فريق بحثي: لا تصدعات بعد هزة جازان الأخيرة

إنجاز خريطة تبين تأثيرها ونوعيتها

أحد الباحثين في الفريق العلمي الذي بعثته هيئة المساحة الجيولوجية إلى جازان (واس)
TT

أكد فريق بحثي بهيئة المساحة الجيولوجية، عدم وجود أي تصدعات نتيجة الهزة الأرضية بجازان، حيث نفذ قسم الخرائط الجيولوجية للدرع العربي بالهيئة المساحة الجيولوجية دراسات على الصخور المحيطة بموقع الهزة الأرضية التي حدثت في المنطقة.

ويبعد موقع الهزة الأرضية، بنحو 50 كيلومترا شمال شرقي مدينة جيزان العاصمة الإدارية لمنطقة جازان، ومسافة 20 كيلومترا شمال مدينة صبيا، و13 كيلومترا شرق مدينة بيش، حيث ركّز الفريق بحثه الجيولوجي على نطاق بلغ عشرة كيلومترات من موقع الهزة.

وسعت الدراسات إلى التعرف على التراكيب الصخرية المختلفة ودراسة التراكيب الجيولوجية والتعرف على مدى تأثرها من الهزة الأرضية ورصد التأثيرات ونوعيتها ومن ثم عمل خريطة للمنطقة.

وأكد الفريق أن نتائج الدراسة التي استمرت أربعة أيام لم تثبت وجود أي نوع من التصدعات الحديثة نتيجة الهزة الأرضية أو حتى توسع للتصدعات والشقوق القديمة.

يشار إلى أن معظم الزلازل تحدث لأسباب طبيعية، ويرجع ذلك بحد كبير إلى التأثيرات الحركية (التكتونية) أو إلى غيرها من التأثيرات الجيولوجية، ويمكن كذلك أن تحدث بنسبة قليلة بسبب الأنشطة البشرية.

وتشير الإحصاءات الحالية إلى أن السجلات التاريخية حول الأنشطة الزلزالية غير مكتملة إلى حد كبير، حتى بالنسبة للزلازل التي بلغت قوتها ست درجات أو أكثر من ذلك.

ومن الأحداث الموثقة بشكل جيد وقوع أحد الانفجارات البركانية، أو تدفق الحمم البركانية في حرة رهاط قرب المدينة المنورة في عام 1256 (654هـ)، الذي صاحبه نشاط زلزالي ملحوظ، ولا تزال هذه المنطقة تشهد نشاطا زلزاليا منخفضا حتى الآن.

كما أن الزلازل التي تبلغ قوتها ست درجات وتحدث على طول محور البحر الأحمر، لا يشعر بها أهالي المدن الواقعة على جانبي البحر الأحمر، إلا أنها قد تشكل خطرا محسوسا على البنية التحتية.

وتعتمد دقة مواقع وأعماق البؤر الزلزالية المحددة بأجهزة الرصد الزلزالي على عدد المحطات والمسافة بين الأحداث الزلزالية ومحطات رصدها ومدى التغطية بعدد كاف من المحطات من جميع الجهات، لذا تقوم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بتركيب الكثير من محطات الرصد الزلزالي الجديدة والمجهزة بأحدث المعدات في المملكة، ويجري تحديث البيانات والمعلومات الزلزالية باستمرار.

يعكس النشاط الزلزالي عام 2009 حدوث البؤر الزلزالية في اتجاهات محددة نظرا للتحسن الكبير في دقة المواقع المحددة في السنوات الأخيرة مع ازدياد وتحديث محطات شبكات الرصد الزلزالي في السعودية.

وبصرف النظر عن المستوى المرتفع المتوقع للنشاط الزلزالي على طول حدود الصفيحة الرئيسة، تجدر الإشارة إلى أن هناك نشاطا زلزاليا منخفض المستوى ومستمرا في منطقة الدرع العربي، كما يوجد نشاط زلزالي ملحوظ بمنطقة حرة الشاقة (لونيير)، على بعد نحو 120 كلم إلى الشمال الشرقي من مدينة ينبع.

ومع أنها منطقة نشاط زلزالي مستمر منذ بدأ الرصد الزلزالي عام 2007، فإنها قد تعرضت لنشاط زلزالي ملحوظ في الآونة الخيرة مرتبط بنشاط الجسم الصهاري في النصف العلوي من القشرة الأرضية.

ومنذ أواخر عام 2007 حدثت الكثير من الهزات الأرضية بلغت أكثر من 30 ألف هزة في حرة الشاقة (لونيير)، وهي حقل من الطفوح البركانية البازلتية تابعة للعصر الجيولوجي الهولوسيني، وتقع غرب السعودية شمال شرقي مدينة ينبع.

وحدثت معظم الأنشطة الزلزالية الأخيرة بالقرب من تقاطع القواطع الممتدة على طول ساحل البحر الأحمر (غير نشطة إلى حد كبير) مع أحد الصدوع التحويلية للبحر الأحمر الممتدة داخل ساحل البحر الأحمر، كما تمددت بعض هذه الصدوع التحولية إلى داخل الدرع العربي وتقاطع مع شبكة من صدوع تابعة لعصر ما قبل الكمبري.

وعلى الرغم من أن الكثافة السكانية متناثرة في المنطقة، وأقرب مدينة هي العيص التي تبعد أكثر من 40 كيلومترا من المركز الرئيس للنشاط الزلزالي، فقد أنشئت شبكة محلية صغيرة فيها 12 جهازا لمحطات رصد زلزالي واسعة المدى لقياس الزلازل في المنطقة لرصد النشاط الزلزالي.