حجم سوق الألعاب يبلغ 550 مليون دولار وينمو سبعة في المائة

حب الذكريات وتعذر الرغبة في التغيير يحولان دون الاستغناء عن ألعاب الطفولة

TT

رغم مرور السنين والانتقال من مكان لآخر، فإن حب مرفت السالمي للدمى التي مر عليها أكثر من 39 سنة، لم يمنعها من تخصيص مكان معين في كل مرحلة انتقالية مرت بها طيلة حياتها.

مرفت إحدى السيدات السعوديات التي تعشق إلى حد الجنون ألعابها التي حصلت عليها من أيام الطفولة، ورغم أنها أم لثلاثة أطفال، فإنها حريصة كل الحرص على عدم المساس بالدمى الخاصة بها من قبل أطفالها.

وهي ليست الوحيدة التي تحتفظ بذكريات طفولتها، بل شاركها هذا الأمر هيثم العباسي الذي يبلغ من العمر 49 سنة، والذي ظل محتفظا بطائراته المتعددة الأنواع والتي من أجل إشباعه لهذا الحب اختار أن يعمل في قطاع الطيران، وجمع من خلال سفرياته أكبر كم ممكن من أنواع الطائرات.

هذا النموذج الوفي لألعاب طفولته التي ترى أنها عاشت أحلى الذكريات معها ولا ترغب في التغيير في أسلوب حياتها، لم تكن تستطيع أن تحتفظ بها لو أنها كانت من النوع الرديء من الألعاب أو النوع المقلد، فجميعهم أكدوا أن جودة منتج اللعبة ساهم بشكل كبير في بقائها لعمر طويل.

في هذا الخصوص أوضح صبري الكثيري، الرئيس التنفيذي لشركة مثلث الألعاب، أن السعودية تحتل الحصة الأكبر في العالم في حجم سوق ألعاب الأطفال، والذي قدره بـ550 مليون دولار سنويا، ونسبة النمو فيه تعدت سبعة في المائة، مبينا أن هذه النسبة من أعلى معدلات النمو في العالم، حيث لا تتعدى نسبة نمو هذا القطاع في أوروبا الثلاثة في المائة.

وأرجع الكثيري زيادة نسبة النمو في السعودية إلى زيادة عدد المواليد مقارنة بالدول الأوروبية، وحجم الإنفاق في الأسر التي تحتل حصة ترفيه الأطفال والاعتناء بهم مساحة كبيرة، مبينا أن السعودية والإمارات تتصدر العالم في حجم الإنفاق على الأطفال.

وعن التحديات التي تواجه هذا القطاع في ظل وجود ألعاب مقلدة رخيصة الثمن، أكد الكثيري أن السنوات الخمس الماضية أعطت القنوات الفضائية المستهلكين معلومات وافية عن العلامات الدولية، وخلقت الطلب عليها، إضافة إلى أن نمو استخدام الإنترنت أعطى الأطفال معلومات وافية عن الجديد في العالم، وهذا الأمر وفرته شركة مثلث الألعاب لتمكين الأطفال من الحصول على الألعاب الأصلية من المصادر الحقيقية في السعودية.

وأوضح أن التوعية ونشر ثقافة استخدام المنتجات الأصلية والتعريف بالمخاطر الناجمة عن البضائع المقلدة عبر رسائل إعلانية تلفزيونية رفعت سقف الوعي لدى الأسر والأطفال، إضافة إلى الدور الذي يقوم به أصحاب شركات ألعاب الأطفال مع عملاء التجزئة في توضيح خطورة بيع الألعاب المقلدة ونصحهم بالحرص على عدم المخاطرة بصحة الأطفال.

ورأى أن النمو في فتح مراكز تجارية ومعارض للشركات العالمية في السعودية يساعد في تقليص مساحات وفرص عرض البضائع المقلدة، كما أن تطبيق أنظمة الجودة G - MARK المتعلقة بأنظمة السلامة قلص كميات البضائع المقلدة في السعودية وهذا ما تلتزم به شركته في تطبيق أعلى معايير السلامة الدولية في جميع الألعاب لديها.

ووصف السوق السعودية لألعاب الأطفال بالمتجددة والمتطورة، ذلك من خلال تواجد أهم المنتجات العالمية للأطفال، في محلات التجزئة والمعرفة الواسعة لأهم الألعاب، إلى جانب وجود ثقافة الألعاب الأصلية التي لها دور رئيسي في تنمية ذكاء ومهارات الطفل.

واستخدم الكثيري في منتجات مثلث الألعاب ولأول مرة اللغة العربية في الألعاب الناطقة، وبدأ بها من خلال مجموعة منتجات، ورأى أن السبب في ذلك هو توجه الكثير من العائلات السعودية إلى تعليم أبنائهن اللغة الإنجليزية وعدم الاهتمام باللغة الأم، وأن وجود لغتين في الألعاب الناطقة إحداهما اللغة العربية ستعزز اللغة واستخدامها.

وأوضح أن عالم الألعاب يحمل الكثير من الثقافات التي حول العالم، وأن السوق الخليجية والسعودية تحديدا لا يجب أن توجد فيها كل ما يوجد في الخارج، مبينا أن العادات والثقافة العربية تتطلب جلب أنواع معينة من الألعاب وبمواصفات خاصة وأن هذا الأمر يتم بالتفاهم مع الشركات المصنعة.

وبين أن شرط الاستمرار والنجاح في هذا القطاع هو المنظومة اللوجستية والاعتماد على فكرة يتم توحيدها على جميع الدول التي يتم التعامل معها، إضافة إلى الاحتفاظ بالهوية العربية وتقديم المنتج المناسب للثقافة العربية وعدم مجاراة التقليعات والأفكار غير المناسبة لمجتمعنا العربي.