متخصصون: القضاء على تداعيات «سهر الإجازة» يتطلب تعاون أكبر بين المدرسة والمنزل

سعوديات يجتهدن لكسر روتين الإجازة من خلال رصد حوافز لأولادهن

تعاني الأسر من تداعيات سهر أبنائها خلال الإجازات الطويلة على تحصيلهم في الأسابيع الأولى من انطلاقة الموسم الدراسي («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى مجموعة من ربات البيوت لكسر روتين الإجازة الذي تنقلب فيه ساعات السعوديين البيولوجية بالسهر ليلا والنوم نهارا، من خلال منح حوافز للأبناء وخلق جو تعليمي.

وتؤكد كثير من الأمهات أن نظيراتهن ممن لا ينجحن في ذلك يعانين أسابيع عدة بعد العودة للمدارس. ويرى مجموعة من متخصصي علم النفس والغذاء، أن ذلك يؤثر سلبا على الأداء والصحة.

ويرى الكثير من الآباء والأمهات أن مسألة التوعية لا بد أن تنشر بشكل أوسع من خلال وسائل الإعلام ومن خلال وضع لافتات في الشوارع كي يكون السهر أمرا مكروها ويستبدل بالنوم المبكر.

تؤكد زهرة الشهري، إحدى الأمهات، حرصها على انتساب أبنائها في دورات تدريبية بعد انتهاء فترة العيد مباشرة كي يعيشوا جو العمل والدراسة في آن معا، وبينت أنها لا تعاني أثناء عودة المدارس من مسألة السهر لدى أبنائها.

في حين تذكر فاطمة الغامدي أنها تجعل أول ثلاثة أيام بعد العيد بمثابة منافسة بين الأبناء والبنات وإعطاء جوائز لمن ينام مبكرا. وأضافت أن تقارير بعض المدارس تشير إلى تدني بعض مستويات الطلاب والطالبات من خلال النوم في المدرسة بسبب تأثير وضع الإجازة وتغير ساعات النوم في الليل والنهار.

من جانبه، يقول محمد الفقيه، وهو مرشد طلابي بمحافظة القنفذة، إن وزارة التربية والتعليم لم تألُ جهدا في مسألة عمل توعية للطلاب والطالبات حول مضرة السهر، لافتا إلى أن وسائل الإعلام لا تركز على هذه المسألة في حين بات السهر بالنسبة للبعض عبارة عن عادة مكتسبة وينظرون لغيرهم على أنهم لا يعيشون وضعا جيدا بسبب النوم المبكر، ودعا الفقيه الآباء والأمهات إلى مساعدة المدارس من خلال التواصل والسؤال عن أبنائهم، لافتا إلى أن السهر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة من خلال الالتقاء ببعض الأشخاص ممن يحمل سلوكيات سيئة وخاطئة.

من جهتها، أشارت سميرة الغامدي الأخصائية النفسية بمستشفى الصحة النفسية بجدة، إلى أن للسهر عواقب سيئة جدا حتى على مستوى صحة الفرد من خلال دخول عوامل نفسية سلبية مثل «الكدر والتعب والشعور دوما بعدم الرغبة في الكلام أو عدم ممارسة الرياضة في أوقاتها المحددة».

وتضيف الغامدي، أن الصحة النفسية تأتي من خلال الالتزام بجدول يساعد النفسية على التوجه بشكل صحيح بدلا من إرهاقها، وأن أولياء الأمور يسهمون عادة في جعل السهر عادة من خلال مشاركة الأبناء في هذا المنحى، مع عدم توعيتهم بخطورة ذلك. ولفتت إلى أن أولياء الأمور هم القدوة وهم أساس الكثير من العادات الإيجابية والسلبية.

من ناحيته، يرى الدكتور خالد بن علي المدني أخصائي التغذية نائب رئيس الجمعية السعودية للدواء والغذاء سابقا، أن السهر يؤدي إلى تدهور صحة الفرد من خلال عدم تنظيم الوجبات، ويكون السهر ذا خطورة بالغة عند الأطفال بسبب احتياجهم للنمو من خلال توافر الثلاث وجبات الرئيسة يوميا.

يذكر أن قلة النوم تسبب خللا في جهاز المناعة الذي يعد خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض. وعكفت جامعة تورينتو بكندا على دراسة هذه العادة طوال السنوات العشر الأخيرة والسبب كما قال البروفسور مولدو فيسكي اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية بكلية الطب هناك، إن أمراضا كثيرة كانت خافية وغير معروفة ولسبب تبين أن النوم وقلته وراءها، وإن هذا الجهاز مبرمج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاجها الإنسان وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى.