مختصون: السعوديات قوة شرائية كبيرة لمنتجات التجميل في المنطقة

شركة سعودية تنوي إقامة مصنع لأدوات التجميل بأيد وطنية ناعمة

يقدر مختصون نسبة السعوديات اللائي يجرين الجراحات لغرض التجميل بـ60% (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

أكد مختصون في مجال الطب التجميلي وأدوات التجميل في السعودية، أن هناك تغييرا ملحوظا في أنظمة وضوابط استيراد أدوات التجميل من الدول المصدرة، كاشفين عن تجاوز مشتريات السيدات السعوديات لأدوات التجميل حاجز الـ60 مليار ريال سنويا حسب إحصائية حديثة.. الأمر الذي يؤكد القوة الشرائية لأدوات التجميل والطب التجميلي على وجه التحديد لسيدات المجتمع السعودي.

واعتبر الدكتور شفيق كيدبي المدير العام لشركة «بيوتي ميد» لطب التجميل في السعودية، إحدى كبرى شركات أدوات التجميل والطب التجميلي التي دخلت حديثا السوق المحلية، أن السوق السعودية هي السوق الأولى في المنطقة، ومن الأسواق الأولى عالميا على صعيد النمو في مجال الطب التجميلي، وذلك خلال السنوات العشر الماضية.

وأبان أن السيدة السعودية كانت تضطر سابقا للسفر إلى خارج البلاد لعمل أو إجراء عمليات تجميل أو الحصول على منتجات تجميل معينة، أما الآن وفي ظل وجود هذه المنتجات والأطباء والكفاءات في مجال التجميل داخل السوق السعودية بكثرة، فقد أصبح من السهولة أن تحصل السيدة على تلك المنتجات داخل البلاد بجودة عالية.

وأضاف الدكتور شفيق: «إنه في ظل إصدار تشريعات واضحة وصريحة لعملية استيراد مواد ومركبات التجميل الآمنة والموثوقة إلى داخل السعودية، فإن هذا الأمر سيخولنا الدخول إلى السوق ونحن على دراية كاملة بمعطيات سوق طب التجميل واحتياجات السيدات من هذه المنتجات، وكيفية تعاملهن مع الطب التجميلي الذي أصبح ثقافة واضحة في المجتمع السعودي المحلي».

وأشار إلى أنه لا توجد إحصاءات رسمية معتمدة من الدولة خاصة بحجم سوق الطب التجميلي في السعودية، إلا أنه من خلال قراءتنا للسوق المحلية، وزيارة مراكز وأطباء التجميل، بالإضافة إلى تتبع بعض المواقع المهتمة والمطبوعات الخاصة بالتجميل، أشارت إلى أن حجم استهلاك السيدات السعوديات في الطب التجميلي ومنتجاته تجاوز 60 مليار ريال خلال عام 2011، أي قبل سنتين، ومن المرجح ارتفاع حجم الاستهلاك خلال الفترة المقبلة، مفيدا بأن نسبة 90 في المائة من المهتمين في طب ومنتجات التجميل هم من السيدات، والبقية من الرجال، وذلك بأعمار تتفاوت بين 20 و50 سنة من الجنسين.

وكشف مدير عام شركة «بيوتي ميد» لطب التجميل، عن نيتهم إنشاء مصنع متخصص لصناعة المنتجات التجميلية محليا، وبأيد وطنية، وذلك بعد توطين التقنية والتدريب والتأهيل للأيدي الوطنية تلك، وبعد أخذ المواد الرئيسة لمركبات التجميل الطبيعية من مراكز عالمية موثوقة، والتي سيجري تصنيعها محليا بالتعاون مع شركات كندية وأجنبية، مشيرا إلى أن هذا المصنع سيكون داخل السعودية، ومن بعدها إلى الشرق الأوسط وباقي مناطق العالم ضمن خطة مستقبلية، حسب تعبيره.

وأوضح الدكتور شفيق أن تجاوز إدارة الغذاء والدواء الأميركية للخروج بمنتج مسموح بتداوله عالميا أمر صعب، وعندما يجري الفسح، تقوم هيئة الغذاء والدواء في السعودية عبر تكنولوجيا عالية المستوى، ومن خلال مختبراتها بتقييم المنتج، والسماح لهذه الأدوية التجميلية بتداولها في السوق السعودية التي تعد من أكبر الأسواق في المنطقة، وذلك بعد التأكد تماما من مأمونية تلك المواد، مشيرا إلى أنه بعد 6 أشهر تجري الموافقة من قبل الهيئة السعودية وفق المعايير العالمية المتبعة في مثل هذه الأمور.

