300 في المائة ارتفاع وعي السعوديات بمخاطر سرطان الثدي

معدل الأعمار المصابة بالمرض في السعودية 47 سنة

إحدى السيارات المجهزة لفحص سرطان الثدي في المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
TT

لا تستغرق الناشطات اللائي يتوزعن في مناطق السعودية للتوعية من أخطار سرطان الثدي، سوى 15 دقيقة للكشف على كل حالة، وتحرص الفتيات على إبداء كامل اللطف تجاه المستهدفات من النساء وإقناعهن بضرورة الكشف المبكر عن المرض. نتيجة ذلك قدرت نتيجة بإقبال السيدات بنسبة 300 في المائة مقارنة بالحملات التي أنجزت العام الماضي.

وتتوزع مراكز مؤقتة تتزين ببالونات وردية وشعارات في الكثير من المجمعات التجارية، مدموجة بالشرائط، وذلك تزامنا مع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي يعد الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي.

وفي حين سجلت المنطقة الشرقية نسبة عالية في الإصابة بالمرض، توضح الدكتورة فاطمة الملحم، وهي رئيسة حملة «الشرقية وردية» ورئيسة قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، أن هذه السنة شهدت حملة الكشف المبكر إقبالا كبيرا من السيدات، قدرته بنسبة 300 في المائة، مرجعة ذلك لوعي النساء السعوديات بأهمية الكشف المبكر مقارنة بالأعوام الماضية، الأمر الذي دعاهم إلى تمديد مدة الحملة، حسب قولها.

وقالت الدكتورة فاطمة الملحم لـ«الشرق الأوسط» إن «معدل سن التعرض لسرطان الثدي بين السيدات في السعودية يبلغ 47 عاما»، وبسؤالها عن نسبة الشفاء عند الاكتشاف في مرحلة مبكرة، أفادت بأنها تصل إلى نحو 95 في المائة، وقالت «إن نحو 70 في المائة من الحالات التي نكتشفها خلال حملات الكشف المبكر هي في المرحة الأولى أو الثانية، وهذا مؤشر جيد».

ويسهم في حملات التوعية التي تشهد كثافة ملحوظة هذه العام مئات المتطوعين والمتطوعات، غالبيتهم من طلبة الجامعات والمهتمين في قطاع الرعاية الصحية، الأمر الذي يجعل ساعات العمل تمتد إلى وقت طويل جدا. وتقول الملحم «في أحد الأيام لم أعد للبيت إلا الساعة الحادية عشرة مساء، فكثافة العمل هذا العام غير مسبوقة، واهتمام السيدات مبهر».

من ناحيتها، أطلقت الدكتورة سامية العامودي وهي ناشطة سعودية في التمكين الصحي والرعاية الصحية، حملة توعوية للتعريف بحقوق مريضات سرطان الثدي، حديثا، وبينت الدكتورة سامية أن أهم هذه الحقوق هو «التمكين الصحي»، الذي تعرفه بالقول «تمكين المرأة خاصة والمجتمع عامة، ومدها بالمعلومات الضرورية ونشر الوعي بأهمية سرطان الثدي وطرق الوقاية، وأهمها نشر ثقافة الكشف المبكر».

وأردفت العامودي التي تكثف نشاطها خلال هذا الشهر من كل عام، لتوضح أن من حقوق المصابات بسرطان الثدي كذلك «توفر آلية الفحص المبكر مجانا لكل امرأة، إلى جانب الحق في العلاج، والإذن الطبي في قرار التدخلات الطبية، وحق التعريف بالآثار المترتبة على علاج المصابة على صعيد العقم والخصوبة والقدرة على الإنجاب».

ووفقا لأحدث إحصاءات وزارة الصحة السعودية، فإن سرطان الثدي هو أكثر السرطانات انتشارا في العالم عند النساء وذلك بنسبة 22 في المائة بكل الحالات، أما في السعودية فإن عدد حالات السرطان الجديدة يقدر بـ2741 حالة، و19.9 في المائة من السرطان عند النساء هو سرطان الثدي، وتكشف الوزارة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أن نسبة حدوثه بين السيدات هي امرأة واحدة من بين ثماني إلى عشر نساء.

وتفيد وزارة الصحة بأنه كل ثلاث دقائق يجري تشخيص امرأة بأن لديها سرطان ثدي، في حين يعد هذا المرض هو المسبب الثاني للوفاة مقارنة بأنواع السرطانات الأخرى عند النساء.

وتكشف الوزارة بأن نحو 73 في المائة من الحالات في السعودية تصل إلى الطبيب في مراحل متقدمة جدا لا مجال لشفائها، مع التأكيد على أن كل امرأة معرضة للإصابة بسرطان الثدي وخاصة مع تقدم العمر.

ومن الجدير بالذكر ما يشير إليه خبراء الصحة من كون أمراض الثدي لا تقتصر على النساء فقط، بل هناك نسبة ضئيلة من الرجال يصابون بأنواع مختلفة من أمراض الثدي الحميدة أو الخبيثة، وتشمل أمراض الثدي الحميدة عدة أنواع منها: التهاب الثدي والحلمة، والأكياس المائية والدهنية، والأورام الليفية. ومن أهم الأعراض التي تصاحب هذه الأمراض آلام في الثدي وإفرازات الحلمة ووجود كتل محسوسة، كما أن الآلام من الأعراض السائدة وربما تكون في جزء معين من الثدي أو في الثدي كاملا أو في الثديين معا. وآلام الثدي نادرا ما تصحب أمراض الثدي المستعصية.

ويعد الفحص الشعاعي الدوري للثدي (الماموغرام) هو الفحص الأهم والوحيد لاكتشاف سرطان الثدي المبكر، مع تأكيد الأطباء على ضرورة عدم تجاهل أي ورم حتى لو تبين أنه حميد، إذ يتوجب على المرأة دائما أن تتنبه لأي تغييرات بالثدي قبل وأثناء وبعد الدورة الشهرية، علما بأن أمراض الثدي بصورة عامة نادرا ما تبدأ قبل مرحلة البلوغ ونادرا ما تستمر بعد مرحلة اليأس، أي إن أغلب أمراض الثدي تتمركز في الفترة ما بين 12 و50 عاما.