إجازة منتصف العام تعيد توجيه بوصلة الجذب السياحي الداخلي

تنافس لتقديم مهرجانات ببرامج ترفيهية أسرية مبتكرة

متنزهون في كورنيش جدة («الشرق الأوسط»)
TT

تزامنا مع إجازة منتصف العام الدراسي، واعتدال الأجواء المناخية على معظم مناطق السعودية، تسابق عدد من إمارات المناطق في إطلاق مهرجاناتها السياحية، التي تستهدف تنمية القطاع عبر جذب السائحين والزائرين لتلك المناطق، حيث تشهد المدن السياحية بالمملكة هذه الأيام حزما من الفعاليات الترويجية للمشهد السياحي للمناطق.

ففي منطقة الباحة (جنوب السعودية) انطلقت فعاليات «برنامج الربيع» بمحافظة الحجرة، والتي تستمر لمدة شهر، بمقر الحديقة العامة، حيث تضم الفعاليات برنامجا ومعرضا فنيا، يضم أبرز الصور الفوتوغرافية للمعالم السياحية والتراثية لمحافظة الحجرة ومراكزها، وفعاليات مسرح الطفل والأسر المنتجة المقامة برعاية لجنة التنمية الاجتماعية بالحجرة، بدعم من الجمعية الخيرية بالحجرة.

بينما انطلقت في منطقة عسير (جنوب السعودية) فعاليات مهرجان «محايل أدفا» الشتوي في نسخته السابعة، أول من أمس، بتدشين فعاليات «مهرجان التسوق العائلي» المقام على مساحة 72 ألف متر مربع على طريق الحيلة، الذي يضم عددا من الأجنحة الدولية المشاركة فيه من الصين ومصر واليمن، إلى جانب الأجنحة الحكومية والأهلية.

ويشهد المهرجان العديد من الفعاليات التراثية والفلكلورية، بالإضافة إلى احتضانه عددا من منتجات الأسر المحلية، التي تقدم من خلالها أبرز منتجاتها كحرفة الخرازة، والنسيج، وصناعة الحلوى، والأكلات الشعبية المتنوعة، والمتاحف والمعارض، بالإضافة إلى تنوع البرامج المقدمة به، التي تضم مشاركات دينية واجتماعية وثقافية وصحية ونسائية ورياضية ومهرجانا للتسوق.

وإلى الجنوب الغربي من السعودية وتحديدا منطقة جازان، ينطلق اليوم السبت مهرجان جازان الشتوي السادس «جازان الفل مشتى الكل»، الذي ينظمه مجلس التنمية السياحية بالمنطقة بالقرية التراثية بالكورنيش الجنوبي لمدينة جيزان. ومن المقرر أن يشارك فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة جازان بمعرض تشكيلي وفوتوغرافي في هذا المهرجان.

وأوضح علي الخبراني، مدير الجمعية، أن المعرض يشارك فيه 37 تشكيليا ومصورا من أبناء وبنات جازان، مفيدا بأن المعرض سيستمر طيلة فترة المهرجان، موضحا أن مشاركة فرع الجمعية في المهرجان تأتي في إطار المشاركات السنوية بالمهرجان الشتوي بهدف الارتقاء بالفن الفوتوغرافي والتشكيلي بالمنطقة وتشجيع الموهوبين والتعريف بلوحاتهم الفنية وصورهم الفوتوغرافية.

