«الصحة»: لا يوجد نقص في الأدوية بل «أزمة تواصل بين المستودعات والصيدليات»

خصصت 129 مستودعا في كل مناطق المملكة

TT

أكد الدكتور صلاح المزروع، وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية، أن مجموعة المعوقات التي تواجه وزارته في مجال العقود والمشتريات والتجهيزات تضع وزارته في موقف حرج أمام المقام السامي، لافتا إلى أن هذه المعوقات تتمثل في إشكاليات عقود الصيانة والنظافة التي وصفها بقوله «مشاكل تتعب الوزارة وتحرجها».

وأرجع المزروع السبب في ذلك إلى تأخرها، مما يضطرهم للرفع إلى المقام السامي لتجديدها أو تمديدها وأخذ النسب، أو احتوائها على بنود «غير منطقية»، تتسبب في زيادة التكاليف، الأمر الذي يوقع وزارة الصحة في «حرج» تجاه ذلك، مشددا على ضرورة مناقشة تلك القضية وإيجاد حلول سريعة لها.

وبين خلال الملتقى الثالث لمساعدي مديري الشؤون الصحية للإمداد، ومديري إدارات العقود والمشتريات وإدارات التجهيزات في مناطق ومحافظات المملكة، الذي افتتح أعماله يوم أمس في فندق «كروان بلازا» بجدة، أن هناك معوقات أخرى تواجه مديري إدارات التموين الطبي تتعلق بالمستودعات؛ إذ إنه تم طرح 129 مستودعا بدأ جزء منها بتعثر، مرجعا أسباب التعثر إلى عدم وجود أراض لتلك المستودعات سواء داخل حرم المستشفى أو خارجه.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «طرحنا نحو 129 مستودعا، من بينها 29 مستودعا واجهت مشكلات في عملية وجود أراض لها وهي التي سببت المشكلة وأخرتنا». وأضاف «خلال الشهرين المقبلين سنتسلم أكثر من 29 مستودعا، وهناك مائة مستودع مطروحة في مناطق مختلفة من المملكة، ومنها ما هو تحت البناء، وتم إنجاز قرابة 70 في المائة منها، وخلال الأشهر الخمسة المقبلة سنستلم بقية المستودعات التي ستكون رافدا كبيرا لإدارة التمويل الطبي، وستساعد على التخزين ومتابعة توفير الأدوية».

وأكد أن نوعية الأدوية التي توفرها وزارة الصحة الآن شهدت تحسنا كبيرا، إلى جانب انخفاض أسعارها أيضا، وقال «باتت تمتلئ المستودعات أحيانا بكميات من الأدوية تفوق الحاجة مما يؤدي إلى انتهاء صلاحيتها». وأضاف «وصلت وزارة الصحة إلى مراحل متقدمة من التخطيط الحقيقي بين الإدارات، بهدف تخطي كل العقبات بشكل احترافي، كما أن ما حققته إدارات المشتريات والتموين والتجهيز الطبي من وضع، يجعل الوزارة في المقدمة مقارنة بالجهات الحكومية الأخرى».

وأكد المزروع أنه تم القضاء على بعض الممارسات الخاطئة في آليات توزيع الأدوية على المناطق والمحافظات، حيث إنه في السابق كانت تقدم الطلبات بكميات أكبر من المطلوبة بغرض الحصول على العدد المطلوب، غير أنه الآن أصبحت الوزارة تلبي طلبات الإمداد بنفس الكميات المحددة في هذه الطلبيات دون زيادة ولا نقصان، كونها تحاسب وتتابع إدارات الإمداد على تنفيذ هذه الطلبات.

وطالب وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية بعدم إهدار الأدوية الخارجة من مستودعات الوزارة، والاهتمام بإيجاد شراكة حقيقية بين كل الإدارات للتخطيط السليم حسب أنظمة الدولة والنظام الموجود في الوزارة.

من جهته، بين الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، أن الوزارة حريصة على أن يكون الدواء موجودا ومتوفرا للمريض، مبينا أن الدواء يعد «خطا أحمر بالنسبة للوزارة». وقال «يعد الدواء بالنسبة للوزارة خطا أحمر لا بد أن يتوافر للمريض». ولفت إلى وجود خلل يكمن في عدم توصيل الدواء من قبل المورد للمستودعات، وأحيانا يكون هناك تأخير من قبل الموظفين أنفسهم، الأمر الذي أكده المزروعي حيث قال «مستودعاتنا مليئة بالأدوية لكن المشكلة الموجودة لدينا تكمن في ضعف التواصل بين الصيدلية والمستودع، ونحن نحاول الضغط عليهما بحيث يكون هناك تواصل سريع وألا يكون لدينا نقص في الصيدلية ويضطر المريض إلى مراجعة الصيدلية بعد أسبوعين أو شهر، وذلك بسبب ضعف التواصل».