وقال: «من الصعب أن يجري استغلال المرأة السعودية ماديا عبر ترويج منتجات التجميل، باعتبار أنها على دراية كاملة بجودة المنتجات التي تتعامل معها من الناحية التجميلية، وأن المسألة ليست دفع أموال فقط، خصوصا أنها تفكر ألف مرة قبل الحصول على أي منتج تجميلي موثوق»، مشددا على أهمية توعية المستهلكين الجدد، خصوصا من هم في أعمار العشرينات، بما قد يشوب هذه المنتجات من مخاطر على البشرة.

«الشرق الأوسط» التقت عبد الرحمن بن سعد المدير التنفيذي لشركة «جوفا للخدمات الطبية» الذي ذكر أن غالبية الفتيات السعوديات تكون دوافعهن لإجراء عمليات التجميل نابعة من حرصهن على الحفاظ على مكانتهن، على حد قوله، في نظر أزواجهن، حيث قال: «غالبية من يأتينا من فتيات راغبات في إجراء عمليات تجميل تكون دوافعهن الحفاظ على مكانتهن في أعين أزواجهن والمحافظة على الجمال في مواجهة تقدم العمر».

وأفاد عبد الرحمن بن سعد بأن عمليات جراحات التجميل التي تمثل نسبة 60 في المائة تعد جمالية، والباقي ضروري بحكم وجود حوادث الطرق والحرائق وغيرهما، وأشار إلى العمليات التي يجريها المركز قائلا: «هناك عمليات لتعديل الأنف وإزالة الآثار الجلدية التي سببتها الحرائق، وأيضا لدينا عمليات شفط وتعبئة الدهون، بمعنى أن بعض الأمهات اللاتي يلدن أكثر من 3 مواليد، تجد فيهن ترهلا في بطونهن، لذلك يعمل المركز على شفط الدهون وشد البطن، وما يتعلق بتعبئة الدهون، فهناك من الفتيات من يرغبن بتعبئة دهون في بعض مناطق الجسم، وذلك لتحسين شكل بعض الجوانب التي تحتاج ذلك».

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور وليد العجروش المتخصص في أجهزة الليزر التجميلية أن عمليات التجميل مسألة نسبية، والمريض هو الذي يحدد العملية التجميلية إن كانت ضرورية من عدمها، وتابع حديثه: «إن كل مريض يأتي إلى المركز فإن عمليته ضرورية؛ لكونه أتى إلى المركز لأمر ضروري يستلزم تعديلا أو تغييرا في وجهه أو في الجسم الظاهري».

وأشار إلى أن هنالك أشخاصا يقبلون على عمليات معينة لمناسبات خاصة مثل التقشير الكيميائي في الوجه، مرجعا ذلك إلى أن أغلب الأسباب التي تدعو الأشخاص إلى إجراء تلك العمليات إما لمنصب أو عند مخاطبة جمهور ما، وأضاف العجروش: «هناك عمليات تجميل لا تعد عيبا إذا لم تتعد حدود الدين»، معتبرا أن حقن «البوتوكس» تمثل أغلب حالات عمليات التجميل التي تجرى في العيادات التجميلية التي تكون في الوجنتين، وهي أكثر الحالات التي يتجه إليها الشباب والفتيات.

من جهته، بين لـ«الشرق الأوسط» الدكتور هاني عيد الجهني استشاري جلدية وليزر، أن أكثر عمليات التجميل التي يقبل عليها الشباب تتمثل في زراعة الشعر وإزالته بالليزر، وإزالة الندبات وآثارها، وشفط الدهون. أما من ناحية الفتيات، فأغلب العمليات التجميلية هي شفط الدهون وحقن البوتوكس التي تكون في الوجنتين، وإزالة الشعر الزائد الذي لا حاجة له، وتكبير وتصغير الصدر، هي أبرز ما تقوم به الفتيات لدى المراكز التجميلية.

وبالنسبة للفترة الزمنية التي تكثر فيها زيارة مراكز عمليات التجميل حددها الجهني بفترة الصيف لكثرة الأعراس والأعياد، مشيرا إلى أن هناك برامج تجميلية محددة سلفا للعروس والعريس، وأن هذه العمليات ليس لها وقت معين، وهي حسب رغبة الشخص، فهذه المراكز تعمل طوال فترة السنة باستمرار، مبينا أن دور الاستشاري في مركز التجميل قبل تقرير العملية يكون بتشخيص الحالة وشرحها للمريض حتى تكون هناك مصداقية بين الطبيب والمريض.