قصة شاب كاد يخسر حياته بعد عامين من الإدمان

TT

يروي شاب يبلغ من العمر 18 عاما كيف خرج من بيئته المحافظة على السلوك والأخلاق والدين في حي يعرف في مدينته بالحي الشعبي، إلى بيئة التشرد والسعي خلف المخدرات.

يقول الشاب الذي فضل الاكتفاء بتسمية نفسه محمد: «لم أكن من أولئك الشباب المفرطين في حياتهم ودينهم، بل كنت محافظا على الصلاة، أحضر حلقات القرآن الكريم، ولم يكن لدي أصدقاء كثر، وكانت علاقتي محدودة ببعض شباب الحي، وعندما بلغ عمري 16 عاما تعرفت على أحد الشباب الذي كان مظهره لا يوحي بتاتا بأنه يتعاطى أي نوع من المخدرات، ومع مرور الأيام تعمقت العلاقة وأصبحت الثقة متبادلة بيننا».

يتابع: «خرجت يوما، من مدرستي، وأنا في حالة مزاجية متكدرة، بسبب تدني درجاتي في إحدى المواد، ولم أكن مدركا ما ستؤول إليه الظروف في هذه اللحظة، فتلقاني صديقي الذي يكبرني بعامين، وطرح علي فكرة الذهاب إلى أحد المواقع التي يتمركز فيها مجموعة من الشباب، المقربين له (على حد قوله) وأن مزاجي سوف يتغير بعد لحظات من تلك الجلسة». ويضيف: «لعلها الجلسة التي غيرت ملامح حياتي من الأفضل إلى الأسوأ، فمنذ وصولي والتعريف بي، بدأ بعرض سيجارة وصفها بعالية المزاج. وكانت عبارة عن مادة (الحشيش). كنت رافضا أن أتعاطها بذريعة أنني لم أدخن فكيف لي أن أتعاطى هذا المخدر، الذي لم يكن واضحا لدي أنه مخدر، وله تبعات سلبية على الفرد والمجتمع، وبدأ ذلك يظهر على تقاسيم وجهي وطريقة تعاملي مع الآخرين، خاصة أنني أتعاطى الكبتاجون مع الحشيش، وبدأ أصدقائي يهجرونني شيئا فشيئا، وبدأت أندمج في المجموعة الجديدة». ويتابع محمد حديثه: «هذا الاندماج طوال عامين، أفقدني أهم الأشياء في حياتي، أسرتي، التي حاولت وسعت بكل الوسائل في حدود إمكاناتها، بدفعي لطوق النجاة، إلا أن المخدرات كانت تلاحقني، وكان والدي يجدان في إيداعي بمجمع الأمل للعلاج عارا، وقد يتسبب في زعزعة مكانتهما في المجتمع الذي يحيط بهما، إلا أنني وفي لحظة وجدت نفسي خاسرا كل ما لدي (المال، الأهل، الأصدقاء)، حتى إنني قمت بأعمال لا يقوم بها من يمتلك عقلا، وهذا ما دفعني للتوجه إلى مجمع الأمل لتلقي العلاج والخروج مما أنا فيه». وأضاف: «أنا اليوم أعيش في أحسن حال بعد أن تماثلت للشفاء، وأتلقى علاجي هنا، وأتمنى أن يغفر لي أمي وأبي ما كنت فيه، وأنا بصدد إكمال دراستي التي توقفت عنها، وسأتابع مسيرتي بالمجمع الذي يقدم الدعم الكامل لي ولكل من لديه الرغبة في العلاج».