100 شاب وشابة يبحثون في حلقة نقاشية اللغة المتداولة في وسائط التواصل الاجتماعي

نظمها مركز الملك عبد الله لخدمة اللغة العربية

TT

شارك أكثر من 100 طالب وطالبة من طلاب الجامعات الحكومية والأهلية بالرياض، في حلقة نقاشية شبابية أول من أمس، نظمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، تناولت «لغة الشباب العربي في وسائل التواصل الحديثة».

وتضمنت الحلقة جلسات نقاشية عدة، تحدث فيها الطلاب والطالبات عن رؤاهم حول لغتهم، والمتطلبات العصرية لتطويرها، وأدلوا فيها بمقترحاتهم حول توظيف اللغة لمواكبة العصر، بمشاركة عدد من المعنيين والمهتمين من أساتذة الجامعات والتربويين. وقال الدكتور عبد الله الوشمي، الأمين العام للمركز، إن العمل جار على رصد الظواهر اللغوية التي تؤثر في اللغة العربية وتتأثر بها، بالإشارة إلى الظواهر اللافتة، ظاهرة ما يسمى لغة «العربيزي والفرانكو»، التي انتشرت في الأوساط الشبابية، نتيجة ارتباطها بالأدوات التقنية.

وأضاف أن الهدف من ذلك دراسة أبعاد هذه الظواهر الشبابية، بصورة أشمل وأكمل، مبينا أن اللغة العربية تواجه تحديات حضارية كبرى، وتحظى في المقابل بفرص قوة، فرضتها عليها طبيعة حياة الإنسان العربي المعاصر، وذلك من خلال رؤى الشباب أنفسهم، ومن خلال ما أضافه الأساتذة المختصون الذين شاركوا في الحلقة النقاشية.

ولفت إلى أن برنامج «لغة الشباب العربي في وسائل التواصل الحديثة: اللغة الهجين، العربيزي، الفرانكو»، حظي بكل مراحله وأجزائه، بمتابعة مباشرة من وزير التعليم العالي المشرف العام على المركز ونائبه.

وأشار الوشمي إلى أن المركز حرص على دراسة لغة «العربيزي والفرانكو» بإشراك الشريحة المعنية بها من فئة الشباب والشابات، حيث خاطب المركز عددا من الجامعات الحكومية والأهلية، لترشيح عدد من طلابها وطالباتها للمشاركة في الحلقة النقاشية.

ودعي للمشاركة في الحلقة أساتذة متخصصون في اللغة وعلم النفس وعلم الاجتماع والحاسوب، وهم: أ.د. عبد الملك السلمان، أ.د. محمد التويجري، أ.د. صالح الشويرخ، دكتور محمد إسحاق، حيث أجابوا عن أسئلة الطلاب والطالبات، والتعليق على آرائهم ومناقشتهم فيها.

وأظهر استطلاع أعده المركز، أن 58 في المائة من المشاركين رأوا أن التحدث باللغة العربية ضروري في جوانب حياتنا المعاصرة، و70 في المائة من المشاركين رأوا أن اللغة العربية قادرة على مواكبة التطورات السريعة في مجالات الحياة المختلفة، ويرى 58 في المائة منهم أن هناك ازديادا مطردا في استخدام الشباب لـ«العربيزي» خلال السنوات الماضية، وهو ما يحفز المركز إلى التحرك بقوة لتحقيق التطلعات، وحماية اللغة مما قد يؤثر فيها سلبا.

وكان المركز قد عرض مواد مرئية، أنتجها مجموعة من الطالبات من جامعة دار العلوم والجمعية العلمية السعودية للغة العربية، للتعبير عن رؤاهن حول العربيزي، من خلال استثمار مواهبهن، وتحفيز الجوانب الإبداعية لديهن.

وجاءت الحلقة النقاشية الأولى ضمن برنامج «لغة الشباب العربي في وسائل التواصل الحديثة»، واشتملت على جلستين، نوقشت فيهما الموضوعات: اللغة العربية والهوية، اللغة العربية واستخدام الشباب، مفهوم العربيزي، أسباب نشوء ظاهرة العربيزي، مظاهر العربيزي، تقييم الشباب لظاهرة العربيزي.

وطرحت فيها الكثير من الأسئلة المهمة عن الهوية واللغة، ودور العربية في تشكيلها، ونقاش حول العامية، وعن وسائل حفظ اللغة العربية، ودور وسائل الإعلام، وأثر اللهجات على اللغة العربية الفصحى.

ويعتزم المركز أن يقيم حلقة نقاشية متخصصة يدعى لها عدد من البارزين في عدد من العلوم (اللغة، الاجتماع، النفس، الحاسوب)، تناقش فيها رؤى الشباب والشابات، إضافة إلى البحوث والدراسات التي يتضمنها الكتاب الذي يعمل المركز على إنجازه، حيث استكتب عددا واسعا من الباحثين والباحثات من مختلف أنحاء العالم العربي لدراسة هذا المنحى اللغوي، والخروج بالتوصيات العلمية الدقيقة التي تفيد اللغة العربية من مختلف التخصصات.

وتهدف الحلقة النقاشية إلى استعراض المشكلات التي تواجهها اللغة العربية في العصر الحديث وتقييمها، والتعريف بمشكلة (اللغة الهجين، العربيزي، الفرانكو)، وتقصي أسباب ظهورها، ومدى خطورتها على الهوية اللغوية، وأساليب مواجهتها، واستعراض الاستخدامات اللغوية الهجينة في التراث اللغوي العربي.

كما تهدف إلى عرض نماذج من استخدامات (اللغة الهجين، العربيزي، الفرانكو) في دول عربية مختلفة، ودراسة الحالة اللغوية المعنية من زوايا متعددة: لغوية، ونفسية، واجتماعية، وثقافية، وتأثيرها في اللغة العربية، وتطور اللغة العربية وقدرتها على الوفاء بمتطلبات الحضارة المعاصرة.