أمير منطقة جازان وأهالي جزر «فرسان».. يحتفلون بعيد «الحريد» صباح اليوم

في مهرجان «الحريد» الثالث

TT

«قال المغني الحريد وقته جاني.. يا زين هات لي المعاني.. حسبت له ذا الشهر وقالوا الثاني.. وحي الغيد قد شجاني.. بالله عليك يا حريد لا تنساني.. يكفيني الذي أعاني».. بهذه الأهزوجة وغيرها، يستقبل «الفرسانيون» أسراب سمك «الحريد» صباح اليوم (الأربعاء) في ساحل «القبر» بأرخبيل جزر فرسان (جنوب السعودية)، يستقبلونه في موسم صيده، يتقدمهم الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، حيث أصبح موسم «الحريد» مهرجاناً وعيداً في كل عام، لا سيما منذ قدوم الأمير الحالي لمنطقة جازان، حيث تم اعتماد هذا البرنامج فعلياً من قبل الهيئة العليا للسياحة، كأحد المهرجانات السياحية في المنطقة، رغم عدم وجوده في قسم المهرجانات السعودية بالموقع الإلكتروني للهيئة العليا للسياحة.

ويعد سمك «الحريد»، من الأسماك الملونة والذكية، المتصفة بخفة حركتها داخل البحر، وينقسم إلى قسمين، قسم يعيش بشكل فردي في ثنايا الشعاب المرجانية بالقرب من السياحل طوال أيام العام، فيما يعيش القسم الثاني في شكل جماعات كبيرة، ويطلق عليه في مدينة جدة سمك «الماشي»، ويطلق عليه علمياً «ببغاء البحر»، ويأتي هذا السمك إلى جزر «فرسان» في جنوب البحر الأحمر، قاطعاً آلاف الأميال، مهاجراً من المحيطات والبحار الدافئة عبر بحر العرب، ويظهر في شواطئ جزر فرسان الضحلة والهادئة، على شكل أسراب عديدة وضخمة، ويستمر ظهور هذه الأسراب ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام فقط في شهر إبريل (نيسان)، وهي فترة تكاثر هذا السمك، بعيداً عن الحيتان والأسماك المفترسة، وأيضاً، بعيداً عن الأمواج العاتية، ثم تختفي حتى الوقت نفسه من العام المقبل.

ويعرف سكان الجزيرة الفرسانية خروج «الحريد» بعدد من المؤشرات، حيث يكون النسيم عليلاً، لا سيما في النهار، كما تهب رائحة البحر بشكل حاد، نتيجة مادة من الطحالب الحمراء الداكنة، بعد مغرب كل يوم من اقتراب بدء الموسم، والأهم من ذلك كله، يشم أهالي «فرسان» رائحة «الحريد» في منازلهم، والتي تبعد عن منطقة «الحريد» ستة كيلومترات، بعد قطعه لرحلة طويلة وشاقة، حيث يخلد للراحة في الشعاب المرجانية الضحلة، ويطفو على سطح البحر، ثم يبغر ـ يفتح فمه ـ فتسري رائحته، ويطلق على هذه الرائحة كلمة «بوسي»، ولذلك يرتبط «الفرسانيون» روحياً وذاكرة بخروج «الحريد»، حيث يتزأمن مع هذا الحدث العديد من الاحتفالات والتقاليد الشعبية المتوارثة منذ القدم.

أما فعاليات مهرجان «الحريد» الجديدة، والتي أوجدها أمير منطقة جازان، فتستمر لمدة ثلاثة أيام، يشاركهم فيها الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وتتخللها العديد من الفعاليات التراثية والفلكلورية والألعاب الشعبية والقصائد والأهازيج البحرية والشعرية، إضافة لعرض بعض اللوحات التراثية ضمن معرض تراثي يتضمن أهم الأدوات الأثرية والموروثات الشعبية للصيادين في «فرسان».