«الخطوط الحديدية» تمنح «قطار التعدين» رخصة التشغيل

ينقل الفوسفات من «حزم الجلاميد» إلى ميناء رأس الخير

قطار التعدين كما هو موضح في أحد منشورات «سار» («الشرق الأوسط»)
TT

منحت هيئة الخطوط الحديدية، أمس، خط نقل المعادن المملوك للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) رخصة تشغيل، وهي الرخصة الثالثة التي تمنحها الهيئة منذ إنشائها كجهة حكومية مخوّلة بمنح رخص التشغيل والصيانة لمشاريع الخطوط الحديدية في السعودية.

وكانت المدة الفاصلة بين منح قطار التعدين شهادة سلامة من هيئة الخطوط الحديدية، وشهادة تشغيل، نحو ثمانية أشهر، نظرا لضخامة المشروع، مقارنة بالمشاريع التي منحت الشهادتين في وقت واحد، والتي وصفت بـ«المشاريع الخفيفة والمحدودة».

وتمنح الرخصة التي أصدرتها أمس هيئة الخطوط الحديدية، الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، تشغيل أربعة قطارات لنقل الفوسفات من حزم الجلاميد إلى ميناء رأس الخير.

ووفقا للمهندس محمد السويكت، محافظ الهيئة المكلف، فإن منح رخصة التشغيل يأتي ضمن ممارسة الهيئة الصلاحيات المخوّلة لها، والمتضمنة تنظيم نشاط النقل بالخطوط الحديدية، والإشراف على سلامة تشغيله، وإصدار التراخيص وشهادات السلامة لمقدمي خدمات النقل بالخطوط الحديدية، ووضع المعايير والشروط الفنية الخاصة باستخدام مرافق الخطوط الحديدية. وقال السويكت إن الترخيص الممنوح لشركة «سار» يمنحها تشغيل أربعة قطارات لنقل الفوسفات على قطار الشمال - الجنوب (خط معادن) من حزم الجلاميد إلى ميناء رأس الخير، بطول 1486 كيلومترا لمسار خط حديدي فردي، مرورا بأماكن التخزين والتحويلات والانعطافات الواقعة على طول المسار.

وبدأ قطار التعدين فعليا في مايو (أيار) من عام 2011، نقل خامات الفوسفات من مناجم حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية إلى مصانع شركة معادن للفوسفات في رأس الخير.

وكانت هيئة الخطوط الحديدية، منحت شركة «سار» في أبريل (نيسان) من عام 2013، شهادة في مجال السلامة، بينما منح شهادة التشغيل، أمس.

وقال مصدر في الهيئة لـ«الشرق الأوسط» إن الفارق الزمني بين الشهادتين كان لضخامة مشروع قطار «سار»، حيث يمتد على 1486 كيلومترا، بينما المشاريع السابقة التي كانت تصدر لها شهادتا سلامة وتشغيل في وقت واحد، كانت صغيرة وتُعدّ من القطارات الخفيفة، حيث سبق لها منح شهادتي السلامة لقطار جامعة الأميرة نورة بالرياض وقطار المشاعر المقدسة.

وقال المصدر الذي فضّل حجب اسمه إن مشروع قطار «سار» ضخم، وكانت الهيئة حريصة على التأكد من توافر معايير السلامة في المحطات والمنعطفات ومناطق التخزين، ومراعاة السلامة على طول الخط الحديدي.

يُشار إلى أن الشهادة الأولى التي حصلت عليها «سار» في أبريل (نيسان) من عام 2013، كانت للتثبّت من سلامة منشآتها وخطوطها الحديدية ومرافق الصيانة. وكان رئيس الهيئة قال حينها إن منح الشهادة يهدف إلى الحفاظ على تحقيق عملية تأمينية كاملة لنقل خامات معدن الفوسفات من منجم حزم الجلاميد (شمال شرقي السعودية) إلى معامل شركة (معادن) في رأس الخير على الخليج العربي، حيث تقوم قطارات الشركة بنقل خمسة ملايين طن سنويا منها.

وتُمنح الرخصة لمدة ثلاث سنوات، تُجدد بعدها بشكل دوري، بعد أن تطمئن هيئة الخطوط الحديدية على مستوى السلامة في المرافق ومستوى الصيانة اللازمة للتشغيل ومستوى الأمان في مرافق المنشآت الخاصة بالقطار.

يُذكر أن شركة «سار» أعلنت، نهاية العام الماضي، إنجاز سكة حديد بطول 600 كيلومتر لربط المناجم في منطقة القصيم بمصانع الألمنيوم على الخليج العربي. واستثمرت الشركة، التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع المالية لوزارة المالية السعودية؛ نحو3.2 مليار دولار (12 مليار ريال).

وستبدأ «سار» التشغيل التجريبي لخط نقل خامات البوكسايت إلى رأس الخير خلال الفترة المقبلة، حيث تعمل الشركة على نقل خمسة ملايين طن من الخامات إلى مصهر الألمنيوم على الخليج العربي.

من جانب آخر، ما زالت هيئة الخطوط الحديدية تدرس منح قطار المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أقدم خط حديدي في السعودية، حيث يعود تاريخه إلى خمسينات القرن الماضي، رخصة سلامة وتشغيل، ويتوقع أن تكون الرخصة الرابعة للقطارات في السعودية من نصيبه.