السعوديون يمضون اليوم بين البحث عن الجزار والمسن

80 مليون دولار تنفق على شراء السكاكين

TT

يتفحص خالد العنزي، وهو موظف حكومي في العقد الخامس من عمره، إحدى السكاكين ويحكها بالمسن الخاص بها، يحدق في الشفرة دون أن يسأل البائع عن أي تفاصيل. اقتربنا منه وبادرناه بالسؤال عن سر تقليبه السكين بشكل سريع دون السؤال عن نوعها أو مصدرها، فأجاب: «حسب خبرتي الطويلة في ذبح الأضحية، فإن التجربة خير برهان على صلاح السكين من غيرها، لذلك أسن سكيني بشكل سريع لأرى مدى تحملها، وعن الفترة التي ستبقى حادة حتى أذبح الخروف دون أن أعذبه، وأنا لا أهتم كثيرا ببلد الصناعة أو بشكلها بقدر ما تهمني المادة المصنوعة منها السكين».

يلخص خالد ما يجب فعله عند شراء السكين، من واقع خبرة الطويلة التي تجاوزت 40 عاما حسب قوله، وأضاف أنه حتى السكاكين اختلفت في العصر الحالي عن الماضي، إذ إنها تحسنت بشكل كبير، حيث إنهم كانوا يقضون في السابق أوقاتا طويلة من أجل سن السكين، لكي تكون مهيأة لذبح الأضحية بشكل سريع، إلا أنهم في الوقت الحالي ليسوا بحاجة إلى ذلك.

في المقابل يرى سعود الحمدان، وهو موظف في القطاع الخاص، أن ذبح الأضاحي تتولاه المسالخ المحلية والجزارون، مما يغني عن الذهاب لشراء سكين أو أدوات الجزارة التي قد لا تحتاج إليها سوى لفترة الأضحية، مضيفا أن ذبح الأضحية يحتاج إلى نوع من الخبرة، خصوصا في ما يتعلق بأدوات الذبح والسكين أهمها، الأمر الذي يدفعه ليتولاها الجزارون.

من ناحيته قدر راشد الخرفي، وهو أحد كبار مستوردي السكاكين والسواطير، في الرياض حجم سوق السكاكين محليا بأنه يتجاوز 300 مليون ريال (80 مليون دولار)، معظمها مستورد من الخارج، وأن عيد الأضحى يتربع على جميع المواسم الأخرى من ناحية تحقيق الإيرادات، التي تتضاعف خلال أيام بسيطة إلى عشرات الأضعاف، يعوضهم في ذلك الركود الذي يحيط بهم طوال العام، خصوصا أن سوق السكاكين موسمية بالدرجة الأولى، مما يعني أن على التاجر الانتظار إلى حين حلول المواسم لجني الأرباح وتعويض الخسائر.

يضيف الخرفي: «تظل البضائع حبيسة المخازن أشهر طويلة، حتى تحل المواسم، وعلى رأسها ذبح الهدي، الذي يلقي بظلاله على أرباحنا، وعلى المحال الموزعة لما نستورده، خصوصا محال المطابخ والمطاعم التي نعدها العميل الأول في جني الأموال».

وعن الأنواع الأكثر طلبا في الأدوات الحادة، يشير محمد عبد الرحيم، وهو مدير أحد معارض المتخصصة في بيع الأدوات المنزلية، إلى أن السويسري هو المتربع على قائمة الأسعار والجودة، حيث تبدأ قيمة السكين الواحدة بـ90 ريالا، وتصل إلى 140 ريالا حسب حجمها، ويأتي بعده الألماني الذي يقتسم حصة صغيرة من السوق لا تتجاوز 10 في المائة، وتتراوح قيمته بين 65 ريالا و100 ريال، يليه الياباني الذي يسيطر على السواد الأعظم من المبيعات، وتتراوح أسعاره بين 25 ريالا إلى 50 ريالا، ويتميز بجودته ورخص سعره، مقارنة بالصيني ذي السعر الرخيص الذي لا يتجاوز 15 ريالا، ولكن جودته محدودة، وتتذيل القائمة الصناعة الوطنية التي لا يتجاوز سعرها 12 ريالا، وتعرف بأنها حديثة عهد بالسوق، وليست معروفة، لذلك لا تشهد إقبالا يذكر.