السفير الإندونيسي في الرياض: ملف استقدام العمالة يخضع حاليا للتباحث

عبد الرحمن فاخر: المسؤولون في البلدين بصدد رسم خارطة طريق لتعزيز التعاون

عبد الرحمن فاخر سفير إندونيسيا في الرياض
TT

أكد السفير الإندونيسي في الرياض خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادة بلاده على تواصل مستمر مع الجانب السعودي، لبحث كيفية رسم خارطة طريق لتعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة.

ولفت إلى مباحثات جارية بين الطرفين لاكتشاف الإمكانات التي يتمتع بها البلدان، بوصفهما عضوين في مجموعة العشرين، مبينا أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود الثنائية، ومشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة لتشكيل مجلس أعمال مشترك لتفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين.

وأقر عبد الرحمن فاخر سفير إندونيسيا في الرياض، في الوقت نفسه بوجود عراقيل تتعلق باستئناف السعودية استقدام العمالة الإندونيسية، عقب اتخاذ وزارة العمل بالمملكة قرارا بإيقاف استقدام عمالة من بلاده على أثر اشتراطها رفع سقف أجر الفرد إلى 1900 ريال (506 دولارات).

وأوضح أن هذه القضية في أيدي المسؤولين في البلدين، مبينا أنها تحتاج لمزيد من التباحث والتفكير حول تفاصيل طبيعة عقد العمل واشتراطاته، من حيث الأجر وساعات العمل والتقاضي وغيرها، باعتبار أنها تمثل المبادئ التي تعمل وفقها، متطلعا لزيارة وفد سعودي رفيع لبلاده، لدفع العلاقات الثنائية نحو مزيد من التطور لمصلحة الشعبين.

جاء ذلك، لدى زيارة فاخر ووفد من السفارة الإندونيسية لمكاتب «الشرق الأوسط»، أمس بالرياض، مؤكدا أن المشكلات العالقة بشأن استقدام العمالة الإندونيسية، وحيثيات قرار وزارة العمل السعودية، على طاولة المباحثات المستمرة لدى الجانبين، مؤملا الوصول فيها إلى حلول نهائية.

ونوه بأن قضية العمالة المنزلية في الوقت الراهن تلفت نظر شعبي البلدين، مبينا احترام بلاده للسياسة التي تتخذها السعودية من حيث التدابير المتعلقة بتحسين النظام والإجراءات والآلية التي تحكم العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال. وأفاد فاخر بأن الجانبين يتفحصان حاليا فحوى الاتفاقية المتعلقة بتنظيم العمل والعمالة، من حيث العقد والآلية التي يعمل وفقها، مشيرا إلى أن بلاده تنظر إلى أبعد من ذلك، بالنظر إلى تخطيط السعودية لإطلاق ست مناطق اقتصادية في مناطق مختلفة، كفرص كبيرة للتوسع في التعاون الثنائي.

وأوضح أن علاقة بلاده متنامية مع السعودية على كل الصعد سياسيا واقتصاديا، مبينا أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 8.2 مليار دولار حتى عام 2013. نصيب حجم صادرات المملكة منها خمسة مليارات، يستحوذ النفط على نصيب الأسد منها، مشيرا إلى نمو التجارة بنسبة 18.4 في المائة عن عام 2012.

وتوقع إنفاذ المشاريع المشتركة بين شركة أرامكو السعودية، وشركة برتامينا الوطنية للبترول في المصافي والبتروكيماويات وغيرها من المشاريع الصحية والاتصالات، مشيرا إلى أن حجم استثمارات المملكة في إندونيسيا منذ عام 1967 وحتى 2012 بلغت 8.6 مليار دولار، مؤكدا أنها لا تعبر عن حجم العلاقات الثنائية.

من جهة أخرى، توقع فاخر أن تفتح أبواب أخرى من التعاون المشترك فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، مبينا أن الإسلام السياسي يحتاج لتنقية من الشوائب خاصة لدى الجهلاء من الإندونيسيين.

وشدد على رغبة بلاده في الاستعانة بالعلماء السعوديين للعمل جنبا إلى جنب مع نظرائهم هناك، خاصة أن بلاده تحتضن أكثر من ستة إلى ثمانية في المائة من حجم المسلمين في العالم، مشيرا إلى أن هناك دعاة قدموا من الجزيرة العربية، منذ القرن الأول الهجري والقرن السابع الميلادي.

وقال السفير الإندونيسي: «ولذلك من الطبيعي أن تكون السعودية مقصدنا لـ85 في المائة من شعبي، حيث زار 900 ألف إندونيسي مناسك الحج والعمرة، وأتوقع أن يبلغ عدد الحجاج 200 ألف، وعدد الزائرين سبعة آلاف في ظل تصريحات وزارة الصحة السعودية بتخفيض حصتنا لهذا العام».

وتوقع أن يزداد عدد القاصدين الزيارة العام المقبل إلى أكثر من 800 ألف، مؤكدا أن هناك تعاونا كبيرا بين البلدين، يشمل الدفاع والتعليم والشباب والرياضة والعلوم والتقنية.