سعوديان يبتكران جهازين متطورين لإنقاذ محتجزي الآبار الارتوازية

«العلوم والتقنية» تدرس تصنيعه بعد اعتماده

TT

ينتظر اثنان من منسوبي الدفاع المدني بمنطقة نجران اعتماد مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ابتكارين لجهازين يعملان على إنقاذ المحتجزين في الآبار الارتوازية بطريقة أكثر سهولة وسرعة، في وقت أثبتت فيه التجارب الأولية عليهما نجاحهما في عمليات الإنقاذ، والابتكاران يعدان نقطة تحول كبيرة في عمليات الإنقاذ عبر تذليل الصعاب التي يواجهها رجال الإنقاذ في مثل تلك الحوادث.

وأوضح الرقيب سعيد بن حسن آل قدرة، صاحب الابتكار الأول، أن فكرة الابتكار الجديد تولدت لديه من خلال طبيعة عمله في إنقاذ المحتجزين داخل الآبار، مشيرا إلى أن العمل على الابتكار بدأ منذ عام 2005 من خلال تجريبه عددا من الطرق التي تساعد رجال الدفاع المدني على إخراج المحتجزين.

وبين آل قدرة أن ابتكاره مزود بكاميرا مرتبطة بشاشة تلفزيونية تكشف وضع المصاب داخل البئر، وعلى ضوء ذلك يجري تحديد الكيفية المناسبة لإخراجه بواسطة الونش الكهربائي المثبت على قاعدة أعلى فوهة البئر.

وقال آل قدرة: «إن الابتكار ينقسم إلى 6 أجزاء: الأول ويسمى (الكاشف) يستخدم لمعرفة وضع المصاب داخل البئر، ويتكون من مصباح إضاءة، وكاميرا حرارية تعمل في كل الظروف، وتتحول تلقائيا للتصوير الليلي في الأماكن المظلمة لتنقل صورة واضحة دون الحاجة إلى استخدام الإضاءة، وتتصل بشاشة تلفزيونية وأسطوانة أكسجين»، مشيرا إلى «فائدتها في إيصال الأكسجين الضروري للمحتجز».

وأضاف: «الجزء الثاني عبارة عن جهاز بكرسي قابل للطي يستخدم إذا كان الشخص المحتجز في وضعية الوقوف رأسه إلى أعلى وأرجله إلى أسفل، ويتكون من كاميرا وكرسي قابل للطي وشاشة تلفزيونية»، مضيفا أن الجزء الثالث من ابتكاره يتمثل في الأذرع التي تستخدم في حالة الإمساك بيد أو أطراف جسد المحتجز، لافتا إلى تمتعها بمقبض يساعد على إتمام عملية إنقاذ المصاب.

وبين آل قدرة أن الجزء الرابع من ابتكاره يتمثل في «الخطاف الكلي» الذي يصفه بأنه عبارة عن جهاز يقوم باحتضان الشخص المحتجز من جميع الأطراف دون أن يتسبب في إيذائه، ليدفعه إلى أعلى بكل سهولة، ويعمل كهربائيا على بطارية السيارة.

فيما وصف آل قدرة الجهاز الخامس بـ«الخطاف الجزئي»، الذي يتكون من ذراعين، وهو قابل للطي، ويستخدم إذا كان الشخص رأسه إلى الأسفل، ويجري إنزال الذراعين من تحت الكتفين لحمل الشخص المصاب ورفعه إلى أعلى دون أن يلحق ضرر بالرأس.

ويستخدم الجهاز السادس «الخطاف الجانبي» في حالات الاحتجاز الأكثر صعوبة، التي لا يصل إليها أي من الأجهزة السابقة، لما يتمتع به من إمكانية الدخول إلى الأماكن الضيقة؛ مما يسهل عملية سحب المحتجز.

وأوضح آل قدرة أنه في عام 2006 جرى إرسال الجهاز إلى العاصمة الرياض لإجراء مزيد من الاختبارات عليه، وأنه قد أثبت كفاءة عالية من خلال تحقيقه مستوى عاليا من الأمان والسلامة للشخص المصاب جراء الاحتجاز في الأماكن الضيقة كالآبار، وأنه جرت التوصية بتعميم الجهاز على كل إدارات الدفاع المدني بالبلاد لاستخدامها في عمليات الإنقاذ بحوادث السقوط في الآبار الارتوازية.

وفي السياق ذاته، أوضح الرقيب سعد القحطاني، المبتكر الثاني، أن ابتكاره يختلف عن زميله؛ حيث إن جهازه يعمل في الآبار الارتوازية والحفر العميقة والبحار أيضا، ويمكن استخدامه للنزول بشكل عمودي للوصول إلى الشخص المحتجز مهما كان بعد المسافة الفاصلة بينه وبين فريق الإنقاذ.

وبين القحطاني أن فكرة ابتكاره بدأت منذ ثلاث سنوات خلال مشاركته في عملية إنقاذ امرأة سقطت في بئر منطقة الطائف، ما استدعى رجال الدفاع المدني للمكوث ما يقارب 13 يوما في عمليات مستميتة لإخراجها من تلك البئر، لافتا إلى أنه عرض فكرة الجهاز على الدفاع المدني وجامعة نجران وأبدوا إعجابهم بها.

وأوضح القحطاني أن جهازه يتكون من جهاز بحث عن الضحية، ومقبضين رئيسين، وذراعين إضافيين مزودين ببالونات، وأنه في حال العثور على الشخص يجري القبض عليه بواسطة الذراعين القابضين، فيما يجري نفخ البالونات للحفاظ على سلامة الشخص من الأمام والخلف.

ولمح إلى أن الجهاز يعمل بصندوق تحكم على بطارية السيارة؛ للحفاظ على الشخص المحتجز والمنقذ من الصعق الكهربائي في حال استخدام طاقة كهربائية أكبر.

وأشار القحطاني إلى عرض تقدم به منذ سنة إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للحصول على براءة اختراع، مشيرا إلى استعداد المدينة لتصنيع الجهاز بعد تطويره.