وزير الصحة المكلف: لن ندخر جهدا لمكافحة «كورونا».. والإبل أحد ناقلي الفيروس

السعودية تطالب السفارات باشتراطات صحية للقادمين وتحذر المسنين من حج هذا العام

اتخذت السعودية إجراءات مختلفة خلال الأيام العشرة الأخيرة لمحاصرة «كورونا»، منها تحديد أربعة مستشفيات متخصصة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه عن وجود دليل قوي ومتزايد من أن الإبل هي أحد المصادر الحاضنة لفيروس «كورونا»، وأن لجنة الخبراء التي استقبلتها وزارته من كل دول العالم والمباحثات التي دارت على مدار يومين، أوصت بتوخي الحذر من التعامل مع الإبل، خصوصا المصابة من خلال أخذ الاحتياطات وارتداء الأقنعة والألبسة الواقية، مشيرا أن العلماء ما زالوا يواصلون بحثهم لمعرفة إمكانية وجود حيوانات أخرى حاضنة للفيروس كالقوارض ونحوها.

وبيّن فقيه خلال مؤتمر صحافي أمس أن وزارته لن تدخر جهدا أو وسيلة لتوفير كل ما يلزم لمكافحة هذا الفيروس، مشيرا إلى أنها استقبلت وفدا من منظمة الصحة العالمية وعلماء وخبراء في الفيروسات للمشاركة في صياغة سياسة التعامل مع الفيروس لتعزيز المعرفة والتحديات التي تواجه وزارة الصحة، وتشكيل مجلس طبي استشاري يضم نخبة من خبراء الرعاية الصحية والأطباء المختصين في الأمراض المعدية، لاحتواء فيروس «كورونا»، وإنشاء غرفة عمليات لمواجهة الفيروس تعمل على مدار الساعة.

وحذر فقيه من هم فوق 60 عاما من حج هذا العام، مؤكدا مخاطبة وزارته للسفارات والقنصليات كافة بأن يقتصر حج وعمرة هذا العام على الأصحاء من غير كبار السن، إضافة إلى إرسال شروط صحية للقادمين من وإلى الحج والعمرة لمواجهة «كورونا».

وحذر فقيه على أن الوزارة لن تسمح بترويج الأفكار غير المستندة على أساس علمي لإثارة الخوف في المجتمع، مؤكدا أن وزارته قامت باستقطاب خبراء ومختصين على أفضل المستويات العالمية محليا ودوليا وتشكيل مجلس استشاري من أساتذة جامعات، لاستشارتهم وتطوير أداء وزارة الصحة، ومراجعة كل صغيرة وكبيرة وتحسين الجودة.

أمام هذا الأمر أكدت وزارة الصحة من خلال موقعها الرسمي عبر الإنترنت إصابة 345 بفيروس «كورونا» ووفاة 105 على مستوى المملكة، ومن بين الحالات المصابة بالفيروس الذي لم يوجد له علاج حتى الآن، سجلت الوزارة إصابة ست حالات بالأمس في الرياض وتبوك ومكة وجدة، ووفاة ثلاث حالات لمرضى كانوا مسجلين مسبقا، جميعهم من مدينة الرياض.

من جهة أخرى وبناء على توصية من اللجنة الاستشارية المشكلة من وزارة الصحة لمتابعة تطورات فيروس «كورونا» المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية أرسلت الهيئة السعودية للتخصصات العلمية تعميماً، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، لجميع مديري البرامج في المراكز التدريبية، تطلب فيه «وقف دوران المتدربين بين المراكز التدريبية في مدينة جدة لمدة شهر، على أن يجري إخطارهم بالسماح بعودة سير العملية التدريبية بعد ذلك حسب المتبع نظاما».

وعلى صعيد آخر، تسبب تخوف المجتمع في السعودية من «كورونا» إلى انطلاق عدد من الحملات التوعوية، منها حملة «سنهزم (كورونا) بالتوعية» تشكلت من عدد من الأطباء والمختصين في المختبرات وقطاع الدواء وأساتذة جامعات، تهدف إلى توعية وتثقيف جميع شرائح المجتمع عن الاحتياطات والإجراءات الواجب اتخاذها لمكافحة العدوى والتقليل من انتشار الأمراض المعدية في المدارس والجامعات، والمستشفيات ومراكز الأحياء، ومخاطبة المسؤولين في الوزارتين، الصحة والتعليم، والتعاون معهم لتحقيق الأهداف المنشودة.

وأكد القائمون على هذه الحملة أن ما يقومون به هو جهد تطوعي وخدمة للمجتمع وجهد المقل للوطن العظيم الذي بذل الغالي والنفيس لهم ولأبنائهم، وأن هذا الحراك لا يتعارض مع الجهود التي تقوم بها الوزارات الحكومية ذات العلاقة، بل هي مكملة وداعمة لها لمكافحة إنفلونزا «كورونا» وصولا إلى بيئة صحية خالية من الأمراض الوبائية.