وفي السياق ذاته، عرضت نساء الجوف في أجنحة الأسر المنتجة المشاركة في مهرجان الزيتون السابع للاستثمار والتسويق، أطباقا متنوعة من المأكولات أبرزها المرقوق الجوفي الذي يعتمد في تحضيره على عجين القمح واللحم وبعض الخضار التي تضفي عليه نكهة يرغبها الكثير من أبناء الجوف. وتشتهر منطقة الجوف بعدد من المأكولات الشعبية المتنوعة مثل باقي مناطق المملكة المختلفة، متميزة بمكونات غذائية يحرص أهالي المنطقة على تناولها مثل المرقوق الجوفي، والخبز المطحن، وجريش السمن. كما قدمن «خبز المطحن» الذي يحضر بطريقة يدوية على الصاج، ويعد من أهم مكونات المائدة الجوفية، فضلا عن أطباق القرصان المخلوط بالبازلا والبطاطا والقرع، بينما قدمت أخريات فنون طبخ الجريش الممزوج بالبصل المحمّر والسمن، ووجدت هذه العروض الإقبال الكبير من زوار المهرجان.

وفي أحد أركان المعرض، برزت أنواع من البهارات الطبيعية والمطحونة مثل: الكمون، والفلفل الأسود والأبيض، وبذور الكزبرة، وأعواد القرنفل، وغيرها من البهارات المتميزة بروائحها الذكية التي تضفي على الطعام نكهة خاصة لا سيما على الأطعمة الشعبية المشهورة في المملكة، مثل كبسة اللحم بالأرز، التي تسابق زوار المهرجان على تذوقها.

وعرضت الأسر المنتجة جانبا من صناعة الدبس المشتق من التمور، والدقل المشتق من حليب وألبان الضأن والماعز، بالإضافة إلى السمن البري الذي نال اهتمام الكثير لجودة نكهته وخلوه من أي إضافات شائبة، وأغصان الأرطا التي يستخدمها النساء مع أوراق الحناء.

وكان للفتيات حضور لافت في المهرجان، حيث تفنن في تقديم أنواع مختلفة من الحلوى التي تدخل في مكوناتها منتجات: الزيتون، والتمور، والشوكولاته، والفانيليا، والفراولة، والتوفي، ممزوجة برقائق القمح، وجذبت هذه المنتجات الحديثة الكثير من زوار مهرجان الزيتون.

وفي المنطقة الشرقية، كشف المهندس عبد اللطيف البنيان، المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية من السعودية، عن أن معدلات الإشغال في الفنادق السياحية في المنطقة تنامت بنسبة تقارب الضعف، إلى ما يقارب 70 في المائة، حيث كانت حتى قبل سنوات قليلة لا تتجاوز 38 في المائة، وهذا التنامي جعلها في مقدمة المناطق السعودية التي تشهد نشاطا سياحيا على مدار العام بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأضاف البنيان أن الشرقية تشهد قرابة سبعة مهرجانات رئيسة طوال فترات العام، ورغم أن هناك توسعا كبيرا في أماكن الإيواء، فإن ذلك التوسع قابلته كثافة أكبر في عدد الزائرين للمنطقة الشرقية، التي تعد المنفذ الرئيس للعبور إلى الدول الخليجية من المملكة العربية السعودية أو العكس، مما جعل الاستثمار في المجال السياحي فيها يرتفع بوتيرة متسارعة.

وأضاف البنيان، في تصريحات له بعد الإعلان عن إنشاء معهد للتدريب على العمل في الخدمات الفندقية، من المقرر أن تطلقه مجموعة «الحكير» السياحية، أن هذا المعهد سيكون إضافة جديدة لهيئة السياحة والآثار في الشرقية التي تعد من أكثر مناطق المملكة والخليج في جذب السياح.

وزاد أن نسبة الإشغال خلال هذه الأيام تجاوزت 80 في المائة، بانخفاض نحو 15 في المائة عن موسم إجازة عيد الأضحى والإجازة الصيفية، وذلك بسبب توجه الكثير من السياح للمناطق البرية، حيث يفضل الكثير من الأسر السعودية قضاء إجازة منتصف العام الدراسي في المناطق البرية رغم وجود الكثير من الفعاليات في الشرقية.

