمواد الغذائية، إذ سجلت أسعار الأسماك مع نهاية الأسبوع الرابع من شهر رمضان ارتفاعا ملحوظا تجاوز 20 في المائة في سوق الأسماك.

وأرجع المتعاملون في السوق أسباب الزيادة إلى ارتفاع الطلب على الأسماك مع نهاية شهر رمضان وقلة المعروض لأنواع مختلفة يتم تعويضها من المناطق الساحلية القريبة من جدة، في حين تسجل أنواع أخرى من المأكولات البحرية ارتفاعا في الأسعار وهذه الزيادة مرهونة بانشغال الأسر السعودية والمقيمة - على حد سواء - بعمليات التسوق في هذه الفترة.

وقال المهندس حسن سنقوف مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»: «إن السوق المحلية تخضع للعرض والطلب الذي يرتفع مؤشره في شهر رمضان، ورغم توافر الماشية إلا أن هناك من يسهم في ارتفاع سعرها في مطلع الشهر ونهايته»، لافتا إلى أن الوزارة تنسق مع التجار وتهتم بمعطيات السوق لخدمة المستهلك.

وأكد سنقوف أن السوق السعودية لا تعاني شحا في الماشية، وأن الكميات التي وصلت وما زالت ترد على الموانئ السعودية تغطي احتياج السوق لفترة قادمة، ونعمل بالتنسيق مع كل الجهات لضبط الأسعار التي تشهد تقلبات في العرض والطلب، موضحا أن جميع ما يصل إلى ميناء جدة الإسلامي من ماشية يتم إخضاعها للكشف والتحليل وهي في حظائر السفن قبيل دخولها البلاد، عبر عينات عشوائية للتأكد من سلامتها، مؤكدا أنه لا يسمح بفسحها وإخراجها للسوق المحلية قبل ظهور النتائج المخبرية.

وتشهد هذه الفترة من كل عام نموا في الطلب على منتجات البحر، لأنواع مختلفة ومتعددة من الأسماك، ولتغطية الاحتياج المتزايد تستورد المملكة سنويا نحو 70 في المائة من الأسماك، من دول عربية وآسيوية، لضمان استقرار السوق المحلية، في حين تتسابق الكثير من الشركات للاستفادة من المميزات التي تقدمها الجهات المختصة للاستزراع في المناطق الساحلية التي تنتشر بها الخلجان والسباخ الصالحة لإقامة مشاريع تربية الأحياء المائية مثل الأسماك والأصداف والقشريات، والنباتات المائية.

وتمثل أسعار الماشية هاجسا حقيقيا في موسمي رمضان، وذي الحجة، للمستهلك المحلي، الذي يواجه زيادة تصل إلى 40 في المائة على كل أنواع الماشية، التي سجلت مع مطلع شهر رمضان ارتفاعا وصل إلى 400 ريال على الأغنام، وما يزيد على 600 ريال على الأبقار والجمال، في حين تذبذبت أسعار كل أنواع الماشية في منتصف الشهر، وعاود المؤشر صعوده مع دخول رمضان أيامه الأخيرة.

وتكثف الجهات الرقابية ممثلة في البلديات الفرعية، وفرق التفتيش التابعة لوزارة التجارة، حملاتها على المجمعات التجارية، ومنافذ بيع المواد الغذائية، إلا أن هذه الحملات وبحسب مراقبين، لا تغطي جميع المواقع التجارية في المدينة الواحدة خلال الأربعة أيام المتبقية من شهر رمضان، وهو ما يساعد الكثيرين على رفع أسعار بعض المنتجات، ومنها المواد الغذائية الذي يدخل الدقيق ضمن مشتقاتها الأساسية، مثل «الكيك، والحلويات الشعبية، والمعمول، والغريبة والبقلاوة»، والذي يصل فيه حجم ارتفاع هذه المنتجات للضعف مع نهاية شهر رمضان، بواقع 20 ريالا على الكيلو الواحد.

وفي هذا السياق، أكد المهندس وليد الخريجي، مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، لـ«الشرق الأوسط»، أن موسم رمضان الحالي شهد وفرة في الكميات المعروضة، سواء من الدقيق المكيس المخصص لقطاع المخابز أو عبوات الاستهلاك المنزلي، كما أن المؤسسة لم تتلق أي طلب بزيادة الحصص المقررة للعملاء الذين يبلغ عددهم 9913 عميلا على مستوى المملكة، والمخصص لهم كمية في حدود 1.05 مليون كيس أسبوعيا.

وأضاف الخريجي: «إننا نعمل بالتنسيق مع كل الجهات الرقابية لضبط الأسواق، ومواجهة ضعاف النفوس الذين يقومون بتخزين الدقيق أو إعادة تعبئته بعبوات صغيرة»، لافتا إلى أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق ستقوم بدورها بتوفير السلعة الأساسية خلال هذه الأيام المتبقية من شهر رمضان وفي عيد الفطر المبارك، مع استمرار عمل المطاحن بكل فروعها لضمان توفير احتياجات الاستهلاك من مادة الدقيق للمواطنين والمقيمين وزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف.

وأردف مدير عام مؤسسة صوامع الغلال، أن جميع فروع المؤسسة الأحد عشر سوف تعمل خلال إجازة عيد الفطر المبارك بهدف مناولة القمح والمحافظة على مخزوناتها من مادة الدقيق التي تقدر بنحو 3 ملايين كيس جاهزة للضخ عند الحاجة، موضحا أن الاستعدادات جارية في المؤسسة لتوفير احتياجات الاستهلاك خلال موسم الحج المقبل الذي يشهد عادة زيادة في الطلب نتيجة توافد ضيوف بيت الله الحرام من كل دول العالم لأداء فريضة الحج.

وبالعودة إلى سوق السمك، يقول ماجد أحمد، وهو بائع أسماك: «قلة المعروض تربك السوق المحلية كل عام في موسم رمضان، وإجازات الصيف، خصوصا أن مرتادي منافذ البيع يبحثون عن الأسماك الحية التي لا تغطي الاحتياج الفعلي للسوق، الأمر الذي يدفع بالكثير من المستهلكين للبحث عن الأسماك في الأسواق المجاورة».