مائة طالب وطالبة يجوبون السعودية تعزيزا لأهمية اللغة العربية

حملة «لغتي هويتي» تستهدف أولياء الأمور والشباب

TT

دفع إسقاط بعض المفردات الأجنبية، وتحديدا اللغة الإنجليزية، لدى شريحة من المجتمع السعودي، وشغف أولياء الأمور بتسجيل أبنائهم في مدراس أجنبية تهتم باللغات الأجنبية بعيدا عن اللغة الأم «العربية»، أكثر من مائة شاب وشابة من كليات مختلفة إلى إطلاق حملة «لغتي هويتي».

وجاءت الحملة على خلفية دراسة مستفيضة لواقع الشباب السعودي والخليجي على حد سواء، الذي يجد في إدراج مفردات من لغات مختلفة في حديثه مع الآخر جزءا من شخصيته، مع إرسال رسائل متنوعة أثناء حديثه تفيد بأنه قادر على الحديث، إلا أن بعض الكلمات لا يجد لها وصفا إلا باللغة الأجنبية.

وتستهدف الحملة المزمع إطلاقها نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل في جدة كمحطة أولى، تليها الرياض، والدمام، أولياء أمور الطلاب، من خلال لقاءات مباشرة ورسائل متنوعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والندوات، التعريف بأهمية اللغة العربية في تعليم أبنائهم، وألا تكون اللغة في المرتبة الثانية أو الثالثة بعد لغات أجنبية.

ويشارك في إطلاق الحملة قرابة 40 فتاة و60 شابا، من خمسة فرق لها مشاركات مختلفة في المسؤولية الاجتماعية بجدة (غرب السعودية)، وعدد من المدن والمحافظات منها: «مجد الأجداد»، «للنماء رسالة»، «عربي هويتي»، «صناع الأمل»، وجميعهم طلاب من كليات مختلفة، تناقلوا الفكرة بعد رصد تغير في سلوكيات المجتمع السعودي. تقول فاطمة محمد المنصوري، صاحبة الفكرة والمسؤولة عن الحملة وقائدة فريق «مجد الأجداد»: «انطلقت الفكرة مع ترددي على الكثير من المحاضرات التي تتحدث عن واقع اللغة العربية الذي شهد في الآونة الأخيرة تراجعا في التخاطب والمعاملة بين فئة الشباب، ومن هذا المنطلق بدأت التعرف على الفرق التي يمكن الاعتماد عليها، ولديها الخبرات الكافية للتواصل مع المجتمع».

وأردفت المنصوري، أنه من خلال اللقاءات الجانبية مع الفرق الأربعة، التي يزيد عدد أعضائها على مائة شاب وفتاة، وضعت الاستراتيجية لإطلاق الحملة ونوعية المواد والمفردات التي يمكن استخدامها في الحملة التي ستنطلق بداية الفصل الدراسي الثاني في جدة، تليها الرياض، وعدد من المدن السعودية التي تزداد فيها الكثافة السكانية.

وقالت المنصوري: «إن الهدف من هذه الحملة هو تنمية حب اللغة العربية في نفوس أهلها، مع تصحيح نظرة المجتمع عن أهمية تعليم الأطفال اللغة العربية، وتربية الأجيال على تداول اللغة العربية الفصحى، وعدم تهميشها، بالإضافة إلى سد الفجوة بين الجامعة والمجتمع، مع أهمية توضيح سلبيات الدراسة بغير اللغة الأم».

سيشارك في الحملة - حسب المنصوري - سلفر، نجم برنامج «الكيك»، وفريق «مجد الأجداد»، وهم مجموعة طلاب وطالبات من كلية ابن سينا للعلوم الطبية وبعض الكليات الأخرى، وفريق «للنماء رسالة» المكون من مجموعة طلاب وطالبات من كلية الصيدلة بجامعة الملك عبد العزيز، وفريق «عربيتي هويتي» وهو مجموعة طلاب وطالبات من كلية البترجي للعلوم الطبية، وفريق «صناع الأمل» وهم من مراحل عمرية مختلفة، برعاية الدكتور نزار باهبري، بالإضافة إلى مجموعة من طلاب وطالبات كلية المعرفة بالرياض.

وقالت المنصوري: «إن الفئة المستهدفة هم الشباب وأولياء الأمور؛ لذا تطلب أن يكون من المشاركين نخبة من المختصين مثل: الدكتور عمر الوزان طبيب مخ وأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، والدكتور نصر مصطفى خباز طبيب استشاري في جراحة الأطفال، والدكتور محمد فيصل زاهر محاضر وظائف أعضاء بجامعة الملك عبد العزيز، والدكتور علي مهجع استشاري أمراض باطنية وجهاز هضمي، والدكتور ضياء الدين الجماس أخصائي أمراض باطنية خبير في المصطلحات الطبية».

من جهته، يرى الدكتور محمد أحمد، متخصص في اللغة العربية، أن إطلاق مثل هذه الحملات يساعد الشباب على فهم لغتهم العربية بشكل سهل ومباشر، كما أن هذه الحملات لا تعني بالضرورة عدم الإلمام أو تعليم لغات أخرى مساندة تدعم الفرد بجانب اللغة العربية، لافتا إلى أن كثيرا من الشباب دون سن الـ17 بدأ الخروج تدريجيا من لغته بإقحام مفردات أجنبية، أو الحديث المباشر باللغة الإنجليزية في معظم الأحوال.