ألف فتاة يتأهلن للعمل في محلات (اللانجري)

TT

تقدمت أكثر من ألف فتاة سعودية من مختلف المراحل التعليمية ـ خاصة الجامعيات ـ بطلبات تدريب لدى مراكز ومعاهد تدريب الفتيات لتأهيلهن للعمل كبائعات في محلات المستلزمات النسائية (اللانجري)، حيث أعد مركز السيدة خديجة بنت خويلد التابع للغرفة التجارية والصناعية بجدة دورة تدريبية مدتها 4 اشهر لتوفير وظائف للشركات التي سيتم التعاون بينها وبين المركز لتوفير بائعات تجزئة ومحاسبات مبيعات ومشتريات ومشرفات معرض في تلك المحلات.

وأوضح لـ «الشرق الأوسط» الدكتور محمد السهلاوي مدير عام صندوق الموارد البشرية الخطة التي يتبعها الصندوق لتفعيل قرار عمل المرأة السعودية في هذه المحلات قائلا «قد ابرم الصندوق عدة اتفاقيات مع منشآت تعمل في مجال بيع هذه المستلزمات بجميع أنواعها على مستوى المملكة والتي أثمر عنها دعم التدريب والتوظيف، وسيقوم الصندوق بتنفيذ دورات تدريبية لتهيئة طالبات العمل وتستهدف المرحلة الأولى الرياض وجدة والدمام».

وتقول منى خميس المشرفة على الدورة بمركز السيدة خديجة بنت خويلد «ستتدرب الفتاة بعد توظيفها في إحدى تلك الشركات» وحول شروط قبولها تقول «أن تكون سعودية الجنسية وألا يقل عمرها عن 20 عاما، ولا تكون ملتحقة بوظيفة في أي جهة حكومية أو خاصة، وليست مسجلة للدراسة بالجامعات أو الكليات أو المعاهد ولم يسبق لها الاستفادة من دعم صندوق تنمية الموارد البشرية».

من جهتها تقول صالحة عبد العزيز 27 عاما، وهي عاطلة عن العمل: «كم كنت أحرج من إخواني عندما اطلب منهم مبلغا لشراء شيء ما، والحظ لم يبتسم لي أبدا فلم أتزوج ولم ادرس في المعاهد لضيق حالي».

وتضيف «كنت احسب نهايتي قد قربت وذلك لتخرجي من الثانوية العامة بتقدير مقبول، وطرقت أبواب الجامعات والكليات إلا أنني رفضت، وكم حمدت الله لقبولي في شركات بيع المستلزمات النسائية».

وكانت ترافقها ابنة خالها مها سلطان 24 عاما هي الأخرى مسرورة بهذا القرار الذي كما تقول «أثلج صدري»، ومها تخرجت من الثانوية العامة بتقدير جيد جدا إلا أنها لا تحب مقاعد الجامعات ولم تفكر في الدراسة بها وتعلل ذلك قائلة «لا أحب الدراسة وكنت انتظر تخرجي من المدرسة والتحقت بالمعاهد لتعلم اللغة الإنجليزية والحمد لله قد افلحت». «م. حامد»25 عاما بائعة بإحدى محلات اللانجري بجدة تعمل منذ أكثر من 3 سنوات في هذه المهنة التي لا ترى ما يعيبها أو يقلل من شأنها كبائعة وتضيف قائلة «بداية كل أمر هناك مشاكل، وقد اعترضت والدتي لأنني سأكون بائعة ووصفتني وقتها بألقاب محرجة ومجرحة ولكني لم استجب إلا لإحساسي وقناعتي بأن هذا المكان سأجد فيه نفسي» وتتابع حديثها متنقلة بين ركن وآخر لترتيب الملابس «المهنة ليست متعبة أو تحتاج الى كل هذا الصخب الإعلامي والتدريب وغيره أنها تحتاج الى ذكاء ولباقة فقط».

وتتفق معها زميلتها تغريد محمد التي تعمل في الكاشير «محاسبة» وتقول «الملابس النسائية الداخلية أسرار وخفايا لا تعلمها غير النساء، وكثيرا ما تصادفنا فتاة مقبلة للزواج محرجة ولا تعرف ماذا تختار وكيف تلبس وغيرها من الأمور الخاصة ونحن نساعدها».

أما البائع زكي باعبده الذي كان مالكا لمحل خاص لبيع الملابس النسائية الداخلية بإحدى أسواق جدة، وقد وجد صعوبة في التعامل مع النساء خاصة الفتيات فاضطر الى توظيف عامل وافد. إلا انه غير المحل قريبا لبيع ملابس رياضية ويقول «فكرت ببيع الملابس النسائية الجاهزة إلا أنني استشرت الكثير ونصحوني بأن ابتعد عن النساء لأنهن قادمات بقوة» ويضيف «في الحقيقة خسرت كثيرا» ولكنه يؤيد عمل المرأة في هذه المحلات خاصة.