المهندسات السعوديات يهجرن هيئة المهندسين.. ويفضلن العمل المستقل

رئيسها لـ «الشرق الأوسط»: تفاعلهن «صفر» رغم وجود 200 مهندسة في البلاد

TT

قدرت إحصاءات رسمية أعداد المهندسات السعوديات بنحو 200 مهندسة، إلا أن حضورهن في كل مشاريع الهيئة السعودية للمهندسين يكاد يكون معدوما، بعد توقف مشروع الشعب النسائية الهندسية الذي تبنته الهيئة لتأسيس شعبة نسائية في كل منطقة من مناطق البلاد، إلى جانب إغلاق ملف شعبة «التصميم الداخلي والعمارة» للسيدات التي تأسست في المنطقة الغربية عام 2010، دون سبب واضح.

وأشار المهندس حمد الشقاوي، رئيس الهيئة السعودية للمهندسين، إلى استيائه من «إحجام المهندسات السعوديات عن التفاعل مع الهيئة السعودية للمهندسين»، وقال: «لا أعلم حتى الآن ما مشكلة المهندسات، فالهيئة منذ بداية انتخابات مجلس الإدارة فيها قامت بعمل شعبة هندسية نسائية في المنطقة الشرقية، ثم توقفت هذه الشعبة دون أسباب»، كاشفا عن أن شعبة المنطقة الغربية هي الأخرى توقفت مؤخرا.

وأوضح الشقاوي أن الشعبة الواحدة قوامها 7 مهندسات كي تتكون كشعبة أو لجنة، موضحا عدم تمكنهم من إيجاد النصاب الكافي لتشكيل تلك الشعبة، لافتا إلى تواصل الهيئة مع عدد من المهندسات السعوديات، إلا أن محاولتها لم تجدِ نفعا.

وبحسب الهيئة السعودية للمهندسين فإن عدد المكاتب الهندسية النسائية المرخصة في البلاد تبلغ 23 مكتبا، ما يعكس تطور حضور المرأة في سوق العمل الهندسي، ويستلزم تفاعلا أكبر من ناحيتهن.

وتثير حالة القطيعة التي تجمع عليها المهندسات السعوديات تجاه هيئتهن الكثير من التساؤلات، خصوصا أن الهيئة السعودية للمهندسين التي تأسست منذ أكثر من 10 سنوات تؤكد أكثر من مرة أن عدد المهندسات السعوديات المسجلات لديها لا يتجاوز 51 مهندسة حتى اليوم، وهو رقم ضئيل مقارنة بالحجم الفعلي للمهندسات السعوديات في سوق العمل.

وقال الشقاوي: «تحدثت بصفة شخصية مع إحدى المهندسات في المنطقة الشرقية، وطلبت منها المساهمة في تشكيل شعبة أو لجنة تجمع المهندسات في المنطقة لعمل المحاضرات واللقاءات والتطوير المهني، ثم طلبت مني مهلة أسبوعين للتنسيق بهذا الخصوص، وللأسف أخبرتني لاحقا أن جميع المهندسات يعتذرن عن ذلك، دون إبداء الأسباب». وفي السياق ذاته أكدت المهندسة أيلا الشدوي، عضو المجلس التنفيذي لشابات أعمال الشرقية، أن معظم المهندسات لا يردن أن «يفتحن الأعين عليهن»، بحسب وصفها. وقالت: «المهندسة تريد أن تعمل بمكتبها في أمان الله دون أن تفاجأ بدخول أعضاء من إحدى الجهات للتأكد من وضع المكتب ونحوه».

وبالعودة إلى مشروع تشكيل الشعب الهندسية في كل من المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية، أشارت المهندسة نادية بخرجي، عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين السابق، إلى أن الشعب تعد أول اعتراف رسمي ومهني بوضع المهندسة في التصميم الداخلي والعمارة، مشيرة إلى أن تشكيل الشعب يرافقه عملية انتخابية لمنسوباتها، إلا أنها لم تخفِ هي الأخرى استياءها من تباطؤ المهندسات.

ورغم وجود مهندسة سيدة في التشكيل الأخير لمجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين، ممثلة في المهندسة هبة ضياء الدين، فإنها لم تتحرك لمتابعة مشروع الشعب الهندسية النسائية ووضع المهندسات السعوديات تجاه الهيئة.

في حين علمت «الشرق الأوسط» أن عدم تفاعلها بهذا الشأن عائد لكونها تؤمن بأن الهندسة مهنة للرجال والنساء على السواء، وليست متقبلة فكرة إجراء تكتلات لفئة دون أخرى.

من جانب آخر، يصف المهندس حمد الشقاوي، رئيس الهيئة السعودية للمهندسين، دور المهندسات تجاه الهيئة بأنهن «يهمشن أنفسهن»، متابعا بالقول: «إني أحزن بشدة على وجود مجموعة من المهندسات السعوديات النشيطات والمتميزات لدينا، لكنهن في الوقت نفسه مغيبات عن التفاعل المهني مع الهيئة»، ويضيف قائلا: «هو أمر محير جدا ولا تفسير لدي، لكن تفاعلهن صفر تقريبا».

وعن اعتراض البعض على فكرة التمييز بين المهندس والمهندسة، يقول الشقاوي: «نحن لا نفرق بين أي مهندس ومهندسة، بل نحترم مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، بوضع خصوصية للمهندسات، على أمل أن يكون هناك تفاعل أكبر من قبلهن»، في حين كشف الشقاوي عن أن جامعة الدمام التي تضم أقدم قسم نسائي للهندسة في الجامعات السعودية خرجت منذ بداية تأسيس القسم حتى اليوم نحو 350 مهندسة سعودية، مشيرا إلى أن الرقم يتضاعف عند النظر إلى مجمل مخرجات الجامعات الأخرى.