ثلاث ساعات يوميا معدل ما تقضيه 45 في المائة من الجامعيات على الشبكات الاجتماعية

باحثة سعودية أكدت في دراسة أكاديمية أن قضاء وقت الفراغ يتصدر قائمة الدوافع

تؤكد الدراسة أن شبكات التواصل ساعدت في الانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من الخبرات ونشر المعرفة («الشرق الأوسط»)
TT

قدرت دراسة سعودية حديثة أن نحو 45 في المائة من الجامعيات في السعودية يتابعن شبكات التواصل الاجتماعي بصورة يومية ومكثفة، بمعدل يتراوح بين ساعة وثلاث ساعات، في حين تصدر موقع «يوتيوب» قائمة أعلى الشبكات الاجتماعية تفضيلا لدى السعوديات بنسبة 95 في المائة، يليه «تويتر» بنسبة 88 في المائة، ثم «فيسبوك» بنسبة 46.4 في المائة.

ووفقا للدراسة (التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة خاصة منها)، فإن 45 في المائة من الطالبات الجامعيات يفضلن الاعتماد على الهواتف الذكية أثناء متابعتهن شبكات التواصل الاجتماعية، يليها الحاسب المحمول بنسبة 28 في المائة، ثم الحاسب اللوحي بنسبة 23 في المائة، بينما الحاسب الآلي المكتبي يعتمدن عليه بنسبة خمسة في المائة فقط.

وجاءت نتائج هذه الدراسة بعنوان «اتجاهات طالبات جامعة الملك سعود نحو شبكات التواصل الاجتماعي»، للباحثة أسماء الذيب، التي حصلت بموجبها على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الملك سعود بالرياض، قبل أيام قليلة، في حين ركزت خلالها على معرفة اتجاهات الطالبات الجامعيات نحو شبكات التواصل الاجتماعي الثلاث (تويتر - يوتيوب - فيسبوك).

من جهة ثانية، كشفت الدراسة عن أن قضاء وقت الفراغ هو أكثر الدوافع لاستخدام الشبكات الاجتماعية لدى الطالبات الجامعيات بنسبة 63.6 في المائة، يلي ذلك دافع البحث عن التسلية والترفيه، ثم الاطلاع على ثقافات مختلفة، في حين أكدت الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي تحقق إشباعات لا تحققها الوسائل الإعلامية التقليدية.

وأظهرت الدراسة أن «لاستخدام الشبكات الاجتماعية تأثيرات على الطالبات الجامعيات، تمثلت أهمها في كونهن يتحاورن مع الأصدقاء أو الزملاء حول ما قدمته الشبكات من معلومات عن الموضوعات المطروحة، ويسعين للتعرف على المزيد حول الموضوعات من خلال القراءة أو الاطلاع أو متابعة وسيلة اتصال أخرى، ويتناقشن مع الأهل حول ما طرحته الشبكات من المعلومات».

وأوضحت الدراسة كذلك أن «الطالبات الجامعيات يرين أن الشبكات الاجتماعية تحظى بقدر كبير من المتابعة، وأنها تساعد في استغلال وقت الفراغ، وتسهم في التسلية والترفيه والاطلاع على الموضوعات المختلفة، وأيضا يرين أن الشبكات الاجتماعية ضرورة ووسيلة عصرية لا غنى عنها، وأنها أسهمت في اختيار الموضوعات التي تناسبهن وكن بحاجة لها، وكذلك يرين أن الشبكات الاجتماعية تساعد في تغيير الاتجاهات نحو القضايا».

وحول ذلك، تتحدث الباحثة أسماء الذيب لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «اعتمدت المنهج المسحي بشقه الوصفي، وطبقت على عينة عنقودية مكونة من 483 مفردة (طالبة) من طالبات مرحلة البكالوريوس بجامعة الملك سعود في الرياض، وجرى جمع المعلومات عن طريق أداة الاستبانة التي روعي في تصميمها أن تقدم إجابات شاملة لتساؤلات البحث».

وعن نتائج الدراسة، تقول الذيب: «إن وجهة نظر الطالبة الجامعية نحو إيجابيات الشبكات الاجتماعية، تمثلت بعضها في كونها تساعد في الانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من خبراتهم ونشر المعرفة في الوطن العربي وتعزيز القيم الإسلامية والوطنية للمستخدمين، بينما السلبيات من وجهة نظرهن تمثلت بكونها تسهم في نقل ثقافات غربية إلى مجتمعنا، وتساعد على عدم قضاء الوقت الكافي في الجلوس مع الأسرة، وعلى تقلص العلاقات المباشرة بين الأصدقاء والأسرة».

وبناء على هذه النتائج، خرجت الدراسة بالكثير من التوصيات، من أبرزها التوصية بإجراء بحوث متعلقة بمشاركات المرأة في الشبكات الاجتماعية، وعدم قصر الدراسات على كونها مستهلكة للمحتوى، إلى جانب ضرورة تشجيع الآباء والأمهات على استخدام مختلف الشبكات الاجتماعية ومشاركة أبنائهم موضوعاتها.

تجدر الإشارة إلى أن نتائج هذه الدراسة تنسجم مع الأرقام الحديثة التي توضح تنامي انتشار شبكات التواصل الاجتماعي لدى المستخدم السعودي من الجنسين، ذكورا وإناثا، من ذلك الإحصائية الأخيرة التي نشرتها شركة «ذا أونلاين بروجيكت»، التي تظهر أن هناك 7.8 مليون مستخدم سعودي لـ«الفيسبوك»، ومعدل عدد المشاهدات لقناة «اليوتيوب» هو 33.5 مليون مشاهدة، أما «كييك» فمعدل المشاهدات هو 20.4 مليون مشاهدة، كما قدر معدل المشتركين بقناة «اليوتيوب» بنحو 264 ألف مشترك، ومعدل المشتركين بقناة «الكييك» بنحو 125 ألف مشترك، ومعدل المتابعين بنحو 400 ألف متابع.

وتفوقت السعودية كذلك، وفق الدراسة التي أجراها قسم الإحصاءات في موقع «بيزنس إنسايدر»، على دول مثل الولايات المتحدة، التي بلغت نسبة مستخدمي «تويتر» فيها 23 في المائة من مستخدمي الإنترنت، والصين التي بلغت النسبة فيها نحو 19 في المائة فقط، وبلغ عدد مستخدمي «تويتر» في السعودية - وفق الدراسة - 4.8 مليون مستخدم، بما يعادل نسبة 41 في المائة من مجمل عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام في السعودية.