«مدينة الملك عبد العزيز» تكشف عن أول «خارطة وراثية» للمجتمع السعودي

النائب الثاني يرعى غداً حفل إطلاق برنامج «الجينوم السعودي»

TT

تكشف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية غدا الأحد، عن تفاصيل خارطة الموروث الجيني البشري للفرد السعودي، في خطوة اعتبرها المتابعون إضافة نوعية للإنجازات المتعلقة بمجالات البحث العلمي في السعودية، والمشروع الأول من نوعه في المنطقة العربية على وجه التحديد. وستطلق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مساء غد، برعاية النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز، مشروع موروث الجينوم البشري للفرد السعودي، الذي يهدف إلى تحديد تتالي خريطة موروث المواطن السعودي، ومعرفة العلاقة بين بعض الأمراض المستوطنة والخطيرة في البلاد والمتمثلة في السمنة، والسكري، والسرطان، ومعرفة بعض أمراض الدماغ المنتشرة بين بعض المواطنين مثل: التوحد، والزهايمر، وفرط الحركة، والحد من انتشار هذه الأمراض، من خلال توفير المعلومات الوراثية للأفراد عبر بنك المعلومات الوراثية.

وأكد الفريق البحثي المشرف على المشروع، أن خرائط الجينوم التي تم الكشف عن تفاصيلها تختص بتسجيل دقيق لجميع المعلومات الوراثية في الإنسان المعروفة بـ«دي إن إيه»، مبينين أنه تم الإعلان خلال السنوات القليلة الماضية عن بعض خرائط الجينوم الشخصية لبعض الأعراق المختلفة في كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين.

وأوضحوا أن المرحلة الأولى من المشروع انطلقت عام 2010 بعد أن عُرضت خطط المشروع على لجنة الأخلاقيات الطبية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، واللجنة العلمية في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، وشملت 48 مواطنا، ليتم التوصل إلى وجود أكثر من 1.7 مليون علامة فارقة تدعى «إس إن بي» بين الأشخاص الذين تمت دراستهم، ستسهم في تفسير انتشار بعض الأمراض في السعودية والعالم العربي، مثل داء السكري والسمنة.

يعرف الجينوم بأنه المادة الوراثية التي يرثها الإنسان جيلا بعد جيل، ويحدد شكل الإنسان وبنيته الجسدية، كما يحدد كذلك كيف تعمل الخلايا منذ المرحلة الجنينية وحتى البلوغ والوفاة، في حين سيتمكن العلم الحديث من تقديم المعلومات المختلفة التي تخص الإنسان، من خلال فك شفرة الجين الخاص به، ليقدم خدمة للباحثين في مجال الهندسة الوراثية.

وكان لمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية بالشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني، تجربة حديثة كشف من خلالها مؤخرا عن تنفيذ مشروع «خارطة الجينوم الوراثية لعدد من المواطنين السعوديين»؛ بهدف التعرف على الصفات والظواهر الوراثية الخاصة بالمجتمع السعودي، وهي أول خارطة ترسم صفات وخصائص العرب الوراثية على مستوى العالمين العربي والإسلامي.

ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويهدف إلى تأصيل ثقافة البحث والتعاون العلمي داخليا وخارجيا. كما أنه ينقل البحث العلمي إلى مجالاته التطبيقية المفيدة في التشخيص والعلاج.