توقع حاتم قاضي وكيل وزارة الحج والمتحدث الرسمي للوزارة، أن يكون هناك تأثيرات جانبية على أسعار حملات الحج جراء تخفيض أعداد الحجاج، والمقدرة بنحو 50 في المائة لحجاج الداخل، ونحو 20 في المائة لحجاج الخارج حتى عام 2015، مستدركا حديثه بأن وزارته تعمل على أن يكون عدد الحجاج في الحدود المعقولة التي يمكن التعامل معها.
وقال قاضي في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» إن وزارة الحج سلمت قرابة 360 ألف خيمة في مشعر منى، ونحو 135 ألف خيمة مطورة في منى، لشركات الحج، في حين شدد وكيل وزارة الحج على مراقبة ما تقدمه الشركات من خدمات للحج، وأوضح أن الوزارة شرعت في تطبيق الحج منخفض التكلفة، وانضم إليها 23 شركة لتقديم هذه الخدمة، وتراوحت الأسعار ما بين 2500 و5 آلاف ريال، واستفاد منها قرابة 17 ألفا من حجاج الداخل.
ولفت وكيل وزارة الحج إلى أن 13 حملة وهمية أحيلت للجهات المختصة، كشفت عنها السلطات (أخيرا) تقوم بعمليات النصب والاحتيال على الحجاج، مؤكدا أن الجهات الرقابية ممثلة في إمارات المناطق والشرط وهيئة الرقابة والتحقيق، ووزارة الحج تقوم بتتبع الشركات أو الحملات الوهمية، وتطرق قاضي إلى إجراءات تفويج الحجاج. وفي ما يلي نص الحوار.
* ما الترتيبات التي اتخذت مع مكاتب شؤون الحج حول إسكان الحجيج؟
- تقوم الوزارة بالتنبيه والتأكيد على عموم مكاتب شؤون الحج الرسمية والشركات السياحية المنظمة لقدوم الحجاج بالالتزام بتعليمات نظام الإسكان، وعدم استخدام أي مبانٍ غير مرخصة لإسكان الحجاج أو زيادة عدد الحجاج في المباني المستأجرة، وإلزام لجنة الإسكان بإبلاغ شركة الكهرباء بإزالة وفصل التيار الكهربائي عن المباني التي تخل باشتراطات السلامة الهندسية والإنشائية، كما يتولى الدفاع المدني قفل وتشميع المباني غير النظامية لمنع استخدامها في إسكان الحجاج والمعتمرين أو غيرهم، ولا تعاد خدمة التيار الكهربائي إلى المبنى إلا بموجب طلب خدمة واشتراك جديد بعد تقديم إشعار من الجهات المختصة بزوال المخالفات.
* ما مساحات الأراضي والمخيمات المخصصة للحجاج بالمشاعر المقدسة لحج العام الحالي؟
- عملت وزارة الحج من فترة طويلة على توفير كل احتياجات الحجاج، ومنها الخيام التي سلمت للشركات، البالغة نحو 360 ألف خيمة في مشعر عرفة، في حين بلغ ما تم توفيره في مشعر منى قرابة 135 ألف خيمة مطورة.
* هل هناك برامج لتفويج الحجاج من منى إلى الحرم؟
- اتفقت وزارة الحج والجهات الأمنية على إعداد خطة شاملة لتفويج الحجاج يوم النفرة، في الثاني عشر من ذي الحجة من منى إلى المسجد الحرام، لمنع حدوث تدافع بين الحجاج عند توجههم إلى الحرم لأداء طواف الوداع، خاصة مع الأعمال الجارية حاليا في مشروع توسعة المطاف، وعقدت الوزارة ومؤسسات الطوافة والجهات الأمنية الكثير من الاجتماعات لتنفيذ برنامج التفويج والاستفادة من خطط برامج تفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات، وأن خطة التفويج إلى المسجد الحرام يوم النفرة تقوم على توجيه جميع حجاج الخارج المتعجلين إلى مساكنهم في مكة المكرمة، ليتم في الأيام الأخرى تفويجهم للحرم الشريف لأداء طواف الوداع وفقا لبرامج رحلاتهم الجوية، وتشدد الوزارة على جميع مؤسسات الطوافة ومجموعات الخدمة المدنية بضرورة الالتزام ببرامج التفويج إلى المسجد الحرام، وإيجاد مرشدين يقومون بمرافقة الحجاج عند توجههم إلى الحرم، كما أن قوة إدارة الحشود بالأمن العام سوف تعمل على متابعة خطط التفويج يوم الثاني عشر من منى إلى الحرم الشريف، ومتابعة توجيه حجاج الخارج إلى مساكنهم في عدد من الأحياء.
* هل كشفت الجهات المعنية عن حملات وهمية؟ وكم عددها؟ وما الإجراء القانوني حيالها؟
- ضبطت الجهات المعنية أكثر من 13 حملة حج وهمية أخيرا في منطقة مكة المكرمة، وتقوم إمارات المناطق والشرط وهيئة الرقابة والتحقيق ووزارة الحج بتتبع الشركات أو الحملات التي تمارس «النصب والاحتيال» على المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج، إضافة إلى ترصد الإعلانات الترويجية التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك فريق عمل متخصص يتابع هذه الإعلانات، وأعلنت وزارة الحج عن 205 شركات أو حملات حج مرخصة، ونشرت أسماءها وأرقام التواصل معها.
