رئيس الطيران المدني ل «الشرق الأوسط» ـ: تشغيل تجريبي لمطار جدة الحديث في 2015

خطة لإزالة المناطق العشوائية المحيطة بمطار الملك عبد العزيز

TT

كشف الأمير فهد بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، لـ«الشرق الأوسط»، عن اطلاع الهيئة على خطة بالتنسيق بين إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة جدة لإزالة المناطق العشوائية المحيطة بالمطار الجديد، الذي ستنتهي أعمال المرحلة الأولى منه بنهاية 2014؛ من أجل تحسين المنظر المحيط بالمطار والمؤدي إليه.

وأكد أن الهيئة طالبت الجهتين بسرعة التنفيذ والانتهاء قبل بدء العمل في مطار الملك عبد العزيز الجديد، الذي جرى إنشاؤه على أحدث طراز بتكلفة 27 مليار ريال، فيما بلغت نسبة إنجاز الأعمال الإنشائية فيه 52 في المائة حتى الآن، واصفا الأمر ببالغ الصعوبة في حال انتهت الأعمال في المطار ولم يجرِ اتخاذ اللازم حيال هذه المناطق.

وتعهد الأمير فهد بأن يكون مطار الملك عبد العزيز الجديد إحدى الوجهات الحضارية في السعودية خلال الفترة المقبلة، معتبرا وجود مثل هذه المناطق حوله لا يرقى بالمستوى المطلوب.

وأفصح عن توافر أكثر من ثلاثة آلاف فرصة للسعوديين الشباب والفتيات، وأن تلك الوظائف سيوفرها المطار من خلال مشاركته مع القطاع الخاص الذي سيتولى تشغيل المطار بالكامل من محال تجارية وفندق وشركات صيانة، والبناء ومدينة المطار وخلافه.

ولفت رئيس الطيران المدني السعودي أثناء المؤتمر الصحافي الذي انعقد عقب جولته على مرافق مطار الملك عبد العزيز في جدة، أول من أمس، إلى وجود ما يقارب 107 مهندسين سعوديين استقطبوا في وقت سابق من خريجي الجامعات السعودية، ومن المبتعثين الذي تخرجوا في جامعات أستراليا وإنجلترا، وأن الهيئة راعت في توظيفهم وتدريبهم ألا يكونوا كسابقيهم من الجيل القديم من المهندسين الذين يجلسون في مكاتبهم، بل جرى تدريبهم ميدانيا وسط المشروع لتكون لديهم الخبرة العملية والميدانية وليعرفوا معنى وعناصر المشاريع وكيف تدار.

ووصف الأمير فهد المتدربين على رأس العمل بـ«رأس المال الحقيقي للمطار»، إذ إنهم يخضعون لبرامج معدة خصيصا لهم ويتابعها مدير المشروع المهندس محمد عابد ليقيم مدى استيعابهم للتدريب ومدى استفادة المشروع منهم، ويعد هذا ضمن مشروع إحلال الكوادر الوطنية محل العناصر الأجنبية ضمن خطة المشروع على المدى البعيد.

وأوضح الأمير فهد بن عبد الله أن هيئة الطيران المدني بعد نجاح إصدار الصكوك المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تعمل على خطة تطويرية للمطارات الدولية في السعودية من أجل راحة المسافر، وأن هذه الأعمال التطويرية بدأت بأعمال التوسعة في مطار الملك عبد العزيز في جدة، وتوسعة مطار الملك خالد في الرياض، واستحداث صالة خامسة للتخفيف من الضغط الذي سيواجهه المطار أثناء عمليات التوسعة التي تعد أصعب من البناء، والخطوة الثالثة في التطوير ستكون لتوسعة مطار الملك فهد في الدمام.

وفيما أكد بدء التشغيل التجريبي للمطار الجديد في جدة في 2015، قال عن مصير المطار الحالي في حال تشغيل المطار الجديد: «إن الصالة الجنوبية المستخدمة حاليا سيجري تحويلها إلى مدينة شحن للشركات الخاصة التي تعمل في السعودية، وللاستثمار من قبل الشركات الخاصة، مثل (DHL) وغيرها».

ويستمد مطار الملك عبد العزيز الدولي أهميته من الثقل الاقتصادي الذي تشكله جدة باعتبارها من أهم المدن الاقتصادية في منطقة الخليج والشرق والأوسط، كما يتميز المطار بموقعه الاستراتيجي على الخريطة، ومن هنا تأتي أهميته من كونه يقع في منطقة ربط بين الشرق والغرب، إضافة إلى كونه من أكثر المطارات في المنطقة استقبالا للمسافرين، فضلا عن أنه يعتبر بوابة الحرمين الشريفين.

والمعروف أن مطار الملك عبد العزيز الدولي من أكبر المطارات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، حيث يتربع على أرض تبلغ مساحتها قرابة 105 كيلومترات مربعة، تضم العديد من المنشآت والمرافق التي تخدم المطار، حيث تقرر تنفيذ مشروع بجميع مراحله على الأرض نفسها.

وتأتي الحاجة لإنشاء مطار جديد نظرا للإقبال المتزايد على مدينة جدة وارتفاع أعداد المسافرين من عام لآخر بشكل يزيد على الطاقة الاستيعابية للمطار الحالي وتطور حركة النقل الجوي في المنطقة، وتعمل الهيئة على أن يستحوذ المطار الجديد على حصة كبيرة من حركة النقل الجوي والترانزيت، وأن يصبح مطارا محوريا يربط الشرق بالغرب.

وتتوزع مراحل المشروع على ثلاث مراحل: الأولى تهدف إلى استيعاب 30 مليون مسافر سنويا بنهاية عام 2014، والثانية تهدف إلى استيعاب 43 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2025، فيما تهدف الثالثة إلى استيعاب أكثر من 80 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2035.

ويجري العمل حاليا على إنجاز المرحلة الأولى من المطار الذي ستصل طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنويا، وتتضمن المرحلة الأولى البنية التحتية لجميع المراحل الثلاث.

ووصل إجمالي ارتفاع برج المراقبة الجوية حاليا نحو 110 أمتار من أصل 136 مترا، فيما يجري حاليا بناء مركز المراقبة الجوية في أعلى البرج الذي سيصبح أعلى برج مراقبة في العالم.