تسعة عقود لرواد الأعمال يمولها «بنك التسليف» بأكثر من 15 مليون ريال

الجبرين: بعض مشاريع المخترعين يصعب تحويلها لمنتج تجاري

جانب من حفل توقيع عقود التمويل التي أبرمها بنك التسليف مع رواد أعمال («الشرق الأوسط»)
TT

يواجه برنامج «مسار الاختراع»، التابع للبنك السعودي للتسليف والادخار، إشكاليات تكمن في أن أغلب الاختراعات المتقدمة للبنك، يصعب تحويلها إلى منتج تجاري يمكّن صاحبه من تحصيل الربح، مما يدفع اللجنة المختصة في البنك لرفض مثل هذا النوع من المشاريع، وفقا لتصريحات أحمد الجبرين، وهو المتحدث الرسمي للبنك.

ويمنح البنك تمويلا لأصحاب المشاريع الريادية يصل إلى أربعة ملايين ريال، كحد أعلى.

وعلى الرغم من حرص البنك على دعم المخترعين والمبتكرين، وتمويل الكثير من المشاريع التي تقدمت، بعد عرض فكرة المشروع على لجان مختصة، فإن الجبرين قال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «البنك يطمح بتمويل الكثير من هذا النوع من المشاريع، التي يحتاجها سوق العمل وتكون صالحة لتحويلها لمنتج يفيد السوق، ويدر الربح على صاحبه».

وأكد الجبرين أن نسبة المشاريع الريادية في الثلاث سنوات الأخيرة التي مولها بنك التسليف في تصاعد ملحوظ، مرجعا ذلك لزيادة الوعي بين الشباب والفتيات في أن استقلالهم يأتي من خلال امتلاك مشاريعهم الخاصة، إضافة إلى البرامج الميسرة التي يقدمها بنك التسليف.

أمام هذا الأمر وقع تسعة رياديين عقود تمويلية لمشاريع ريادية مع البنك السعودي للتسليف والادخار، في إطار جهود البنك من دعم وتمويل ورعاية للمشاريع الصغيرة والناشئة ضمن برنامج «مسارات»، وتحديدا في مسار التميز، بقيمة فاقت الـ15 مليون ريال.

وأوضح الجبرين أن إجمالي مبالغ العقود التي وُقّعت بلغ 15 مليونا و579 ألفا و254 ريالا، استفاد منها تسعة رياديين في عدد من مناطق المملكة كالرياض ومكة المكرمة ونجران والخرج وعفيف وجدة وحريملاء والجوف، ليصبح مجموع ما جرى التوقيع معه منذ بداية العام الهجري الحالي (1435هـ) وحتى الآن 105 مشاريع، بقيمة 161 مليونا و161 ألفا و447 ريالا، وذلك بعد اجتيازهم فحص المرحلة الائتمانية واستيفاء كل المتطلبات المطلوبة للتمويل، وانتهائهم من إجراء المقابلات الشخصية.

وأكد حرص البنك على دعم الشباب الذين يمتلكون العزيمة والجدية في ممارسة العمل الحر، واكتشاف السمات الريادية لدى المتقدمين ومدى انسجامها مع أفكار مشاريعهم، من خلال المقابلات الشخصية التي يجريها معهم، مما يقلل نسبة تعثر المشروع أو فشله.

وبيّن أن البنك كان قد حدد لقاءات مع الرياديين من قبل عدد من الإدارات المعنية بقطاع المنشآت الصغيرة والناشئة، ليقدموا لهم شرحا وافيا من كل إدارة حول أبرز النواحي التي يلزم مراعاتها في جميع مراحل المشروع، والإجابة عن تساؤلات العملاء وتزويدهم بالأرقام والبريد الإلكتروني لإرشادهم، وتقديم الاستشارات لهم.

وعن انطباعات الرياديين عقب توقيع اعتماد تمويلهم، ذكر الدكتور عيسى الخثيمي وهو صاحب مشروع مجمع عيادات طبية في مدينة الخرج، أن تخصصه في المجال الطبي هو ما دعاه للتقدم لبنك التسليف للحصول على الدعم، ورغبة منه في تقديم خدمة طبية راقية لمجتمعه.

في حين بيّن مانع آل منصور وهو صاحب مصنع رواصف البناء للمنتجات الإسمنتية من منطقة نجران أن سبب اختياره لهذا المشروع يتمثل في حاجة المنطقة التي تمر بتنمية عمرانية واسعة ولخلو المنطقة من مصانع مثيلة، مضيفا أنه يسعى لإنجاح مشروعه وتطويره وإضافة خطوط إنتاج تساعد على تلبية احتياجات المنطقة.

وعدّ لافي الحربي، وهو صاحب مشروع مرساة الجزيرة لتدوير الإطارات في الرياض، مشروعه، صديقا للبيئة، حيث يعيد تدوير الإطارات التالفة، التي لم تعد ذات نفع، وتحويلها إلى مكونات يستفاد منها في مشاريع أخرى، ولكون مثل هذه المشاريع تعد قلة في وطننا، إضافة لحفاظها على البيئة.