«تخصصي العيون» يتجاوز أزمة حرب الكويت و11 سبتمبر بتصدير الكوادر الطبية للخارج

أكبر مستشفى في منطقة الشرق الأوسط احتفل بتخريج 27 طبيبا من دول الخليج

غرف المتابعة للعمليات الكبرى التي يجريها «تخصصي العيون » في عياداته المتخصصة («الشرق الأوسط»)
TT

على مدى 20 عاما، استطاع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون تجاوز عدد من الأزمات المصاحبة لتخصصه في مجال العيون، سواء من الناحية التشغيلية أو الكوادر الطبية العالمية، أو أزمة قوائم الانتظار على وجه التحديد.

وتمكن المستشفى من تخريج 27 طبيبا وطبيبة من دول الخليج العربي تخرجوا في برنامج الزمالة للتخصص الدقيق لطب وجراحة العيون بالمستشفى منذ إنشائه، ليتجاوز بذلك المعوقات التي وقفت أمامه والتي كانت بدايتها عام 1990. عندما أجرت إدارة المستشفى في ذلك الوقت عددا من المحاولات لإيجاد آلية للسيطرة على قوائم الانتظار في تلك الحقبة، إلا أنها لم تنجح، وذلك لتوالي الأحداث السياسية، مثل ما حصل عندما رحل عدد من الأطباء الأجانب أثناء حرب الخليج في السنة نفسها، خصوصا أن عدد الأطباء السعوديين في تلك الفترة قليل جدا، بعد المستشفى كان المصدر الرئيس للتدريب وتخريج الأطباء السعوديين، وقد مضى وقت طويل للتعاقد مع أطباء جدد.

تليها المعضلة الثانية بعدها بعشر سنوات، وبالتحديد في عام 2001، عندما غادر عدد من الأطباء الأجانب المستشفى أثناء أحداث سبتمبر (أيلول)، وكل هذه الأسباب أدت إلى تراكم أعداد المرضى، إضافة إلى أن المرضى المحالين من مناطق أخرى إلى المستشفى في ازدياد خلال تلك السنوات، الأمر الذي أدى إلى تراكمهم في قوائم الانتظار.

ويعد مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أهم مستشفى في منطقة الشرق الأوسط المتخصصة في أمراض العيون، وعالج عددا من زعماء دول الخليج في المنطقة، وفق ما ذكره مصدر لـ«الشرق الأوسط»، لما له من باع طويل في أمراض العيون، إضافة إلى عدد من المشاهير في العلوم والفن والرياضة، ومن شتى أنحاء العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط»، الدكتور عبد الإله بن عباد الطويرقي، المدير العام التنفيذي للمستشفى؛ إنه جرى الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع توسعة العيادات بالمستشفى، والعمل جار على المرحلة الثانية بحيث تتضاعف سعة العيادات 50% عن سعتها الحالية، كما أن العمل جار في مشروع مبنى مركز الراجحي لاعتلال الشبكية، وحيث إن الحكومة السعودية حريصة على تقديم أعلى مستويات الخدمة للمرضى داخل السعودية، فقد أبرمت وزارة الصحة والمستشفى اتفاقية ارتباط مع إحدى أفضل الجامعات في العالم، وهي جامعة جونز هوبكنز الطبية بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك بإرسال مجموعة من أطباء الجامعة في تخصصات العيون المختلفة كافة للمساهمة مع أطباء المستشفى في علاج المرضى وبأحدث الأساليب العلاجية العالمية لكي لا يتكلف المريض عناء السفر لبحث العلاج خارج السعودية. وأضاف أن المستشفى يعمل على التوسع في برنامج التعاون الطبي المشترك مع مستشفيات وزارة الصحة، وإرسال أطباء من المستشفى للعمل في المناطق، وجرى تحديث أجهزة طب العيون في المناطق الطرفية بأحدث الأجهزة الطبية، والعمل جار الآن لإنشاء مختبر الخلايا الجذعية في بنك العيون، حيث أثبتت هذه التقنية جدواها في أمراض القرنية.

