العيد يرفع نسبة إشغال فنادق الرياض

الحجز المبكر ضمان للحصول على السعر المناسب

TT

استنفرت إجازة عيد الفطر المبارك طاقات الفنادق والشقق المفروشة في العاصمة الرياض، وشغلتها بأقصى قدراتها الاستيعابية، بعد أن سجلت أعلى نسب إقبال تحققها منذ فترات طويلة، باعتبار هذه الأيام موسما مهما من الصعب التفريط فيه أو عدم استغلاله بالشكل المطلوب، إذ إنه من الصعب أن تجد مكانا شاغرا هذه الأيام، بعد أن تم حجزها بالكامل من قبل زوار العاصمة، منذ فترة سبقت حلول العيد بأيام.

وتنوعت أسباب الاستئجار، فمنهم من فضل العودة إلى الرياض من مكان عمله خارجها وقضاء العيد بين الأهل والأصدقاء، ومنهم من رغب في التسوق فيها والتنزه، والاستفادة من فعالياتها الترفيهية، وغيرها أسباب اجتمعت واتحدت لصالح أصحاب هذه الفنادق والشقق، الذين حققوا نسبة إشغال قدروها بـ80 في المائة، بعد موسم رمضان الذي صاموا فيه عن تحقيق الأرباح، كما سجلت ارتفاعا في الأسعار في هذه الأيام تجاوز الـ30 في المائة.

محمد ببلاوي مدير سلسلة أجنحة مفروشة بالعاصمة الرياض، أكد أن الإقبال على أشده منذ قرب العيد بأيام، حيث امتلأت تقريبا جميع الأجنحة والغرف بتنوع مساحتها بالزائرين، الذين يفضلون السكن في الشقق المفروشة خلال المناسبات، مبينا أن معظمهم من الزبائن المعروفين، الذين يستقبلونهم بشكل دوري في جميع المناسبات، إلا أن أهم تلك المناسبات هي عيد الفطر، الموسم الذهبي على حد وصفه، إذ إن الطلب يفوق العرض بمراحل كثيرة.

وأضاف «يعتبر الحصول على شقة مفروشة أو جناح في هذه الأيام أمرا صعبا، في ظل تكدس السكان في البنايات، والحجز المبكر يكون لزاما لضمان الحصول على مسكن مؤقت مناسب»، موضحا أن هناك فورة في قطاع الفندقة وانتعاشا كبيرا، يحصدون على أثره الأرباح، بعد كساد دام فترات طويلة، ووصل إلى قمته طوال شهر رمضان المنصرم.

ويشكل الطلب على الوحدات السكنية المفروشة النسبة الأعلى بالرياض، في ظل رغبة الكثير من المواطنين بقضاء أيام العيد فيها لأسباب مختلفة، ساهمت وبشكل مباشر في رفع الإقبال عليهم، وتحقيقهم نسبة عالية من الأرباح خلال الفترة الحالية.

وفي ذات السياق، علق محمد شوقي، وهو مدير أحد الفنادق الكبرى بالرياض، قائلا «هذا الموسم من المواسم المهمة السنوية التي نعتمد عليها في تحصيل إيراداتنا، والشيء المؤكد أن نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة، تصل إلى أقصاها في مثل هذه الأيام، وتعكس مدى الإقبال الكبير الذي تشهده مهرجانات الرياض، أو حتى الراغبين في قضائها بين أهلهم وأقاربهم، وعادة فإن أصحاب الشقق والفنادق هم أكثر من يستفيد من هذا الموسم، وذلك لإيواء الزوار في مساكنهم مقابل مبالغ مالية معينة».

وعن تأثير الإقبال على مستويات الأسعار، قال شوقي «إن ثمة زيادة قانونية بسيطة، باعتبار أن هذا موسم يخضع للعرض والطلب كغيره من أنواع التجارة»، غير أنه شدد على أن نسبة ارتفاع السعر (أو الإيجار) «بسيطة وغير مؤثرة، إذ إنها لم تتجاوز الـ20 في المائة، عن الفترة التي سبقت موسم عيد الفطر، الموسم الأكثر إقبالا».

كما أن للمتزوجين الجدد الذين لم يستطيعوا لأي سبب كان السفر خارج الرياض دورا في انتعاش خزينة الفنادق، حيث أكد متولي هلال، وهو مدير فندق «طيور النورس»، أن عددا من قاطني الفندق هم من سكان العاصمة السعودية، الذين فضلوا أن يقضوا أيام العيد في الفندق، كإجراء يهدف إلى كسر الروتين والتجديد بمناسبة العيد، إذ إنه لاحظ أن معظمهم من المتزوجين الذين لم تمكنهم ظروفهم من السفر خارج الرياض لقضاء الإجازة، فبالتالي يعمدون إليهم باعتبارهم وسيلة ترفيه نظرا إلى الإمكانات التي يقدمونها للنزلاء.