السعوديون يصومون 15 ساعة مطلع رمضان المقبل

نهار الشهر الكريم يبلغ مداه وسط ارتفاع درجات الحرارة

TT

يتأهب السعوديون خلال شهر رمضان المقبل لصيام أطول نهار في أيام السنة بالسعودية، بواقع 15 ساعة، تحديدا في أول يوم من أيام الشهر، وسط ارتفاع درجات الحرارة لملامسة الخمسين درجة مئوية.

ووفقا لمختصين في مجال الأرصاد والفلك، فإن شهر رمضان المقبل سيكون فترة لأطول نهار تشهده البلاد خلال هذا العام وأعلى درجة حرارة متوقعة، حيث سيبدأ نهار مطلع رمضان المبارك في الساعة الثالثة وست وثلاثين دقيقة، فيما ستكون لحظة الغروب الرسمية عند السادسة وسبع وأربعين دقيقة مساء، وهو ما يعني صيام قرابة 15 ساعة.

وهنا، يوضح عبد الرزاق البلوشي وهو عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمشرف على موقع الوكالة العربية لأخبار الفلك والفضاء، أن اليوم الرسمي المعتمد كأطول يوم هو في 21 يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما يقرب من تاريخ أطول نهار تشهده البلاد مطلع رمضان المقبل.

وبرر البلوشي هذه الظاهرة باعتبارها ما يطلق عليه في أدبيات الفلك بـ«يوم الانقلاب الصيفي»، ويعد أطول بقاء للنهار في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، موضحا في الوقت ذاته أن مواقيت الأذان المرصودة في تقاويم أوقات الإمساك المعتمدة دقيقة لالتزامها بحركة الشمس والوقت الذي تصل فيه إلى نقطة الزوال بدقة متناهية، معتمدين فيها على حسابات فلكية.

وأبان البلوشي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن شهر رمضان يتداخل مع شهور السنة الميلادية، حيث يعتمد في قياس حقبته الزمنية على العامل القمري، مما يجعل إبحار هذا الشهر الكريم على امتداد فصول السنة الميلادية الأربعة، الأمر الذي يبرر تنقل رمضان في الصيف والربيع والشتاء والخريف (جميع الدورات الزمنية).

ولفت البلوشي إلى أن الشهر الميلادي مرشح لدخول الدورات الزمنية كافة في السنة الميلادية، في مدة زمنية تقارب كل ثلاثين عاما، أي أن الشهر الهجري يبحر في الشهر الميلادي في مدة ثلاث سنوات تقريبا.

ويضيف عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أن ذلك يأتي نتيجة تحرك نقطة الشروق وتزحزحها للشمال كما وقع الشهر الماضي، وتحديدا في يوم 28 مايو (أيار)، حينما تعامدت الشمس فوق الكعبة، مفيدا بأن نقطة الشروق تستمر في الزحف باتجاه الشمال في أوقات زمنية تصنف على أنها أيام توصف بـ(انقلابات زمنية)، وكذلك بـ(اعتدالات زمنية)، معلنة عن انفساخ فصل ودخول فصل جديد.

أمام ذلك، يلفت حسين القحطاني، وهو المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة لهيئة الأرصاد السعودية، إلى أن طول اليوم سيتزامن مع درجات حرارة عالية مرشحة أن تبلغ في بعض مناطق السعودية كالشرقية وتحديدا في الأحساء والظهران، قرابة الخمسين درجة مئوية، وفقا للتقديرات، مفيدا بأن درجات الحرارة ستستمر في اشتدادها حتى أغسطس (آب).

وأبان القحطاني أن العمل جار حاليا لدى «هيئة الأرصاد» لاستمرار قياس درجات الحرارة تجهيزا لتقرير أوضاع الأرصاد خلال رمضان، مشيرا إلى أن المعايير التي تنتهجها الهيئة لقياس الأرصاد تعتمد على المعايير الدولية التي من بينها (درجة الحرارة في الظل)، التي تعتمدها منظمة الأرصاد الدولية في قياس حرارة الأجواء.