* ما الفترة المحددة لتقليص أعداد الحجاج من الخارج والداخل؟ وهل ستشمل موسمين مقبلين؟
- سيستمر قرار التخفيض «لثلاثة» مواسم حج، تبدأ من هذا العام، ومن المتوقع أن يؤثر هذا التخفيض على الأسعار، ولكن الوزارة ستعمل على أن يكون في الحدود المعقولة.
* شهدت أسعار حملات الحج للعام الحالي ارتفاعا ملحوظا، فما دور وزارة الحج؟ وهل يمكن تحديد سقف موحد لأسعار الدرجة الأولى والثانية.. وهكذا؟
- ارتفاع أسعار الحملات يعود إلى طبيعة التكاليف التي تتحملها شركات الحج، والرقابة التي تفرضها الوزارة تمنع تقديم خدمات متدنية للحجاج، وتراقب الشركات بحيث يتناسب مستوى الخدمة مع الأسعار دون استغلال، والوزارة شرعت في تطبيق الحج منخفض التكلفة، وانضم إليها 23 شركة لتقديم هذه الخدمة، حيث تراوحت الأسعار ما بين 2500 و5 آلاف ريال، استفاد منها قرابة 17 ألفا من حجاج الداخل، والأنظمة واللوائح لا تقر رفع الأسعار واستغلال الحجاج، والوزارة تعمل على متابعة المخالفين وتطبيق العقوبات النظامية بحقهم، وهناك عقوبات تبدأ بالإيقاف وصولا إلى سحب الترخيص بصورة كاملة.
* كيف يتم التعامل مع شركات الحج المخالفة للأنظمة والتعليمات؟ وما الخطوات الجديدة التي تم اتخاذها في هذا الشأن؟
- توجد أجهزة رقابية تسمى «لجان المتابعة والمراقبة» في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، يشرف عليها وزير الحج وينوب عنه وكيل الوزارة، ومهمة اللجان تنحصر في متابعة كل مؤسسات حجاج الداخل والخارج، ومكتب الزمازمة الموحد، ومكتب الوكلاء الموحد بجدة، ومؤسسة الأدلاء في المدينة المنورة، وشركات نقل الحجاج لمراقبة الخدمات المقدمة، وإعداد التقرير النهائي، وهي أكثر من 300 فرقة متابعة ومراقبة، وبلغ عدد الجولات الرقابية في العام الماضي 10 آلاف جولة رقابية على مختلف مساكن الحجاج وغيرها، إضافة إلى هيئة الرقابة والتحقيق ولجان الرقابة من إمارة منطقة مكة المكرمة وإمارة منطقة المدينة المنورة، وتقوم الوزارة بتقييم أداء المؤسسات الأهلية، فإذا ثبت لدى وزارة الحج أن هذه المؤسسة قصرت في أداء الواجب، هناك مجلس تأديب أرباب الطوائف لمحاكمة المطوفين، ويتم التحقيق مع من نسبت إليه المخالفة، وتوضع العقوبات المناسبة لمثل هذه المخالفات بحسب الحجم والجسامة.
* الافتراش والتسول من الظواهر السلبية التي تشاهد سنويا.. فلماذا لم يتم القضاء عليها؟ وما الحلول لذلك؟
- يحفل موسم الحج - دائما - بتقديم خدمات جديدة للحجاج الكرام، وبالنسبة لظاهرة الافتراش فإن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وجّه بتشكيل فريق عمل ميداني تتضافر جهوده في منع الافتراش في ساحات الحرم من قبل بعض الحجاج، أما بالنسبة إلى المشاعر المقدسة فيقوم الأمن العام بذلك، متمثلا في إدارة الحشود البشرية، كما تم اتخاذ الكثير من الآليات لتقليص الافتراش، ومنها توجيه المؤسسات الأهلية للطوافة بتوعية الحجاج بالبقاء في مخيماتهم وعدم الافتراش لأنه يعيق سير ضيوف الرحمن عن أداء النسك، ويعطل خدمات الإسعاف والنظافة، إضافة إلى أن الجهات المعنية ستمنع الافتراش حول منطقة الجمرات، وبالنسبة للزحام حول منشأة الجمرات فجرى تطبيق عملية التفويج في رمي الجمرات في الأعوام الماضية لكامل أيام التشريق، بدءا من اليوم العاشر من ذي الحجة حتى اليوم الثالث عشر للحجاج للمتأخرين، منعا للتزاحم والتدافع عند رمي الجمرات، وحفاظا على سلامة الحجاج، وأعدت وزارة الحج برنامجا خاصا بذلك، ومن الملاحظ أن ظاهرة الافتراش تقلصت كثيرا خلال موسم حج العام الماضي، مما يؤكد إمكانية تقليصها في الأعوام المقبلة، إن شاء الله تعالى، بتضافر جميع الجهود، كما أن الحملة التوعوية التي افتتح برنامجها أمير المنطقة تحت مسمى «الحج عبادة وسلوك حضاري»، اهتمت بموضوع الافتراش بما يناسبه.