بنك حكومي لحفظ الخلايا الجذعية

لديه قاعدة متبرعين تصل إلى 50 ألفا

وجود كميات كبيرة في بنك الخلايا الجذعية يرفع نسبة وجود أنسجة مطابقة للمريض بنسبة 40 في المائة على الأقل («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور عبد العزيز الحميضي، وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية لـ«الشرق الأوسط»، عن اتجاه الوزارة لتأسيس بنك وطني لحفظ الخلايا الجذعية، يمكن أن يسهم في علاج كثير من الحالات المصابة بالسرطان، مبينا أن مستشفيات محددة سيعهد إليها بجمع تلك الخلايا.

وأشار الحميضي إلى أن هناك تحركا لتأسيس البنك، وستعقد اجتماعات خلال الأسبوعين المقبلين، لوضع تصورات مفصلة، ومن المتوقع أن يتولى المجلس المركزي للخدمات الصحية مهمة الاضطلاع باستكمال الملف خلال المرحلة المقبلة.

وأكد أن السعودية بادرت حديثا بإغلاق مكاتب تجارية أجنبية، نشطت في حفظ الخلايا الجذعية مقابل رسوم مالية، مرجعا السبب إلى عدم إنهاء السياسات والأنظمة التي تضبط عمل تلك البنوك، وأضاف أن الحل المتاح حاليا لعلاج المرضى عبر تقنية الخلايا الجذعية هو اللجوء للبنك العالمي في الولايات المتحدة.

ولفت الحميضي إلى أن الطموح يراود الوزارة في أن تسجل قاعدة المتبرعين بخلاياهم الجذعية في المرحلة الأولى أكثر من 50 ألف متبرع، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يرفع من الحظوظ في إمكانية الحصول على أنسجة مطابقة للمريض بنسبة 40 في المائة على الأقل.

وقال الوكيل إن البنك المزمع تأسيسه سوف يحفظ الخلايا الجذعية من الحبل السري للإنسان، ومن خلال المتبرعين في الوقت ذاته، مشددا على أن الخيارات أصبحت واسعة في ظل التطورات الحديثة للطب، وبات أخذ عينة من الدم أو مسحة من الفم كافيا لتحديد أنسجة المتبرع ومدى مطابقتها لأنسجة المريض نفسه.

وأضاف أن الحصول على عينة من النخاع الشوكي لم تعد تحتاج إلى إجراءات التخدير أو سحب لتر على الأقل من عظم الحوض والخضوع للتنويم في غرفة العمليات لساعتين على الأقل، لافتا إلى أن تلك الإجراءات انحسرت، وبالإمكان الحصول على عينة التبرع خلال زمن أقل.

وأوضح الحميضي أن المعدل الحالي للإصابة بالسرطان في السعودية يعد دون المعدل العالمي، إذ لا يتجاوز العدد 110 إصابات من بين كل 100 ألف من السكان، وفق إحصاءات السجل الوطني للأورام، بينما المعدل في أوروبا يفوق ذلك، ويصل إلى 350 إصابة، واعتقد بأنه لا يمكن الجزم بأن الإصابات في السعودية أقل من غيرها، معيدا السبب إلى عدم الاهتمام بالفحص الطبي، ورفض عدد من المرضى التوجه للعلاج في المستشفيات.

وقال الحميضي: «إن العلاج بالخلايا الجذعية أثبت نجاعته حديثا في كوريا الجنوبية، من خلال تقوية عضلات القلب الحيوية، بينما ما زالت الأبحاث تعمل على بقية الأعضاء»، آملا في أن تسهم في علاج الأمراض كافة». وكان عدد من الشركات الطبية الأجنبية قد افتتح مكاتب في السعودية في محاولة لاستثمار حفظ الخلايا الجذعية للمواليد الجدد، مقابل رسوم مالية تصل إلى 15 ألف دولار، إلا أن السعودية اتخذت منذ وقت قريب خطوة بإغلاق تلك المكاتب حتى تنتهي من صياغة السياسات والضوابط التي تعمل في إطارها.