خطر العواصف الترابية يصل إلى نقل الجراثيم المسببة لـ«الجمرة الخبيثة»

خلال ندوة «الصحاري والتصحر 2006»

TT

كشفت إحصائية مناخية في السعودية أن المناطق الشمالية الشرقية من البلاد هي الأكثر عرضة لحدوث عواصف ترابية، يتبعها عدة مؤثرات إقتصادية وبحرية وصحية وإجتماعية.

وقالت المعلومات الموزعة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، التي نظمت أمس في جدة ندوة دولية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، عن «العواصف الترابية وتأثيراتها الصحية والبيئية والإقتصادية»، بمناسبة الاحتفال بالسنة الدولية «للصحاري والتصحر لعام2006»، أن السعودية هي واحدة من الدول الواقعة في نطاق صحراوي، وهو ما يجعلها معنية بدراسة التأثيرات الكبيرة للعواصف الترابية.

وشدد الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، على ضرورة مواجهة التصحر والقحولة في معظم المناطق السعودية، باعتبارها عوامل مساعدة على شدة العواصف الترابية وما ينجم عنها من آثار صحية وبيئية واقتصادية، مشيرا في الوقت نفسه الى وجود برنامج موحد تبنت الرئاسة القيام به والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإعداد مناشط طوال العام لتسليط الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بمناقشة التصحر في العالم.

وأفاد خبراء في البيئة والأرصاد خلال الندوة أن المركبات الحيوية التي يحملها الهواء من الجراثيم وغبار الطلع وفيروسات مرضية، وبذور نباتات تتسبب في أمراض الحساسية، كما يحمل الغبار جراثيم مسببة لبعض أمراض الحمى مثل أمراض «الجمرة الخبيثة».

وينتج عن الأتربة والعواصف الرملية تهيج العيون، وأمراض الجهاز التنفسي كالالتهاب المزمن في الشعب الهوائية بالرئتين والربو· إضافة لأضرار جسيمة على صحة الأطفال تؤدي لصغر أجسامهم بسبب ذوبان عنصر الرصاص الملوث لهواء الشهيق في إفرازات الرئتين.

وفي شأن متصل حذر الخبراء من مخاطر التصحر نتيجة لزحف الرمال وترسبها على المناطق الزراعية فتتكون فيها الكثبان الرملية وتصبح غير قابلة للإنتاج الزراعي. كما تحدث العواصف الترابية بما تحمله من ذرات رمل أضرارا على فروع الأشجار الذي يؤدي بالتالي إلى قصور في نمو النباتات.

كما أن العواصف الرملية تؤثر في سلامة النقل فإنها تؤدي إلى إحداث أضرار على المنشآت الصناعية والنفطية وما تحويه من أجهزة ميكانيكية وإلكترونية، حيث تترسب ذرات الرمل على تلك الأجهزة وتحدث أعطالا بالغة بها.

وأوصى الخبراء في ورقة تقدم بها الدكتور عبد الله مكي، بوجود نظام رصد ومراقبة على مدى 24 ساعة بمحطات الأرصاد الأرضية في كافة أنحاء البلاد واستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، وتحليل بيانات وصور الاقمار الصناعية الأرصادية متعددة الأطياف.

وقال الدكتور سمير العيوني، مدير عام الأبحاث والدراسات، في رد على احدى المداخلات بعد ورقته التي تحدث فيها عن «رصد وتوقعات العواصف الترابية في السعودية» أن التوقع بحدوث العواصف الترابية يصل إلى 80 في المائة، وهي النسبة التي وصفها بالعالية نتيجة الصعوبات في عمليات التوقع.

وكانت عدد من المناطق والمدن السعودية شهد خلال الأشهر القليلة الماضية عواصف رملية مصحوبة بتدني مستويات الرؤية في بعض الأحيان لاقل من 100 متر، كان أبرزها العاصفة الرملية التي هبت على محافظة جدة في أبريل (نيسان) الماضي. فيما كان آخرها ما شهدته منطقتا مكة المكرمة، والمدينة المنورة في فبراير الماضي من عاصفة مصحوبة بالأتربة، وأدت إلى توقف حركة الملاحة الجوية والبحرية والبرية.