وأوضح أن أكثر زوار الشرقية من دولة الكويت ثم منطقتي الرياض والقصيم، مؤكدا ارتفاع عدد الفنادق بالمنطقة من 50 فندقا إلى أكثر من 94 فندقا قائما، بالإضافة إلى 17 فندقا تحت الإنشاء سيتم الانتهاء منها عام 2016 ليرتفع بذلك عدد الوحدات السكنية في قطاع الإيواء من 340 وحدة سكنية إلى 650 وحدة.

وشهدت المنطقة الشرقية - حديثا- انطلاق مهرجان الخبر السياحي الذي يقام برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وتستمر فعاليات هذا المهرجان تسعة أيام، حيث يستهدف هذا المهرجان تعزيز مكانة مدينة الخبر من الناحية السياحية، ويشمل مهرجان الخبر 35 فعالية متنوعة تستهدف العائلات والشباب على حد سواء خلال إجازة منتصف العام.

وأوضح المهندس عصام الملا، رئيس بلدية محافظة الخبر أن فعاليات المهرجان تتنوع ما بين عروض ترويجية وترفيهية وخصومات تلائم مختلف أذواق وشرائح المجتمع؛ لترسخ شعار المهرجان «عيش جوك»، متوقعا تدفق أكثر من مليون زائر من المنطقة الشرقية ودول الخليج على المهرجان.

وانطلقت فعاليات المهرجان، في ستة مواقع هي واجهة الخبر البحرية، وشاطئ نصف القمر، والصالة الخضراء، ومركز سايتك، ومجمع الراشد مول، وفينيسيا سنتر، بالإضافة إلى إقامة أول كرنفال على مستوى المهرجانات السياحية بالمنطقة الشرقية الذي ستحتضنه واجهة الخبر البحرية يوميا.

وتقام العروض الفلكلورية الشعبية، والعروض البهلوانية، والمهارات الكروية، وعروض الإسكيت الاحترافية، والمسابقات والفقرات الترفيهية، وعرض دبابات هارلي بصفة يومية.

فيما تحتضن قرية المهرجان التي تقام على مساحة تزيد على 25 ألف متر مربع فعاليات عدة، أبرزها قرية الطفل، ومعرض الأسر المنتجة، ومعرض الفن الجرافيتي، والجداريات، ومعرض الفنون التشكيلية، ومعرض «مكاني الخبر» الذي يقام لأول مرة على مستوى المملكة، ويحوي خريطة الخبر الجغرافية التي تتيح للزوار فرصة التجول بداخلها واكتشاف معالمها، كما ستقام يوميا مسيرة كرنفالية على امتداد الواجهة البحرية.

ويؤدي فريق الدراجات النارية عروضا بالدراجات، بمشاركة 60 هاويا، كما ستقام بعض المسابقات للأطفال، تحتوي على مسابقات تعريفية والمسابقات الثقافية والمسابقات التي تهتم بالسلامة المرورية.

ويحتضن شاطئ نصف القمر في أربعة مواقع متفرقة فعاليات للشباب وأفراد العائلة كافة، من أبرزها بطولة كرة القدم الشاطئية، وعروض الألعاب البحرية، وقرية النحت بالرمال التي تقام لأول مرة على مستوى المنطقة الشرقية، وعروض التطعيس، واستعراض الدراجة البهلوانية، وقرية سفاري للأطفال وعروض الرسم على السيارات الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الشرقية.

فيما ستحتضن الصالة الخضراء الكثير من الفعاليات التي تلبي رغبات أفراد المجتمع كافة، أبرزها أمسية إنشادية، ومسرحية للكبار، وعروض ستاند أب كوميدي، وأمسية شعرية، بينما يشهد مركز «سايتك» فعاليات مختلفة، أبرزها معرض المأكولات الشعبية، وأمسية ثقافية نسائية، إضافة إلى معرض كنوز البحار، وسيكون الجمهور وعشاق المسرح على موعد مع مسرحيتين للكبار والصغار، تقام مسرحية الكبار بالصالة الخضراء، فيما تعرض مسرحية «انجري بيرد» للأطفال بمسرح مجمع «الراشد مول».