أمانة مدينة جدة: تشجيع التمدد العمراني باتجاه «ثول» و«ذهبان»

فيما أوصى المشاركون بتبني ثقافة الاستدامة في التعليم

TT

دعت امانة جدة الى الاستثمار في المناطق القريبة من مدينة جدة وتشجيع الامتداد العمراني اليها، خاصة في ظل انعزال هذه المناطق وعدم الاستفادة منها بالشكل الجديد.

وقال الدكتور ابراهيم امير المشرف العام على المخطط المحلي لمدينة جدة في ورقة عمل قدمها خلال ملتقى التطوير العمراني المنعقد في جدة «ان هناك مناطق في جدة يجب استثمارها عمرانيا وتشجيع الامتداد فيها ومنها ذهبان وثول وعسفان، وكل هذه المناطق تفتقد الى التطوير، حيث تعتبر هذه المناطق شبه معزولة عن المدن الكبرى وذلك لعدم وجود المرافق المتطورة».

وأضاف الدكتور امير خلال ورقته التي تناولت التخطيط الاستراتيجي لمدينة جدة «ان مركز مدينة جدة منطقة جذب كبيرة للاستثمارات والسياحة وتشهد اقبالا كبيرا، مشيرا الى ان الازدحام المروري معاناة يومية يعيشها سكان المدن الكبرى».

وتابع: ان مدينة جدة في الماضي كان يحيط بها سور ولكن هذا السور تم هدمه وتم ايجاد ضواح جديدة، واصبح امتداد المدينة شرقا وغربا في نهاية السبعينات مع بداية الطفرة، وفي بداية الثمانينات كان التمدد باتجاه الشمال.

وفي سياق ذي صلة، اوصى المشاركون في ملتقى جدة امس بتطوير المؤشرات والمعايير الخاصة بالتنمية العمرانية المستدامة في صيغها المحلية وفي تفرعاتها العمرانية وارتباطاتها الثقافية والاقتصادية البيئية، وضرورة تبني ثقافة الاستدامة في التعليم كونها تمثل ثقافة وسلوكا انسانيا، والاستلهام من التجارب التراثية المعاصرة التي تمثل مصدرا مهما لتطوير وتبني ثقافة الاستدامة لذلك يجب الاستفادة من هذه التجارب وتوثيقها وبثها كتجارب تساهم في تطوير آليات العمل المنهجية لنشر ثقافة الاستدامة.

وحث المشاركون على تطبيق معايير التنمية المستدامة في مشروعات التخطيط العمراني وذلك على المستوى الوطني والاقليمي والدولي وذلك تفاديا لتفاقم اشكاليات الاستدامة العمرانية في اوساط التجمعات البشرية المعاصرة والمستقبلية.

وفي حين حذرت ورقة عمل عن «انهيار عمارة القرن الجديد المحلية» التي طرحها كل من علي بن عثمان بن يوسف الناجم من الهيئة السعودية للمهندسين وفيصل بن محمد بن عبد الله الشريف من جامعة ام القرى من تجاوز النظام العمراني للنظم الحضرية والمتزنة التي ان حثت فانها تنذر بانفجار النظام ومن ذلك التدمير البيئي، تشويه الهوية، الاستنزاف الاقتصادي، التعدي الاجتماعي، مشيرة الى ان مثل هذا النمو بمعدلات معينة ينذر بالفشل والتدهور ومؤكدة ان العمارة المحلية سعودية كانت أو خليجية، تجاوزت كل المقاييس في نموها دون اعتبار للخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية أو البيئية أو الثقافية أو غير ذلك.

ودعت الورقة الى إعادة التنظير التصميمي والتخطيطي لاستراتيجيات التنمية العمرانية الخليجية. وتبني مبادئ محددة لمقاومة النموذج المتبع من خلال عزل بعض التيارات من جهة ومن جهة أخرى تعزيز ودعم تيارات أخرى المبادئ التي يقترحها الباحثان، بعزل الأول والاستعارة من الثاني. وتابعت: ان بيئتنا العمرانية الخليجية شهدت تحولاً في تشييدها المعاصر فتعدت على البيئة المحيطة واختفى طابعها واخترقت قيمها الاجتماعية وأهدرت كثيرا من ثرواتها.

وسلطت الورقة الضوء على أهم هذه المظاهر لعملية التشييد في المنطقة الخليجية وتقترح لمستقبلها ثلاث مبادئ تعتمد على عزل البعض والاستعارة من الأخرى من أجل تشييد مدن خليجية أكثر جدوى اقتصادية وأداءً وظيفياً وقيمة جمالية.

واوضح الباحثان ان الانهيار المقصود به في عنوان ورقتهما هو اما فشل الكتلة العمرانية في أدائها وقيمها الجمالية للمستخدم فتقبلها على مضض أو هجرها أو إزالتها، أو فشلها لكن فشلا قسريا أذاب حاسة التذوق حتى تبلد وانقلب ليتذوق القبيح جميلا، أي فساد ذوق المتلقي والمستخدم وبالتالي قبولها مع عدم صلاحيتها.