توصية بإنشاء مركز طوارئ لـ«إدارة الأزمات والكوارث» في الرياض

المؤتمر استعرض التجربتين اليابانية والسورية.. وتشديدات على إدراج برامج أكاديمية في الجامعات

TT

خرج المشاركون في فعاليات «المؤتمر السعودي الدولي الأول لإدارة الأزمات والكوارث» الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في التاسع من سبتمبر (أيلول) الجاري، بعدد من التوصيات، جاء على رأسها المطالبة بإنشاء مركز لإدارة الأزمات والكوارث يكون مقره العاصمة الرياض.

وجاء ضمن التوصيات أن تتولى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جميع الدراسات والبحوث المرتبطة بهذا المجال، والسعي لإنشاء كرسي بحث في الجامعة لعلم إدارة الأزمات والكوارث. وإدراج مقرر إدارة الأزمات والكوارث في الجامعات، وإنشاء برنامج للدراسات العليا في علم إدارة الأزمات والكوارث، والعمل على التطوير المستمر لبرامج العمل التطوعي في التعليم العام والتعليم العالي على وجه التحديد.

ودعا المشاركون إلى عقد المؤتمر كل عامين، وأن يتولى مركز إدارة الأزمات والكوارث في الجامعة مسؤوليته بالتنسيق مع عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر والقطاعات ذات العلاقة، وزيادة الاهتمام بالأساليب الحديثة في التنبؤ والإنذار المبكر المبني على معلومات علمية دقيقة، وإدراج مقرر إدارة الأزمات والكوارث في الجامعات، وإنشاء برنامج للدراسات العليا في علم إدارة الأزمات والكوارث، والعمل على التطوير المستمر لبرامج العمل التطوعي في التعليم العام والتعليم العالي والمؤسسات ذات العلاقة بذلك، واستحداث برامج إعلامية وتدريبية تساعد على رفع مستوى الوعي، والإسهام الفعال لمختلف فئات المجتمع باستخدام جميع وسائل التواصل والتقنية الحديثة، والاستمرار في تقييم البنية التحتية وتطويرها لضمان الأداء الفعال في مواجهة الأزمات والكوارث.

وطالب اللواء سعد الخليوي مساعد مدير الأمن العام بالاستفادة من الدروس الناتجة عن الكوارث، مشيرا إلى أن «السعودية، بكل فخر، تعد رائدة في التعامل مع أكبر تجمع في العالم، وهو موسم الحج»، وذلك خلال ترؤسه أول من أمس الجلسة الختامية لـ«المؤتمر السعودي الدولي الأول لإدارة الأزمات والكوارث»، التي ناقشت محور التجارب والشراكات والدروس المستفادة في إدارة الأزمات والكوارث، مشددا على ضرورة إعادة النظر في تصميم المنازل والمباني والتوعية والتثقيف التي ذكرها الباحث جونجي موريواكي من مركز الحد من الكوارث الآسيوية باليابان في ورقته.

وقال: «بعد حادثة الجمرات التي حدثت في حج عام 1426هـ اتخذ خادم الحرمين قرارا تاريخيا بتطوير جسر الجمرات، وفي شهر رمضان لهذا العام ركزنا على وسائل الإعلام، إذ تم توجيه أكثر من 10 ملايين رسالة عن طريق الجوال، وجاء التوجه نحو الإعلام لإدراكنا أن الجانب الإعلامي يمثل 50 في المائة من إدارة الأزمة».

وقدر الباحث الياباني موقف السعودية ودعمها اليابان خلال «الزلزال العظيم» كما يطلق عليه، الذي حدث عام 2011م، حيث قدمت السعودية 20 مليون دولار، وذكر في ورقته تجربة المركز خلال الزلزال وتسونامي الذي حدث في اليابان عام 2011م وكيف أنه حصد آلاف البشر، وسبب دمارا شاملا في فترة وجيزة.

وتطرق إلى أن الوضع أصبح سيئا لأنهم لم يتوقعوا أن يحدث الزلزال بهذه الدرجة، وتوصلوا إلى أنه لا بد من تغيير تصميم المنازل وتثقيف وتوعية الناس حول الأزمات والكوارث قبل الكوارث وبعدها، كما بين الدور الذي يقدمه بتسهيل التعاون الدولي لمواجهة الزلازل وتبادل المعلومات في الأزمات والكوارث حال وقوعها.

وكشف الدكتور عبد الله بافيل وكيل جامعة الملك عبد العزيز للمشاريع بجدة، عن عزم الجامعة على طرح الابتعاث قريبا في مجالات إدارة الأزمات والكوارث ووضع برنامج للماجستير، مستعرضا في ورقته «تجربة جامعة الملك عبد العزيز في مجالات الطوارئ والكوارث».

وقال: «إن ما تعرضت له جدة قبل سنوات قليلة جعلنا نركز في الجامعة على عمل لجنة تؤسس لمواجهة الأزمات والكوارث، وقد أوصت بإنشاء مركز لإدارة الكوارث والطوارئ، من مهامه أن يقدم الاستفسارات المتعلقة بالأحوال الجوية، وتعليق الدراسة وكل ما يتعلق بالكوارث، وتخصيص رقم موحد لتلقي البلاغات، وربطه بقنوات التواصل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، مثل الدفاع المدني وغيره، مع التوعية والتثقيف والتدريب على آلية التعامل مع المخاطر»، متمنيا أن يجري إنشاء مثل هذا المركز في كل جامعة بالسعودية.

وأكد الدكتور ماركوس ماركتانر المشارك بكلية كولز للأعمال بجامعة كنسو في الولايات المتحدة الأميركية، أن النزاع المسلح هو الأقوى بين المتغيرات، وهو الأكثر حصادا للأرواح، وهو أكثر من الكوارث الطبيعية، حيث قال: «ما دعانا إلى تقديم هذه الورقة هو ما يحدث في سوريا الآن من خلال إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة مثل: النزوح الجماعي، وتأخر وصول المساعدات الإنسانية، وتقييم هذه العملية والتعاون لمواجهتها مثل: الجفاف والتغير المناخي في الدول العربية، والهدف هو التصدي لمثل هذه الأمور، ودورنا في المركز هو التركيز على قدرة الحكومات على إدارة الأزمات والتصدي لها».