رئيس «السياحة والآثار»: اعتماد 10 ملايين ريال لتسريع العمل في بلدة العلا التراثية

الأمير سلطان بن سلمان يضع حجر الأساس للفندق التراثي ويفتتح مشروع الطنطورة التراثي

الأمير سلطان بن سلمان في لقطة مع أحد الحضور ويبدو الأمير فيصل بن سلمان خلال زيارتهما والوفود المشاركة لمحافظة العلا أمس (واس)
TT

أعلن الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، اعتماد الهيئة نحو 10 ملايين ريال إضافية لتسريع تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من القرية التراثية في العلا.

وقال الأمير سلطان بن سلمان، خلال زيارته والوفود المشاركة لمحافظة العلا، إن «الهيئة وضعت خطة لتطوير العلا التراثية، وهي خطة موسعة تشمل منتجعات، ومطارا موجودا على أرض الواقع، وتطوير موقع مدائن صالح بالكامل، وهو ما يحدث حاليا».

وأضاف الأمير سلطان بن سلمان، أن «العمل على التنسيق يجري مع الخطوط السعودية وعدد من الناقلين؛ لرفع معدل الرحلات والزائرين إلى محافظة العلا»، لافتا إلى أنه خلال الفترة المقبلة، سيكون هناك قرابة 300 غرفة فندقية متاحة قريبا، كما نتوقع دعم المنتجعات في العلا لتكون مقصدا للمواطن للبقاء فيها أياما عدة.

وأردف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن «المواقع الأثرية والتاريخية في جميع المناطق عبارة عن كتب تاريخ معاش، والناس جميعهم يملكون هذا التاريخ، ولا بد أن يعودوا إلى تاريخهم حتى يعرفوا أن هذه البلدة عبارة عن ملحمة شارك فيها الجميع، واليوم نشاهد هذا الحراك التاريخي، وهو في بداياته، وسيشهد هذا العام كثيرا من دعم هذا المنتج الوطني».

وقال: إن «أهل العلا مكسب كبير، يجب أن نتضامن معهم لنجعل العلا جوهرة كما هي اليوم ولله الحمد، والقصد أن الشخص يستطيع أن يكون ذكريات في وطنه الجميل والمميز، ونحن نتعجل الخطوات لتطوير القرى التراثية في جميع مناطق المملكة؛ لكي تكون الحاضنة لجميع الفعاليات التي تجمع شمل المواطنين».

وأكد الأمير سلطان بن سلمان، أن هيئة السياحة تعمل في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد، كما تعمل بالتضامن مع منطقة المدينة المنورة، بقيادة الأمير فيصل بن سلمان، أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية، ومحافظ العلا ومسؤوليها، وأهالي المحافظة الذين أبدوا حماسا لإعادة تأهيل بلدتهم التراثية، مثمنا ما توليه القيادة من اهتمام كبير بقضايا التراث العمراني الوطني، من خلال حزمة من الأنظمة والقرارات السامية التي أحدثت نقلة نوعية في الاهتمام بالتراث العمراني، وتنميته، والمحافظة عليه، وتحويله إلى مساهم في التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل.

وفي سياق متصل، وضع الأمير سلطان بن سلمان، خلال جولته في محافظة العلا لتدشين فعاليات التراث العمراني، حجر الأساس للفندق التراثي بالمحافظة «المرحلة الأولى» كما افتتح مشروع موقع الطنطورة التراثي.

وشهدت العلا عددا من الفعاليات التي أقيمت في المسرح المفتوح، تضمنت الأمسية الشعرية، وعروضا لفرق الأطفال الشعبية، وألوانا من الفنون الشعبية، بالإضافة إلى عرض قوافل الإبل والخيول، وفعاليات الألعاب النارية والعرضة السعودية.

وفي هذا الصدد قال الدكتور مشاري النعيم، المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة العامة للسياحة والآثار، إن «المشروعات التي قام الأمير سلطان بن سلمان بتدشينها ووضع حجر الأساس لها، جزء من منظومة مشروعات تراثية تسعى الهيئة لتأهيلها وتوظيفها في المستقبل المنظور، ومنها مقر مركز الحرف والصناعات اليدوية (بارع)، الذي استكملت فيه المواصفات الفنية لتوظيفه، بالإضافة إلى عدد من المباني التراثية في محافظة العلا، تشمل مبنى التراث العمراني، ومبنى جمعية المحافظة على التراث».

وقال النعيم، إن «الهيئة أنهت كراسة المواصفات لمشروع عين (تدعل)، وتسليم وثائق طرحت للأمانة تمهيدا لتنفيذه، بالإضافة إلى إعداد كراسة المواصفات لمشروع تأهيل عدد من ممرات بلدة العلا التراثية، وتطوير التصورات الخاصة بمشروع المدخل الشرقي للبلدة، تمهيدا لتأهيله وتوظيفه لربط منطقة المدخل بالمنطقة المحيطة بالبلدة».

وفي المدينة المنورة، استمرت أمس (الثلاثاء) فعاليات الملتقى العمراني الوطني الثالث بجلسة أولى تحت عنوان «الإمكانات والتحديات بمجال الاستثمار في التراث العمراني، التي سجلت تأكيد الحضور على ضرورة تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص؛ لتأهيل وتطوير مواقع التراث العمراني والاستفادة منها، وضمان المصلحة العامة، مع تشجيع المستثمرين على دخول هذا المجال».

وعرض فرناندو كوبوس، البروفسور والخبير الإسباني، خطة تأهيل حي سمحان بالدرعية، التي شملت تسجيل جميع المباني التراثية في الحي، مستفيدا من تجارب عالمية، خصوصا عدد من المشروعات التراثية في إسبانيا، والطراز الأندلسي، ولفت إلى مراحل تطوير حي سمحان، والمواد المستخدمة في عمليات الترميم والتأهيل، وكذلك التصاميم الخاصة بالمباني التراثية، منتهيا بعرض صورة متكاملة للحي بعد عملية التطوير الشاملة.

من جانبه، تطرق الدكتور أحمد يحيى راشد، رئيس قسم العمارة بالجامعة البريطانية في مصر، إلى دراسة خاصة بتطوير شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة كنموذج للمواءمة بين المحافظة على القيمة التراثية للمواقع، وعملية الاستثمار والتطوير؛ للاستفادة من تلك المواقع كمنتج اقتصادي.

وأوضح الدكتور راشد أنه يجب أن يكون هناك اهتمام بدور المواطن في تلك المواقع، والعمل على إشراكه بشكل جاد، سواء في عملية التطوير، أو الاستفادة منها بشكل يضمن التفاعل الدائم بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص وهؤلاء المواطنين، مشيرا إلى أن تلك المواءمة تحتاج اهتماما بنشر الوعي التراثي بين أهالي المناطق التراثية، وتوعيتهم بأهمية التراث.