انتقاد التشهير بالمدخنين في جامعة سعودية

رأوا المناصحة والحسم من المكافأة أنجع طرق المعالجة

TT

بينما أصدرت إحدى الجامعات في السعودية قرارا بالتشهير بالمدخنين، والحرمان من الدراسة لمدة فصل دراسي جامعي، أبدت جمعية سعودية تحفظها على إيقاع عقوبة التشهير باسم الطلبة، مؤكدة أن أسلوب المناصحة والحسم من المكافأة هو السبيل الأمثل لمعالجة ظاهرة التدخين في الجامعات.

وكانت اللجنة الدائمة للتوجيه والإرشاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قد أصدرت قواعد إجراءات التعامل مع المدخنين في الجامعة، بحيث يعاقب الطلاب في حال ضبطه بالمرة الأولى بثلاثة إجراءات تبدأ بمناصحته، وأخذ تعهد عليه بعدم التكرار من خلال نموذج مرفق، وانتهاء بإحالته إلى عيادة التدخين، وإحضاره لما يثبت مراجعته.

وأفادت بأنه في حال كرر الطالب التدخين للمرة الثانية فإنه يتم حسم خمسين في المائة من مكافأة شهر واحد منه، وإعلان اسمه في لوحات الإعلانات بالكلية، ويكون الإعلام بالاسم الصريح أو بالرمز أو بالرقم الجامعي، حسب ما تراه الكلية، موضحة أنه في حال تكرار المخالفة من الطالب للمرة الثالثة فإنه يفصل من الكلية لمدة فصل دراسي من غير أن يحتسب الفصل في المعدل.

وأشارت في إعلانها إلى أن لجنة التأديب تتولى تنفيذ الإجراءات والعقوبات وذلك بالتنسيق مع لجنة التوجيه والإرشاد الفرعية، في حين تقوم عمادة القبول والتسجيل بتدوين الإجراءات في جدول الطالب ليطلع كل طالب على جدوله.

أمام ذلك، قال سليمان الصبي، المتحدث الرسمي باسم جمعية مكافحة التدخين «نقاء»، إن هناك شراكات عقدت بين الجمعية وعدد من الجامعات، مؤكدة أن وزارة التعليم العالي أعطت كل الصلاحيات للجامعات بأن تقوم بأي إجراء لرد المدخنين داخل الحرم الجامعي.

وأبان الصبي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن التدخين قضية سلوكية، وأن إدراجها ضمن سوء السلوك هو إجراء سليم، لافتا إلى أن الجمعية لا توافق على قضية التشهير، على أن يتم الاكتفاء بالمناصحة، ثم البت في إجراءات الحسم. وأشار المتحدث الرسمي باسم جمعية نقاء إلى أن النتائج لطالما تظهر في حال وجود عقوبات رادعة بحق المخالفين، وتابع قائلا «نظام مكافحة التدخين إلى الوقت الراهن لم يصدر، والمبادرات التي تقوم بها الجهات الإدارية هي الحل لرد المخالفين».

وأفاد الصبي بأن للجمعية توجها لمناصحة الفئات الأقل سنا من الذين يتلقون التعليم الجامعي، وأنها تستهدف طلاب المراحل الابتدائية، لافتا إلى أن من يزورون الجمعية لا يشكلون إلا أقل من واحد في المائة من إجمالي عدد المدخنين في السعودية، مفيدا بأن ستين في المائة ممن يراجعون الجمعية يقتلعون عن التدخين، إلا أن المشكلة تبقى انتكاس حالتهم، وتصل نسبتهم إلى عشرين في المائة من نسبة المتعافين من التدخين.

يذكر أن جمعية نقاء كشفت في دراسة حديثه لها عن احتلال السعودية المرتبة الرابعة عالميا في استهلاك التبغ مقارنة بعدد السكان، حيث يموت 22 ألف مدخن سنويا في السعودية بسبب التدخين، بمعدل 62 فردا يوميا.