فيصل بن سلمان يفتتح «المؤتمر العالمي عن الرسول وحقوقه على البشرية»

نيابة عن ولي العهد.. بمقر الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بحضور السديس وخوجة

الأمير فيصل بن سلمان خلال تدشينه المؤتمر مع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ود. عبد الرحمن السند مدير الجامعة الإسلامية
TT

نيابة عن الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، افتتح الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، مساء أول من أمس «المؤتمر العالمي عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، وحقوقه على البشرية»، الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ضمن برامجها في الاحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية.

وشهد الحفل حضور الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام المملكة، والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام.

وخلال حفل الافتتاح، تحدث مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، عن المكانة الرفيعة التي اختارها الله للنبي، صلى الله عليه وسلم، بأن اصطفاه ليكون خاتم النبيين والمرسلين، مشيرا إلى قوله عليه الصلاة والسلام: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر». وأسهب في ذكر ما قدمه الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، من خير ونعمة عمت البشرية جمعاء، حيث بعثه الله تعالى في زمن كانت البشرية فيه تعج بالضلالات والجهل والظلم والعدوان، فنشر برسالته السامية الخير والعدل والإحسان والإنسانية، فكان الرحمة المهداة ينعم بفضلها العالم. وعدد أبرز حقوق النبي الكريم على أمته، بدءا بتعظيم سنته ونشرها وتطبيقها والتزام ما جاء عنه، صلى الله عليه وسلم، من الأقوال والأفعال، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه، وتوضيحها والرد على الحاقدين الذين يعمدون إلى تشويه سنته المطهرة والرد عليهم ببيان أقواله وأفعاله، صلى الله عليه وسلم، وأن نحبه المحبة الصادقة.

وأكد مفتي عام المملكة أهمية انعقاد هذا المؤتمر، وأن الأمة تعلق عليه آمالا بنشر السنة النبوية من خلال البحوث، لافتا إلى حاجة الأمة الإسلامية إلى مثل هذا المؤتمر، مذكرا بأن عزة الأمة ورفعتها مرتبطة باتباع سنة النبي، صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن الإسلام يمر بمحن عصيبة لا منقذ له منها إلا تقوى الله عز وجل، وتطبيق سنة نبيه، عليه الصلاة والسلام، راجيا من الله العلي القدير أن تكون هذه الجامعة المباركة سباقة لعمل الخير، وأن تكون بحوث هذا المؤتمر نافعة للقريب والبعيد.

من جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن السند، مدير الجامعة الإسلامية: «إن الجامعة تتشرف اليوم بأربعة أمور؛ أولها شرف الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي هو خير البشرية جمعاء، ثم تشرف المؤتمر بموافقة سامية من خادم الحرمين الشريفين، الذي يرعى قضايا الإسلام والمسلمين، ولا سيما ما يخص سيد البشرية نبينا محمد، عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام».

وأضاف: «والشرف الثالث هو بتشريف الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي أناب أمير منطقة المدينة المنورة، وهو الشرف الرابع الذي يشرف به المؤتمر والمشاركون فيه»، منوها بأن ما يوليه الأمير فيصل بن سلمان للجامعة من اهتمام ورعاية عزز من رسالتها العلمية، لافتا إلى أن الجامعة منذ تأسيسها تخرج فيها أكثر من 60 ألف خريج من مختلف الجنسيات.

وأوضح السند أن الجامعة الإسلامية منذ إعلانها تنظيم المؤتمر تقدم إليه الباحثون والباحثات من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية، موضحا أن عدد الأبحاث التي وصلت تجاوز 430 بحثا من 33 جنسية.

وكشف السند في كلمته عن تأسيس كرسيين علميين في الجامعة عشية انعقاد المؤتمر، مشيرا إلى أن أولهما باسم «كرسي صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية»، ويتعلق بشؤون وأبحاث الخريجين ونشرها، والمتبرع به الشيخ سعد بن غنيم، والثاني باسم «كرسي الشيخ عوض بن أحمد الأحمدي»، وهو متعلق بدراسات وأبحاث الأوقاف، مبينا أن الجامعة في طور اتخاذ الإجراءات لاعتماد الكرسيين البحثيين.

وفي ختام الحفل، وضع الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، حجر الأساس لعدد من المشروعات في الجامعة الإسلامية بتكلفة إجمالية بلغت قرابة ثلاثة مليارات ريال، حيث شاهد الحضور عرضا مرئيا لأبرز المشروعات التي جرى تشييدها، والجاري تنفيذها في رحاب الجامعة. وقد شملت المشروعات التي افتتحها أمير منطقة المدينة مباني كليات الحديث الشريف، والقرآن الكريم، والمكتبة المركزية، ومعامل الكليات العلمية، والوحدات السكنية للطلاب، ومباني أعضاء هيئة التدريس، كما وضع حجر الأساس لمشروعات مباني كليات الهندسة، والحاسب الآلي، ومبنى إدارة الجامعة، ومبنى العمادات المساندة، ومركز المؤتمرات بسعة 3000 مقعد، والمجمع الرياضي، ووحدات إضافية لإسكان الطلاب، ومحطة رقم 2 للتحويل الكهربائي بالجامعة.

إثر ذلك كرم الأمير فيصل بن سلمان الداعمين والممولين للكراسي العلمية بالجامعة الإسلامية ورعاة الحفل، ثم قدم مدير الجامعة الإسلامية هدايا تذكارية بهذه المناسبة للأمير سلمان بن عبد العزيز، تسلمها نيابة عنه أمير منطقة المدينة المنورة، الذي تسلم بدوره إهداء الجامعة على تشريفه حفل الافتتاح، كما كرمت الجامعة مفتي عام المملكة.