«جدة»: مخاوف من هطول الأمطار.. وخطة شاملة لإيواء المتضررين

تطمينات رسمية بحمايتها بمجموعة من السدود وغرف عمليات وخطوط اتصال ساخنة

سيارات تغوص في مياه الأمطار بجدة
TT

مرَّت سنة على التطمينات التي أطلقتها الكثير من الجهات المختصة في جدة (غرب) في قدرتها على مواجهة الآثار الناتجة عن هطول الأمطار «السيول»، والتي نقشت قبل أربعة أعوام في ذاكرة الأحياء صورة قاتمة للفرح بالمطر، إلا أن هذه التطمينات لم تخضع للمواجهة، فظلت حبيسة الترقب وانتظار الموسم الجديد الذي بدأ بإعصار «هايان» في الفلبين بسرعة تجاوزت 300 كيلومتر في الساعة.

ويبدو أن الإعصار الذي ضرب الفلبين والتقلبات المناخية التي تشهدها كثير من دول العالم؛ فتح الكثير من التساؤلات بعد هطول أمطار غزيرة إلى متوسطة على منطقتي تبوك والحدود الشمالية، مع توقعات بأن يشمل تأثير الحزام السحابي منطقة المدينة المنورة، ومكة المكرمة، ورابغ، وجدة؛ التي تتأهب لتجربة جديدة مع مشاريع تصريف السيول، لمعرفة مدى جاهزية الجهات المعنية لمواجهة أي مخاطر.

وهو ما ذهب إليه العقيد سعيد سرحان، المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، بقوله «إن هناك خطة مشكلة بالتنسيق مع كافة الأجهزة الحكومية لمواجهة الأمطار المتوقع هطولها، مع وجود خط ساخن وغرفة مشتركة لتلقي البلاغات وتحديد المواقع الأكثر تضررا»، لافتا إلى أن القوى البشرية وآليات الإسناد والمقدّرة بنحو 1300 آلية، ستكون في أهبة الاستعداد هذه الأيام لمواجهة أي مخاطر.

وأضاف العقيد سرحان أن ما يتم هذه الأيام هو تفعيل دور اللجان المشكلة من عدة جهات في تحديد مواقع الإيواء للمتضررين، وآلية التنسيق المشترك في توفير ما يلزم، موضحا أن هناك تواصلا مع القيادة والسيطرة في هذه الفترة لمواجهة أي مخاطر ناتجة عن هطول الأمطار.

وستخضع السدود الخمسة وملحقاتها؛ من سدود مرادفة، ومفيض للسدود ومجاري التصريف؛ لتجربة عملية في حال صدقت التوقعات بسقوط أمطار على جدة في اليومين القادمين، بخلاف ما نفذ من تجارب محاكاة على قدرة هذه السدود من استيعاب السيول المتوقعة، وإمكانية القنوات الجديدة من تصريف مياه الأمطار.

وأنفقت المملكة في السنوات الثلاث الماضية، بحسب الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، نحو 700 مليار ريال لتنفيذ عدد من مشاريع البنية التحتية، فيما بلغت تكلفة مشاريع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول نحو 3.3 مليار ريال، بخلاف مشاريع حماية التمدد للنطاقين السكاني والعمراني شرق محافظة جدة، والبالغة كلفتها نحو 1.896 مليار ريال، والتي تعد مكملا للمشاريع السابقة، تحسبا للتوسع العمراني حتى عام 2028.

وتتكوّن السدود الخمسة من طبقات من الصخور بمقاسات مختلفة وطبقة خرسانية، ومن جدار قاطع بعمق يصل إلى الطبقة الصخرية لمنع تسرب المياه، وتحتوي على أجهزة استشعار ومراقبة لرصد حركة المياه الجوفية، فيما ترتبط السدود بقنوات مفتوحة متصلة بالقناة الشرقية لتفريغ مياه السيول والأمطار.

وفي هذا السياق، قال المهندس عبد العزيز السليم، مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة، إن مشاريع البنية التحتية لدرء مصادر السيول اكتملت، وتعتبر جدة في الوقت الراهن محمية بمجموعة سدود تستوعب كميات كبيرة من الأمطار تفرّغ تلقائيا خلال 15 يوما في البحر.

وأردف السليم أن العمل جار على تصميم الشبكة الرئيسية لتصريف مياه الأمطار لتمدد النطاق العمراني المتوقع في عام 1450 لمدينة جدة، وذلك وفق برنامج زمني محدد، لافتا إلى أن جدة في الوقت الراهن تمتلك البنية التحتية لمواجهة أخطار السيول، وأن تجارب المحاكاة التي تم تنفيذها في الفترة الماضية تثبت قدرة هذه السدود على استيعاب كميات كبيرة من الأمطار.