الزراعة: فشلنا في تأسيس كوادر بحثية وطنية.. والسعودية ليست غنية بالأسماك

الوزير بالغنيم يتنازع مع رئيس الشورى صلاحيات إدارة الجلسة وينتقد الأداء الحكومي

TT

انتقد الدكتور فهد بالغنيم، وزير الزراعة السعودي، بيئة العمل الحكومية، ووصفها بالبيروقراطية وعدم المرونة، مؤكدا أن القطاع العام ليس حاضنا جيدا للأبحاث التي تعمل وزارته - حاليا - على إنشاء مراكز لها، بالشراكة مع جامعات متخصصة، أهمها في هولندا، وقال إن وزارته حاولت بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية تأسيس كادر بحثي، إلا أنها لم تنجح.

وأضاف أن وزارة الزراعة قامت خلال الأعوام الأخيرة بابتعاث عدد من موظفيها للدراسة في الخارج، وإكسابهم المهارات التي تخولهم العمل في مركز أبحاث الزراعة المستديمة، نافيا في سياق متصل أن تكون السعودية غنية بالثروة السمكية، بسبب اتصالها بالخليج العربي والبحر الأحمر الفقيرين بالأسماك، على حد قوله.

وأكد بالغنيم لدى حضوره، أمس، تحت قبة مجلس الشورى، أن السعودية وضعت أولوية للأمن المائي قبل الأمن الغذائي، وهو ما أدى في السنوات الأخيرة إلى اتباع سياسات للتقليص من زراعة القمح محليا وتعويض الحاجة إليه من خلال الأسواق العالمية، إضافة إلى إيقاف الترخيص لصيادي الأسماك وعدم التوسع في زراعة النخيل التي تفيض عن الحاجة.

وأشار بالغنيم إلى أن صندوق التنمية الزراعية سوف يكون ذراعا مالية لتمويل الاستثمار الزراعي في الخارج، مبينا أن دولة أوكرانيا ستكون من ضمن البلدان التي ستحتضن تلك الاستثمارات، وطالب في الوقت ذاته بعدم استعجال النتائج التي ستأخذ بعض الوقت من وجهة نظره، لافتا إلى أن الدولة لن تشتري القمح من المزارعين المحليين بعد عام 2017.

وطلب وزير الزراعة من أحد الأعضاء إعادة سؤاله الذي لم يسمعه بشكل جيد بسبب دردشة الأعضاء فيما بينهم، حسب قوله، وعلق رئيس المجلس الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ على ذلك بالقول إن ملاحظة الوزير على صدى حديث الأعضاء ليست من حقه، بل من صلاحياته كرئيس للقاعة.

وأوضح بالغنيم أن وزارة الزراعة ما زالت تعتمد ميزانية مالية لمواجهة أي تطورات لمرض حمى الوادي المتصدع، الذي نشأ في منطقة جازان في عام 2000، مشيرا في سياق متصل إلى تقرير دولي من منظمة الأغذية والزراعة الدولية لتشخيص تأثيرات مرض فيروس الكورونا على الحيوانات.

من جهة أخرى، وجه محمد رضا نصر الله، عضو مجلس الشورى، انتقادا مباشرا لآلية إدارة مداخلات الأعضاء أثناء انعقاد الجلسات، بعد عدم تمكينه من طرح مداخلته أمام وزير الزراعة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه كان في طليعة من دخلوا للقاعة قبل انعقاد الجلسة، ودون اسمه لأخذ الإذن بالتحدث، وحين تعطل النظام الإلكتروني لإدارة المداخلات، كتب لرئيس المجلس مرتين، إلا أنه لم يأذن له بالمداخلة. وأضاف نصر الله أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها تجاهله، مؤكدا أن مداخلات الأعضاء في وقت سابق كانت تجري بعدالة وكرامة.

وأشار نصر الله إلى أن توجه وزارة الزراعة نحو الزراعة العضوية أمر إيجابي، لما في ذلك من مساهمة في إنتاج غذاء آمن خال من ملوثات الأسمدة والمبيدات والكيماويات، مشددا على أهمية النظر إلى أن تلك المنتجات مرتفعة السعر ولا يستهلكها سوى النخبة، في ظل استهلاك غالبية المجتمع منتجات معظمها مغشوش بمواد ضارة، في الوقت الذي بلغت فيه المنتجات الزراعية الملوثة 99 صنفا، حسب تقرير وزارة الزراعة.