«شؤون الحرمين»: طلب تغيير قفل الكعبة كان بطلب من السادن السابق

دعت إلى التثبت وتوخي الحقيقة وتجنب استثارة الرأي العام

TT

أوضحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن طلب تغيير قفل الكعبة المشرفة كان بطلب من الشيخ الراحل عبد العزيز الشيبي، وهو سادن سابق للبيت الحرام، رفع قبل خمس سنوات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأن ذلك لم يكن اجتهادا من رئاسة الحرمين، حيث لوحظ أن المفتاح الحالي الذي صنع قبل أكثر من 30 عاما، لا يعمل بالشكل المطلوب في مناسبة غسيل الكعبة «مما استوجب صيانته بشكل عاجل» ونقل المفتاح إلى إحدى الورش المتخصصة لصيانته لمدة 12 ساعة وأعيد بعدها إلى مكانه.

وأشار بيان أصدرته رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أمس، إلى أن توجيها ساميا وجه لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإجراء دراسة للموضوع من الناحية التقنية، وأن فريقا علميا تولى دراسة القفل الحالي وأخذ المواصفات للوصول «إلى ما يضمن صناعة قفل جديد يليق ببيت الله المعظم، وفي الوقت نفسه يتصف بالقوة والمتانة بناء على ما رفعه كبير السدنة من أن العمر الافتراضي للقفل قد انتهى».

وأكد البيان أن تصنيع القفل الجديد جاء بناء على الأمر السابق، وتم عمل تصميم النموذج الأولي للقفل من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بناء على المعاينة السابقة للأقفال القديمة وبمتابعة رئاسة شؤون المسجد الحرام «بحكم إشرافها على شؤون الحرمين الشريفين، وأن المدينة التقنية تسلمت عينة لقفل باب الكعبة وهو أحد الأقفال القديمة بناء على التوجيه». وأضاف «أن معاينة الفريق العلمي لقفل باب الكعبة يوم الخميس في السادس من شهر ذي القعدة من العام الهجري الحالي جرت بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، علما بأن القفل لم يفتح لأن المفتاح مع كبير سدنة بيت الله الحرام».

وشددت على التأكيد على أن عمال المسجد الحرام، سدانة وسقاية ورفادة، كل لا يتجزأ «حيث خص الله تعالى آل الشيبي بسدانة البيت ولم تزل الدولة توجه بالعناية والرعاية بسدنة هذا البيت، وفي كل محفل في غسيل الكعبة يدعى سدنة البيت لفتحه والمشاركة في غسيله، وتتولى الرئاسة العامة الإشراف على نظافة الحرمين الشريفين والسقاية فيهما وتوفير المناخ التعبدي لقاصديهما»، وقالت إن «قائد هذه البلاد تجرد من أعلى المناصب والمناقب، واختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين تأكيدا على رعاية هذه المقدسات والعناية بها».

ودعت الجميع للتثبت وتوخي الحقيقة وأخذ الأخبار من الجهات الموثوقة وعدم استثارة الرأي العام والانصياع وراء ما يثار من الشائعات والتهويل والمبالغات «مما هو بعيد عن الحقيقة».

وجاء في بيان على لسان أحمد بن محمد المنصوري، المتحدث باسم الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، أنه بناء على المكانة الدينية للكعبة المشرفة وانطلاقا من اهتمام ولاة هذه البلاد بالحرمين الشريفين وعنايتهم بكل ما يتعلق بهما، وحرصا من الرئاسة العامة على إيضاح الحقيقة حول ما أثير عن قفل الكعبة المشرفة:

«أولا: إن طلب تغيير القفل كان نابعا من السدنة لبيت الله الحرام حيث كان السادن السابق فضيلة الشيخ عبد العزيز الشيبي (رحمه الله) هو من طلب ذلك في خطابه المرفوع لخادم الحرمين الشريفين برقم 378/خ، وتاريخ 1429/12/15هـ، بعد أن لوحظ يوم السبت الموافق 1429/8/1هـ، عند فتح باب الكعبة المشرفة لغسيلها، صعوبة فتح القفل لصدئه وقدمه وتآكل شيء منه حيث مضى على تصنيعه أكثر من 30 عاما، مما استوجب صيانته بشكل عاجل، وتم نقله إلى إحدى الورش المتخصصة لصيانته لمدة اثنتي عشرة ساعة ثم إعادته إلى مكانه..

