وصول 210 آلاف حاج من مختلف الجنسيات للأراضي السعودية

القطاعات الحكومية تنهي استعداداتها في المشاعر المقدسة

جانب من الحجاج الواصلين إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة (واس)
TT

استقبلت جدة أكثر من 210 آلاف حاج «حتى إعداد هذا التقرير» قادمين من مختلف دول العالم عبر ميناء جدة الإسلامي ومطار الملك عبد العزيز الدولي، وذلك لأداء مناسك الحج، فيما أنهت جميع القطاعات الحكومية المشاركة في الحج استعداداتها في المشاعر المقدسة.

وقدر المهندس عبد الحميد أبا العري، مدير مطار الملك عبد العزيز الدولي؛ أن يصل إجمالي عدد الحجاج القادمين للأراضي السعودية حتى نهاية فترة وصول الطائرات، إلى نحو مليون حاج، لافتا إلى أن معدل الرحلات اليومية التي تهبط في مطار جدة يقدر بنحو 900 رحلة تحمل نحو 14 ألف حاج. وأكد مدير مطار الملك عبد العزيز الدولي لـ«الشرق الأوسط»، أن استراتيجية الخطة المنفذة في المطار تعتمد على محور أساسي والمتمثل في إنهاء إجراءات الحجاج في فترة وجيزة، وكسر حاجز الـ45 دقيقة التي كانت تستغرق في العام الماضي في هذا الصدد، موضحا أن كل العاملين في المطار يعملون على تقديم كل الخدمات التي قد يحتاج إليها الحاج. في المقابل، استقبل ميناء جدة الإسلامي نحو 37 سفينة على متنها أكثر من 28 ألف حاج خلال الأيام الماضية، ويتوقع أن يرتفع عدد الحجاج القادمين عبر الميناء في الفترة القادمة إلى أكثر من 70 ألف حاج.

وقال ساهر الطحلاوي، مدير ميناء جدة الإسلامي، لـ«الشرق الأوسط»، إن السفن التي على متنها حجاج تعطى الأولوية في دخول ميناء جدة، ويتم تخصيص الأعداد الكافية لها من العاملين والمرشدين البحريين للصعود عليها حال وصولها لمنطقة المخطاف، وهو ما يعرف بـ«الإرشاد البحري»، مع ترصيفها بواسطة القطع البحرية المساندة.

وأردف الطحلاوي أن الميناء يقوم فور وصول السفينة التي على متنها حجاج من مختلف الدول، بتكليف مفتشين بحريين للتأكد من سلامتها للإبحار، وفقا للاتفاقيات الدولية لسلامة الأرواح، فيما يقوم العاملون في الميناء بنقل الحجاج إلى صالة القدوم لإنهاء إجراءاتهم في أسرع وقت، مع نقل أمتعتهم إلى صالة التفتيش، وذلك ضمن خطة التشغيل لاستقبال الحجاج.

وفي موضوع متصل، أنهت جميع القطاعات الحكومية استعداداتها، إذ كلفت وزارة الصحة أكثر من 22 ألف ممارس صحي وإداري بالإشراف ومتابعة المستشفيات التي هيأتها الوزارة في المشاعر المقدسة والمقدرة بنحو 25 مستشفى، منها سبعة مستشفيات في مكة المكرمة، وقرابة ثمانية مستشفيات موزعة على مشعري منى وعرفات، ونحو تسعة مستشفيات في المدينة المنورة، فيما تبلغ السعة السريرية لمدينة الملك عبد الله الطبية 5250 سريرا.

ووفرت وزارة الصحة 16 ألف وحدة من الدم ومشتقاته من جميع الفصائل لتزويد المرافق الصحية بالمشاعر والعاصمة المقدسة، فيما أضيفت 50 سيارة إسعاف صغيرة إلى لجنة الطوارئ والطب الميداني لتعزيز خدمات الطب الميداني.

وأطلقت المديرية العامة للجوازات مع مطلع الشهر الحالي «ذي القعدة» أعمالها لموسم الحج 2013، في كل المنافذ السعودية، من خلال توفير كل الكوادر البشرية والمتطلبات التقنية، مع تزويد جميع المواقع بالأجهزة اللازمة والحاسب الآلي لضمان القيام بكل المهام المتعلقة بتأشيرات الدخول والكشف عن عمليات التزوير.

وجهزت المديرية العامة للجوازات كل المواقع، بحسب المقدم أحمد اللحيدان، المتحدث الرسمي للجوازات؛ بأحدث الوسائل للكشف عن التصاريح المزورة، وأجهزة للبصمة للتعرف على القادمين لأداء مناسك الحج، لافتا إلى أن الأجهزة التي تم استحداثها في منافذ الدخول دقيقة في عملية التأكد من سلامة تصاريح الحج.

وشدد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات على أن إدارته لن تتهاون في تطبيق العقوبات الحديثة على كل من يحاول الدخول للمشاعر المقدسة من غير تصريح لأداء المناسك أو الناقلين للمخالفين، والتي تتضمن ترحيل الوافد الذي يحاول الحج دون تصريح ومنعه من دخول المملكة لفترة لا تقل عن عشر سنوات.

في المقابل، جندت أمانة العاصمة المقدسة أكثر من 25 ألف موظف وعامل لتنفيذ الخطة المزمع تنفيذها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فيما رفعت أعداد العمالة في مكة إلى قرابة 10900 عامل مجهزين بـ670 معدة، وستعمد إلى تخزين النفايات المؤقت بعد كبسها في مشعر منى ووضعها في نحو 1025 صندوقا ضاغطا، والمخازن الأرضية تستوعب أكثر من 14 ألف طن من النفايات.

وقال الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة، إنه تم حشد كل الطاقات البشرية والمادية لدعم فرق الأمانة بفرق مساندة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والبلديات والأمن العام والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين من طلاب الجامعات والمعاهد الصحية.

وأضاف أنه جرى تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق، مع دعم أي منطقة في حالة الحاجة.

وعن استعداد الأمانة للمشاعر المقدسة، أكد البار أنه تم تخصيص نحو 7800 عامل مجهزين بقرابة 360 معدة مختلفة، وسيتم العمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة، فيما أطلقت الأمانة فرقا لمراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية التي تزيد على 36 ألف محل، منها ألفا محل موسمي، ونحو 643 تعمل في المشاعر المقدسة، إضافة إلى عملها في مراقبة 1100 كرسي للحلاقة في مشعر منى، وذلك من خلال التأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية ومصادرة المواد التالفة وإجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية.

وحول مراقبة المسالخ، شدد البار على أنه ستكون تحت المراقبة من خلال 75 مركزا لتنظيم دخول الماشية وعدم تسربها إلى المشاعر المقدسة بطرق غير نظامية، وضعت هذه المراكز في أماكن مختلفة، فيما ستشرع الفرق خلال موسم الحج في تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات ولضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج.