قال الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة إن المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود الذي سيفتتح أعماله اليوم (السبت) في العاصمة الرياض، سيخرج بعدد من التوصيات العلمية القابلة للتطبيق على أرض الواقع، والتي بدورها ستدعم الجهود الوطنية والدولية في مجال طب الحشود وحماية الشعوب من الأمراض والأوبئة.
ويكتسب المؤتمر أهمية دولية وإقليمية ووطنية قصوى؛ كونه يعقد قبيل موسم الحج الذي يشهد اجتماع أكثر من مليوني حاج من مختلف دول العالم في فترة زمنية محدودة ومنطقة جغرافية محدودة، ويناقش مرض فيروس «كورونا» الذي يمثل في الوقت الراهن قضية صحية عالمية.
وأضاف الربيعة: «إن رعاية الدولة لهذا المؤتمر جاءت من باب حرصها واهتمامها المتواصل بالقطاع الصحي، وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، من خلال جمع من رؤساء الوفود والخبراء والاستشاريين العالميين، قاموا بتلبية الدعوة والمشاركة في هذا المؤتمر المهم».
وأوضح الدكتور منصور الحواسي نائب وزير الصحة للشؤون الصحية، أن المؤتمر يأتي في إطار الجهود المستمرة لوزارة الصحة السعودية لمواجهة أي مستجدات أو طوارئ صحية قد تحدث أثناء التجمعات والحشود، ومن ذلك موسم الحج والعمرة الذي يشهده ملايين من الناس في وقت واحد وفي مكان واحد، والوصول إلى نتائج تحمي المجتمع السعودي والمجتمع الدولي بأسره.
في حين لفت الدكتور محمد خشيم نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير إلى أن القطاع الصحي يحظى بدعم من الدولة عبر الحرص على تبني المشاريع والبرامج التي تخدم المرضى في إطار المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، الذي أعدته الوزارة بأسلوب علمي وأساس منهجي، روعي فيه احتياجات المواطن وركز على الاهتمام باحتياجات المريض.
من ناحيته، بين الدكتور زياد ميمش وكيل الوزارة للصحة العامة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، أن المؤتمر سيركز في العديد من جلساته وأوراق عمله على بحث ومناقشة آخر المستجدات حول فيروس «الكورونا» الجديد وكيفية مواجهته والحد من انتشاره وتطوير طرق علاجه خلال موسم الحج والعمرة، ومستجدات الفيروس محليا ودوليا، بالإضافة إلى العديد من المحاور التي تثري أهداف المؤتمر، لافتا إلى أن المؤتمر اعتمد بـ20 ساعة تدريب من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وأن التسجيل مجاني لجميع المشاركين في المؤتمر.
وأضاف الدكتور ميمش أن المؤتمر يحظى بمشاركة 15 وزيرا للصحة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأميركا وفرنسا وكوبا وكندا وتركيا وماليزيا وباكستان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى حضور رفيع المستوى من المنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية، وذلك بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وأعضاء المجلس الاستشاري العالمي لوزارة الصحة، وعدد من الخبراء والعلماء من دول العالم المختلفة.
ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى الاطلاع على التجارب العلمية والعملية التي سبق التعامل معها في ظروف مشابهة، بما يعزز زيادة فاعلية الإجراءات الصحية التي يجري اتخاذها للتعامل مع التجمعات والحشود البشرية خلال مواسم العمرة والحج، موضحا أن المؤتمر يعد فرصة لاستعراض تجربة المملكة لموسم الحج؛ كونها تجربة فريدة من نوعها على اعتبار أنها تدير أكثر من مليوني حاج في نطاق جغرافي وزمني محدد؛ مما جعلها مثالا يحتذى به، مشيرا إلى أن المؤتمر يعد فرصة للاستفادة من الخبراء العالميين والمختصين في المنظمات الدولية والدول الغربية، ويتيح تبادل الخبرات، وبالتالي تطوير البرامج الصحية في هذا المجال الحيوي.