ثانيا: صدر الأمر السامي الكريم رقم 5496/م.ب، بتاريخ 1430/6/20هـ، لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بإجراء دراسة للموضوع من الناحية التقنية، وقام الفريق العلمي بدراسة القفل الحالي وأخذ المواصفات للوصول إلى ما يضمن صناعة قفل جديد يليق ببيت الله المعظم، وفي الوقت نفسه يتصف بالقوة والمتانة بناء على ما رفعه كبير السدنة من أن العمر الافتراضي للقفل قد انتهى، وأن الريش الخاصة به لا تعمل بالشكل المطلوب، ويحتاج الباب لقفل جديد من الذهب عيار 18، وزودت الرئاسة بصورة منه..

ثالثا: جرى العمل على تصنيع القفل الجديد بناء على الأمر السامي الكريم السابق، وتم عمل تصميم النموذج الأولي للقفل من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بناء على المعاينة السابقة للأقفال القديمة وبمتابعة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بحكم إشرافها على شؤون الحرمين الشريفين، وتم تسليم المدينة الجهة المعنية عينة لقفل باب الكعبة، وهو أحد الأقفال القديمة بناء على التوجيه الكريم..

رابعا: طلب الفريق العلمي المشكل من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية المعاينة لقفل باب الكعبة المشرفة للتأكد من المقاسات والمواصفات.

خامسا: تمت معاينة الفريق العلمي لقفل باب الكعبة يوم الخميس الموافق 1434/11/6هـ، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، علما بأن القفل لم يفتح لأن المفتاح مع كبير سدنة بيت الله الحرام..

سادسا: تم الرفع لخادم الحرمين الشريفين بخطاب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رقم 209/1، وتاريخ 1434/11/10هـ، لطلب التوجيه حيال تركيبه في مناسبة غسيل الكعبة المشرفة مطلع العام المقبل، وذلك بحضور سدنة بيت الله الحرام..

سابعا: إعمالا للنصوص الشرعية المعلومة وما قامت عليه هذه الدولة المباركة من رعاية للحرمين الشريفين والعناية بهما وتطبيق شرع الله وما ورد في السنة النبوية المطهرة فسوف يجري تسليم المفتاح الجديد رسميا لسدنة بيت الله الحرام عند التوجيه الكريم بتركيب القفل الجديد كما هو مقرر شرعا..

ثامنا: تود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي التأكيد على أن عمال المسجد الحرام سدانة وسقاية ورفادة كل لا يتجزأ، حيث خص الله تعالى آل الشيبي بسدانة البيت، ولم تزل الدولة رعاها الله توجه بالعناية والرعاية بسدنة هذا البيت وفي كل محفل في غسيل الكعبة يدعى سدنة البيت لفتحه والمشاركة في غسيله وتتولى الرئاسة العامة الإشراف على نظافة الحرمين الشريفين والسقاية فيهما وتوفير المناخ التعبدي لقاصديهما. وقد تجرد قائد هذه البلاد من أعلى المناصب والمناقب واختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين تأكيدا على رعاية هذه المقدسات والعناية بها..

تاسعا: نظرا لمكانة الحرمين الشريفين وأهميتهما وقدسيتهما وما ينبغي لهما من الآداب والوقار والهيبة، فإن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تدعو الجميع للتثبت مما يثار حولهما وتوخي الحقيقة وأخذ الأخبار من الجهات الموثوقة وعدم استثارة الرأي العام حولهما والانصياع وراء ما يثار من الشائعات والتهويل والمبالغات مما هو بعيد عن الحقيقة».

وثمنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دور القيادة السعودية وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني «على ما يخصون به الحرمين الشريفين وسدنة بيت الله الحرام من مزيد الرعاية وكريم العناية»، ودعت الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما قدم ويقدم للحرمين الشريفين، ويجعل ذلك في صحائف أعماله، وأن يحفظ البلاد من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.