بدت الشوارع الرئيسية في العاصمة السعودية الرياض في حلة متشابهة، باكتسائها باللون الأخضر، لون علم البلاد، كرداء تزينت به الكثير من واجهات المباني وساريات الأعلام المنتشرة على جنبات الطرق الرئيسية، فيما تتهيأ العديد من المواقع بالعاصمة لحفلات إحياء ذكرى اليوم الوطني الـ83 الذي يصادف يوم غد الاثنين، عبر برامج تعمل أمانة الرياض على تنظيمها لجمع مظاهر الفرح بين أبناء وبنات المدينة.
ويعبر الشباب عن فرحتهم باليوم الوطني، بحسب ما ينجم من أفكار يخوضون تحديا لتجسيدها، فلا تستغرب إن رأيت ناقلة مصبوغة بالأخضر تجوب الشوارع يقودها شاب سعودي برفقة أصدقائه، تلك الصرخات من الابتهاج صادرت ما قبلها من مظاهر أضحت تقليدية في نظر الكثيرين كتلوين الوجه والشعر وصياغة عبارات الحب على السيارات، في الوقت الذي لوحت فيه بعض الجهات الأمنية، ومنها المرور، بمعاقبة أصحاب المركبات المخالفة بغرامات تصل إلى 900 ريال بخلاف سحب السيارة التي تخالف.
وتشجع التقليعات التي يتخذها الشبان كل عام من يهوى الركون في منزله على الخروج، فأصبحت بمثابة عروض عفوية من دون إعداد مسبق، وهي تشبه تلفزيون الواقع.
وأمام تلك اللقطات والمشاعر الاحتفالية في الميادين تبذل المراكز التجارية كل ما في وسعها، وتستنفر إدارات التسويق لديها للترويج لأسعارها المغرية التي قررت أن تكون مخفضة بمناسبة اليوم الوطني، وهي بذلك تستدرك أهمية أن تستوعب أكبر قدر من العائلات وتحقيق قدر من الأرباح، فيما لجأت خطوط الطيران إلى تخفيض قيمة تذاكر الرحلات بنسبة 25 في المائة لبعض الوجهات الداخلية.
ونشأت في مواقع التواصل الاجتماعي صفحات خاصة في موقع «فيس بوك» بمناسبة اليوم الوطني، إضافة إلى بعض الهاشتاغات في «تويتر» التي اجتذبت آلاف المغردين الذين ساقوا تغريدات نثر وشعر حملت معاني الحب للوطن، ولم تخل أيضا من نصائح بإظهار المعنى الحضاري للفعالية، والتعبير عنها.
في غضون ذلك، نصبت أمانة مدينة الرياض سبعة آلاف علم ترفرف في السماء على أهم المواقع الحيوية، أهمها جسر الخليج وميدان القاهرة والطريق المؤدي للمطار الدولي وطريق الملك فهد، وخصصت الأمانة خمسة مواقع لاستقبال الأسر مساء الغد في متنزه الملك عبد الله بحي الملز، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي، وساحة العروض بالطريق الدائري الشرقي، وحديقة مناخ الملك عبد العزيز، وساحة الدوح، إضافة إلى تحديد ساحة حي القادسية في شرق الرياض لاستقبال الشباب بعروض للدراجات النارية والسيارات والطيران الشراعي الذي يحمل الأعلام الخضراء، إلى جانب فعاليات تراثية وشعبية.