كشف المهندس محمد السويكت، الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن خطة المؤسسة للتشغيل التجريبي لقطار الحرمين الكهربائي السريع في مارس (آذار) من عام 2015، لافتا إلى أن 12 مقاولا يعملون بشكل تكاملي وفي مواقع متعددة لتشغيل أول قطار كهربائي سريع في منطقة الشرق الأوسط.
وقال السويكت إن المؤسسة تعمل على الانتهاء من الخط الحديدي الرابط بين المدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ، للبدء في التشغيل التجريبي للقطار الكهربائي، بحد أقصى نهاية الربع الأول من العام المقبل. وستبدأ المؤسسة بتشغيل قطار واحد من أصل 35 قطارا كهربائيا سيجري تشغيلها عند اكتمال الخط الحديدي، وبدء التشغيل الفعلي لقطار الحرمين السريع.
ويبلغ طول الخط الحديدي بين المدينة المنورة ومحطة القطار في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمحافظة رابع 290 كيلومترا. وأضاف المهندس السويكت، الذي أنهى زيارة للمشروع، أن لدى المؤسسة 12 مقاولا مع الشركات الإسبانية التي تتولى تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين في مختلف مناطق الخط الرابط بين المدينة المنورة والمدينة الاقتصادية في رابغ. وقال إن بعض المواقع في الخط الحديدي الآن جاهزة كهربائيا، وسيكتمل الخط الحديدي في الموعد المحدد لبدء التجارب العملية على القطار الكهربائي.
وبين أن تشغيل خط المدينة رابغ سيستمر لفترة أطول حتى يكتمل باقي الخط الحديدي للربط مع مكة المكرمة ومدينة جدة، للتأكد من ملاءمة القطارات للظروف المناخية السعودية. وقال السويكت «سيبدأ التشغيل التجريبي للقطار في فترة تبدأ فيها الظروف المناخية في التحول إلى الحرارة، وتبدأ فيها التقلبات الجوية، لمراقبة كل ذلك ومدى تأثيره على التشغيل الفعلي للقطارات الكهربائية في السعودية».
ومن المرتقب أن تسلم المؤسسة الخط الحديدي بين المدينة المنورة ومحافظة رابغ بحد أقصى نهاية يونيو (حزيران) المقبل، وسيجري خلال الأيام المقبلة تسليم 95 كيلومترا، فيما جرى تسليم مائة كيلومتر في مرحلة سابقة، في الوقت الذي ترنو فيه المؤسسة لتسليم باقي الخط الحديدي قبل نهاية شهر يونيو. وأوضح المهندس محمد السويكت أن العمل في مشروع قطار الحرمين السريع يسير بخطى حثيثة، مؤكدا حرص المؤسسة على إنجاز كل الأعمال المرتبطة بالمشروع وفق برنامجها الزمني ونسب الإنجاز المحددة.
وأنهى السويكت جولة الميدانية على مواقع المشروع، حيث أكد أن تقدما ملحوظا طرأ على أعمال إنشاء المحطات وتنفيذ الأعمال المدنية والمنشآت الأخرى على امتداد مسار الخط الحديدي، خصوصا في المنطقتين الرابعة والخامسة الواقعتين بين المدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ.
وكان الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية زار مشروع قطار الحرمين بدءا من محطة المدينة المنورة التي عقد فيها عددا من الاجتماعات مع مقاولي المشروع والاستشاريين لاستعراض ما جرى إنجازه من أعمال في المحطة، ووقف خلالها على الأعمال الإنشائية والكهربائية والميكانيكية المنجزة، والخطط المرسومة للانتهاء من باقي الأعمال وفق خطة العمل الشاملة للمشروع. ووقف خلال جولة ميدانية على امتداد المسار ابتداء من المدينة المنورة مرورا بعدد من مواقع العمل على موقع ورشة صيانة القطارات في المدينة المنورة، واطمأن إلى الانتهاء من إنجاز أعمال المرحلة الأولى من بناء الورشة المتمثلة في تسوية الموقع وتهيئته للبدء في أعمال الإنشاء والتشييد.
كما وقف رئيس المؤسسة على موقع ورش الخط الحديدي، وتفقد عددا من أعمال بناء الخط، حيث يجري تصنيع الوسائد الخرسانية وتجميع القضبان ونقلها لتثبيتها على المسار. واستمرت الجولة حتى محطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ بهدف الاطمئنان على مدى جاهزية مقاول المرحلة الثانية.
وأكد السويكت على حرص المؤسسة ووزارة النقل على إنجاز كل مراحل المشروع الذي يعد الأول من نوعه على مستوى السعودية بِجودة عالية، وبذل كل الجهود، وتقديم كل ما يمكن لتيسير السبل لقاصدي الحرمين الشريفين، من بينها توفير وسيلة نقل آمنة وسريعة تسهم في تنقل الحجاج والزائرين بين المدينتين المقدستين في ظروف آمنة وميسرة باستخدام أحدث التقنيات العالمية.