طقس أغسطس يدفع السياح إلى المجمعات التجارية

«هيئة السياحة»: نسبة إشغال الفنادق في الشرقية فاقت الـ80%

جانب من الفعاليات في المجمعات التجارية في الشرقية أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

وسط أجواء ملتهبة، لجأت آلاف الأسر السعودية إلى المجمعات التجارية الكبيرة لقضاء فترة الإجازة، كما وجدتها لجان تنظيم الاحتفالات مكانا مناسبا لإقامة الفعاليات، في حين بدت الواجهات البحرية والحدائق أقل ازدحاما، وهو أيضا ما أصاب الأماكن الخلوية.

وأجبر الطقس الملتهب الذي تصاحبه نسبة عالية من الرطوبة في المنطقة الشرقية الأهالي والسياح على الالتجاء إلى «المولات»، على الرغم من أن المنطقة الشرقية تشهد هذه الأيام انطلاق الكثير من الفعاليات خارج المجمعات السكنية، سواء الفعاليات التي تشرف عليها أمانة المنطقة أو الغرفة التجارية. وكان الطقس أقوى من رغبة الآلاف في التوجه إلى الأماكن السياحية المفتوحة التي كانت الخيار الأخير لدى الأسر بعد أن كانت في الإجازات السابقة تمثل أولوية كون المجمعات التجارية لا تخلو منها غالبية مناطق السعودية، حيث تعتبر الشواطئ والمتنزهات وكذلك المتاحف والمهرجانات الشعبية ميزة للشرقية عن غيرها من المدن السعودية الأخرى.

وبحسب المهندس عبد اللطيف البنيان وهو المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار فرع المنطقة الشرقية، فاق إشغال قطاع الإيواء في المنطقة الشرقية 80 في المائة في عيد الفطر، حيث إنه لا تأثير واضحا على إشغال الفنادق والشقق المفروشة وغيرها نتيجة الطقس الحار والرطب الذي تشهده الشرقية.

من جانبه قال عبد الرحمن الوابل أمين غرفة الشرقية التي تشرف على تنظيم 90 فعالية في عيد الفطر إن الفعاليات التي تنظمها الغرفة تتوزع على المجمعات التجارية والشواطئ والحدائق وغيرها، وإن التفاعل مع كل الفعاليات (المجانية) التي تشرف عليها الغرفة كان كبيرا، سواء في المجمعات التجارية أو خارجها.

ولم يكن الأمر في مجمله سلبيا، فقد أدى غياب العائلات عن الشواطئ إلى إفساح المجال أمام الشباب الذين يواجهون صعوبات تقليدية في دخول المنتجعات دون رفقة العائلة، بالإضافة إلى ما تمثله الشواطئ من فرصة لأداء الألعاب المخصصة للشباب، في ظل وجود فعاليات شبابية مغرية في الأماكن المفتوحة مثل شاطئ نصف القمر الذي يستقبل محبي وهواة التطعيس ومسابقات عروض السيارات المعدلة والكرة الشاطئية وألعاب «التلي ماتش» وتعليم الفروسية.

وتمثل المنطقة الشرقية البوابة الرئيسة والرابط بين السعودية ودول الخليج العربي، حيث تتجه الكثير من العائلات والشباب في الفترة المسائية إلى الدول المجاورة، خصوصا مملكة البحرين، من أجل الاستمتاع بأنواع أخرى من الفعاليات التي تقام جلها في المجمعات مثل «السينما» وغيرها، حيث يقضون ساعات قبل العودة مجددا إلى الشرقية من خلال جسر الملك فهد.

ويعتبر حلول فترة الإجازة لهذا العام في شهر أغسطس (آب) واقعا غير محبب، خصوصا أن الشرقية تزخر بالكثير من المواقع السياحية، إلا أن الأجواء القاسية جعلت فرص الاستمتاع في هذه المواقع محدودة.

في المقابل لا تزال أماكن الإيواء تستقبل عشرات الزوار، حيث شهدت الفنادق والشقق المفروشة وغيرها ارتفاعا في الأسعار وسط تأكيدات من بعض مالكيها أنه لا يوجد استغلال لهذه المناسبة لرفع الأسعار، بل إن هذه الأماكن يتم خفض أسعار الإقامة فيها غالبية فترات العام وفي أيام المناسبات والأعياد تعود أسعارها إلى الوضع الطبيعي المحدد من قبل الجهات ذات العلاقة، من بينها هيئة السياحة، كما أكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» يوسف الوكيل المستثمر في هذا المجال.

يذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أشارت إلى أن السماء ستكون غائمة جزئيا على مناطق الجنوب وأجزاء من شرق وغرب البلاد، في الوقت الذي حددت درجة الحرارة في المنطقة الشرقية ما بين 43 و28 درجة.