شبح السرطان يطارد المواطنين ونسب الإصابات في ارتفاع مستمر

التدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة ونوعية الطعام أبرز مسبباته

TT

أكد مختصون في مرض السرطان أن هناك ارتفاعا كبيرا في نسبة الإصابة بمرض السرطان، خصوصا سرطان القولون بالنسبة للرجال، وسرطان الثدي بالنسبة للنساء، حيث إن الارتفاع في نسبة الإصابات يجعل السعودية مهددة بأن تتنازل عن صدارتها للدول الخليجية من حيث كونها أقل نسبة إصابة بالأمراض السرطانية، حيث إن نسبة السعوديين المصابين بالسرطان لا تزيد على 80 حالة عن كل مائة ألف شخص، فيما تعد النسبة في البحرين مثلا عالية جدا، حيث إن نسبة الإصابات تصل إلى 160 شخصا من كل مائة ألف. وكشفت الدكتورة فاطمة الملحم، رئيسة قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي في مدينة الخبر (شرق السعودية)، والتي تتولى كذلك رئاسة حملة «الشرقية وردية» التي تهتم بفحص السيدات المبكر للكشف عن سرطان الثدي؛ عن أن هناك 52 سيدة في المنطقة الشرقية مما مجموعه 6300 سيدة تم التأكد من إصابتهن بالسرطان خلال الأربع سنوات الأخيرة، وأن معدل الإصابات يتركز عند سن الـ48 بالنسبة للسيدات.

وأشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السيدات في المنطقة الشرقية هن الأكثر عرضة بل إصابة بمرض السرطان، وهذا ما تكشفه الأرقام والإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، وبكون المنطقة الشرقية صناعية فإن هذه النسبة تعد طبيعية، حيث إن السكان في المدن والمناطق الصناعية هم أكثر عرضة للإصابات والأمراض الخطرة، من بينها السرطان، وهذا الأمر موجود على مستوى العالم.

من جانبه، بين الدكتور شوقي بازباشي، عضو اللجنة العلمية في السجل السعودي للأورام والاستشاري في المستشفى التخصصي بمدينة الرياض؛ أن هناك ارتفاعا واضحا، وكل المؤشرات تشير إلى أن هذا الارتفاع متصاعد بشكل خطير جدا، مع أن السعودية تعد من أقل الدول الخليجية أو حتى أقل من أميركا في عدد أو نسب الإصابات بالسرطان، سواء القولون الذي ينتشر في الرجال أكثر، أو الثدي الذي ينتشر بين النساء. وأكد بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، أن نسبة الإصابات بالقولون تصل إلى 12.5 في المائة لمن هم دون الـ40 عاما في السعودية، فيما لا تتجاوز النسبة في أميركا سبعة في المائة، لكن بشكل عام نسبة الإصابات في أميركا هي أكبر في كل الأعمار.

وشدد بازباشي على أن نسبة الإصابة بالسرطان بالوراثة لا تتجاوز 10 في المائة، فيما تكون المسببات الأخرى السمنة وعدم ممارسة الرياضة ونوعية الطعام الذي يجري تناوله، وغيرها من الأمور.

وأشار إلى عدم وجود إحصائيات سعودية منذ عام 2010، حيث كانت آخر إحصائية تشير إلى أن نسبة المصابين بالمرض 13700 حالة، يتجاوز عدد السعوديين منهم 10 آلاف مصاب، لكن هذه النسبة ترتفع بشكل واضح، ويتوجب العمل على مسببات الوقاية من هذا المرض وخفض النسبة.

من جهته، بين الدكتور الحسن النعمي، استشاري الجراحة العامة ورئيس قسم جراحة القولون والمستقيم بأحد المراكز الصحية الخاصة في المنطقة الشرقية؛ أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في ارتفاع سنوي على مستوى المملكة، خصوصا في الأعمار تحت سن 50 عاما بعد أن وصلت الإصابة به إلى خمسة آلاف حالة ما بين 2004 - 2009، متوقعا في الوقت نفسه أن تتضاعف إلى ثلاثة أضعاف خلال خمس سنوات، مشيرا إلى أن الإصابات ارتفعت خلال السنتين الأخيرتين لدى من تقل أعمارهم عن 35 عاما إلى 25 في المائة، وهذا ما يدق ناقوس الخطر ويعزز ضرورة تعزيز البرامج وطرق الوقاية من هذا المرض الذي يعد من أكثر الأمراض خطورة على الإنسان.

وشدد على أن التدخين يمثل أبرز مسببات الإصابة بهذا المرض، وكذلك الجينات الوراثية، مبينا أن نسبة الشفاء من العلاج لأمراض القولون تصل إلى 80 في المائة إذا اكتشفت في مرحلة مبكرة.