مجمع الفقه يدرس عقوبة التقاتل بين المسلمين لأجل الجهاد

خلال أعمال مؤتمر المجلس الإسلامي الدولي بالرياض

TT

طرحت، أمس، أعمال الدورة الـ21 لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، أحد الموضوعات الأكثر حساسية، وهي التي تترتب على عقوبة التقاتل بين المسلمين باسم الجهاد، وخصوصا لما يشهده العالم الإسلامي من صراع.

وبين الدكتور سعد الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء والأستاذ بقسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في جلسة أمس، ضمن أعمال المؤتمر الذي يعقد بالعاصمة السعودية الرياض، وتستضيفه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، خلال الفترة من 18 إلى 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، أنه تمت مناقشة وطرح أوراق عمل حول المسؤولية الجنائية التي من أبرزها التقاتل بين المسلمين باسم الجهاد، الذي يتوقع أن يصدر فيه قرار من المجمع، ليعالج فيه جزءا من الإشكالية الكبيرة الموجودة الآن، خصوصا في مناطق الصراع في العالم الإسلامي.

وأضاف الخثلان خلال ورقة العمل، أنه «تمت مناقشة المسؤولية الجنائية لقائدي المركبات المستهترين بالأرواح ومن يكسر القوانين»، التي اعتبرها من الموضوعات المهمة، وطرحت فيه مسائل مهمة، منها مسألة «التفحيط» وما يترتب عليه من أضرار، ونوع القتل المترتب على التفحيط، وهل يعد نوعا من القتل العمد أو شبه العمد، ومسائل كثيرة طرحت في هذه الجلسة والجلسات التالية.

ويأتي المؤتمر للتأكيد على دور مجمع الفقه الإسلامي الدولي بما يمثل من فقهاء العالم الإسلامي من دون اقتصاره على دولة معينة، خصوصا أنه يضم أبرز فقهاء العالم الإسلامي، مما يجعل لقراراته مرجعا للمؤسسات المالية في مختلف بلدان العلام الإسلامي.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أن استضافة الجامعة للمؤتمر الذي ينظم لأول مرة في المملكة، يأتي استجابة لتطلعات خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى تشكيل الجامعة لعدد من اللجان، التي واصلت اجتماعاتها لمتابعة أعمال المؤتمر، وحل ما قد يحول دون ظهوره بالمظهر اللائق، لتيسير سبل أعمال المؤتمر.

وبين أبا الخيل أن الجامعة استضافت أكثر من 250 شخصية بارزة للمشاركة ضمن فعاليات المؤتمر، لبحث محاور المؤتمر وموضوعاته، موضحا أن من أهمها موضوع الصكوك الإسلامية، وموضوع التحوط في المعاملات المالية، وموضوع المسؤولية الجنائية لقائدي المركبات بسبب السرعة واللامبالاة، وتجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، والزكاة بعد التدويخ بالصدمة الكهربائية، والحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية، والوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري.

ولفت أبا الخيل إلى أن موضوع التقاتل بين المسلمين باسم الجهاد، ومناقشة مشروع الأحكام والضوابط الشرعية لأسس التأمين التعاوني تم عرضها من التوصيات الصادرة عن الندوة العلمية للأحكام والضوابط الشرعية لأسس التأمين التعاوني، التي انعقدت بجدة العام الماضي، وتمت مناقشة موضوع الاستحالة والمواد الإضافية في الغذاء والدواء من خلال عرض التوصيات الصادرة عن الندوة الفقهية الطبية التاسعة «رؤية إسلامية لبعض المشكلات الطبية المعاصرة»، التي عقدت في الدار البيضاء بالمملكة المغربية.