تكلفة علاج البدانة في السعودية تقدر بـ500 مليون ريال سنويا

جمعية السكر تعلن إنهاء دراسة مشروع «المدرسة الصحية»

نسبة السمنة بين أطفال المملكة وصلت إلى 14 في المائة والمدارس تتحمل جزءا من مسؤولية الوقاية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن أمين عام جمعية السكر الدكتور كامل سلامة أن الجمعية أنهت دراسة مشروع «المدرسة الصحية» لتعزيز صحة الطلاب والطالبات والهيئات التدريسية، ويهدف المشروع إلى جعل المدارس بؤرا للتثقيف الصحي للطلاب والطالبات والهيئات التدريسية ولجان الآباء والأمهات، وهو المشروع الذي يحفز المدارس لأخذ خطوات عملية بهذا الاتجاه، مثل القيام بقياس أوزان وأطوال الطلاب والطالبات ومعرفة منحنى نموهم، ثم قياس مستويات سكر الدم وضغط الدم للذين يعانون السمنة، وتشجيع الطلاب والطالبات على تناول الإفطار الصحي في المنزل قبل التوجه للمدرسة، وإدخال الكثير من الأغذية الصحية في مقاصف المدارس، وتشجيع ممارسة التمارين الرياضية أثناء وبعد اليوم الدراسي، وإدخال الإرشادات الصحية والغذائية في المنهج، ويشمل البرنامج تبني الهيئات التدريسية للسلوكيات الصحية ومحاربة السمنة والسكري لديهم، وأخذهم نماذج صحية يحتذي بها الطلاب والطالبات.

وكشف الأمين في الوقت نفسه عن أن إحصائية علاج البدناء في المملكة أظهرت أن العلاج يكلف أكثر من 500 مليون ريال سنويا بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر زيادة الوزن، ولعل أكثرها مرض السكر الذي ينتشر بشكل كبير بين البدناء.

وكان نحو 800 طالب بإحدى أكبر المدارس الثانوية بمحافظة الأحساء، خضعوا لسلسلة من اختبارات السكر والسمنة وقياس كتلة الجسم وضغط الدم قامت بها جمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية، وسجلت نتائج هذه الاختبارات وجود اثنين في المائة من نسبة الطلاب مصابين بالسكر لم يجر اكتشافه، ووجدت نسبة ارتفاع السكر عند بعض الطلبة، وسيجري تحويلهم للمستشفيات لمتابعة حالتهم.

وبالعودة إلى حديث الدكتور سلامة الذي أوضح أن هذه الاختبارات جاءت من قبل جمعية السكر بعدما وقعت مذكرة تفاهم مع إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية للكشف عن «السكر - السمنة» على طلاب المدارس بالمنطقة والمحافظات التابعة لها، وأتى هذا التحرك بعدما وصلت نسبة السمنة بين أطفال المملكة إلى 14 في المائة ونسبة السمنة بين الرجال 35 في المائة ولدى النساء 50 في المائة.

وعدد سلامة أهم أسباب السمنة حيث يأتي في مقدمتها الإفراط في الأكل وخاصة الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأكل بين الوجبات وقلة الحركة، محذرا من بعض الأكلات التي تقدم في المقاصف المدرسية التي تحتوي على كمية عالية من الدهون، مثل الشوكولاته والبطاطس (الشيبس) والمشروبات الغازية.

من جانبه، أشار رئيس لجنة التثقيف الصحي الدكتور باسم فوتا إلى أن منهاج التغذية الصحي للطلاب والطالبات قابل للتطبيق ويعلمهم أهمية التغذية وكيفية إجراء التسوق الصحي واختيار الطعام المتوازن، إلى جانب قراءة ملصق المعلومات الغذائية، وقال إن البرنامج يتكون من عدة حلقات يتعرف الطالب والطالبة من خلالها على العادات الغذائية السليمة وكيف يقلل من تناول الملح والدهون المشبعة والعصائر والمشروبات المحلاة والحلويات والفطائر والمعجنات الدسمة والشحوم الحيوانية، بالإضافة إلى تناول الأغذية الغنية بالألياف الغذائية والخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم والخالية الدسم وبعض الاستبدالات الصحية للأطعمة.

ولفت إلى أن هذا البرنامج يأتي استكمالا لجهود الجمعية مع إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية للمدارس ويستكمل في الجامعات في العام الدراسي المقبل، ويهدف إلى الاستثمار في صحة الجيل القادم وجيل الشباب الذين هم مستقبل المملكة، وسيعزز المشروع بإنشاء الوحدة التثقيفية الصحية المتنقلة للجمعية في هذا العام والتي تضم معرضا صحيا مستقلا.