ويستقبل المستشفى الحالات من جميع مستشفيات المملكة، سواء التابعة لوزارة الصحة أو غيرها من الجهات الحكومية والجامعات، وكذلك من القطاع الخاص، الذين يستحقون العلاج في المستشفى ضمن أهلية العلاج، حيث تبين إحصائية حديثة لعدد المراجعين للمستشفى (تحتفظ «الشرق الأوسط» بنسخة منها)، أنه خلال عام 2012 جرى الكشف على أكثر من نصف مليون مريض في العيادات، والكشف على 130 ألف مريض في أقسام الطوارئ، وأكثر من 40 ألف عملية كبرى ما بين زراعة أعضاء أو القرنية، الأمر الذي دعا إدارة المستشفى إلى فتح عيادات جديدة وغرف إضافية، إضافة إلى عيادات مسائية للكشف على المرضى وتمكين الأطباء في التخصص الدقيق من الكوادر الوطنية وتقليل عدد المرضى المحالين بعد عودة الأطباء المؤهلين إلى مناطقهم.

ونظرا لحاجة المستشفى للتوسع في العيادات والخدمات المساندة نظرا لزيادة عدد المرضى في المستشفى الذي يستقبل أكثر من ألف مريض يوميا، فقد تطلب الأمر زيادة في الكادر الطبي بالمستشفى، حيث زادت نسبة التوسع في عيادات الجلوكوما وعيون الأطفال والتجميل إلى 50%، وزيادة غرف العمليات الصغرى إلى نسبة 100%، والصيدليات ومنطقة الانتظار إلى 400%، وتوسعة بنك العيون وأهلية العلاج بنسبة 35%، إضافة إلى المختبرات وصحة الموظفين وجدولة العمليات بنسبة 25%؛ وذلك لتمكين الطاقة الاستيعابية للمستشفى وتغطية أعداد المراجعين الكبيرة.

وارتبط مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون مع جامعة جون هوبكنز الطبية في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد موافقة المقام السامي على إيفاد مجموعة من الأطباء للعمل بالمستشفى والمساهمة مع زملائهم أطباء المستشفى في علاج المرضى والتدريب والأبحاث، الأمر الذي خوله الحصول على شهادة «جي سي آي إيه» في عام 2011 ولمدة ثلاث سنوات، وذلك للمرة الرابعة، في الوقت الذي أصبح فيه هذا الصرح معترفا به من منظمات عالمية، كما حصل على شهادة المستشفيات المعززة للصحة الأوروبية كأول مستشفى في المنطقة ولمدة أربع سنوات وللمرة الثانية.

وأكد تقرير صادر من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أنه خلال عام 2012 جرت السيطرة على جميع قوائم الانتظار، حيث تم الانتهاء منها في جميع التخصصات الدقيقة بالمستشفى، حيث بدأت قوائم الانتظار بالتراكم منذ 20 عاما؛ كونه المستشفى الوحيد المتخصص الذي يستقبل جميع المرضى من جميع المناطق السعودية والجهات الطبية الحكومية منها والخاصة، التي تستدعي حالاتهم العلاج فيه.

وعمل المستشفى على استكمال البنية التحتية لقسم الأبحاث وإضافة كوادر طبية مؤهلة للأقسام، وزيادة قبول أطباء التخصص الدقيق المتدربين في المستشفى للحصول على زمالة التخصص الدقيق للعيون، حيث جرى تخريج 54 طبيبا وطبيبة خلال أربع سنوات مضت في برنامج التخصصات الدقيقة لطب العيون، وهم يعملون الآن في المناطق كافة، إضافة إلى برنامج التعاون الطبي المشترك مع مستشفيات وزارة الصحة وإرسال أطباء للعمل في المناطق على مدار الساعة، وجرى تحديث أجهزة طب العيون في المناطق المتطرفة بأحدث الأجهزة.