تخريج 5286 من طلاب جامعة الملك عبد العزيز بجدة بينهم أصحاب شركات

أسعار البترول تنعش الطلب على خريجي علوم الأرض

TT

احتفلت جامعة الملك عبد العزيز صباح أمس بتخريج 5286 من طلابها في العديد من التخصصات العلمية والنظرية يمثلون 12 كلية، برعاية الامير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.

الحفل الذي احتضنته قاعة الاحتفالات في الجامعة، وانتظم فيه الخريجون بوشاح التخرج بلونه الاسود في يوم التخرج، الا ان حظوظ الطلاب في الفوز بفرصة عمل كانت هي الشغل الشاغل لهم في أحاديثهم الجانبية، إذ تباينت رؤاهم حول المستقبل الوظيفي بين طالب وآخر، فبوداع مقاعد الدراسة يبدأ مشوار من نوع آخر على عتبات المساق العملي.

ويقول نايف عبد الحميد معين احد طلاب كلية الاقتصاد والإدارة «ادرس في قسم المحاسبة وأتدرب في مكتب MBG للمحاسبة والمراجعة وقد عرض علي العمل في المكتب حال إتمامي الدراسة وبراتب مغر».

نايف معين اكتسب مهارات عدة أهلته لسوق العمل من خلال عضويته في نادي المحاسبة وترؤسه مالية النادي، والدورات التي تنظمها الكلية والتدريب خارج الجامعة اذ قال: لم تقتصر الدراسة على مناهج محددة بل على كل جديد في عالم المحاسبة، وبعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية أصبح اطلاعنا أوسع واشمل وذلك بفضل أساتذة لم يحصروا الحاضرات ضمنهج محدد.

وفي الطابق الأرضي من كلية الآداب وجد محمد القرشي في قسم الإعلام والمتمثل في الصحافة ما ينمي مهاراته الاتصالية ويزيد من اطلاعه ويثري علاقاته الشخصية، فالقرشي الذي يمتلك شركة تعمل في الحج والعمرة أسسها منذ ثلاث سنوات لا يطمح بالعمل في حقل الصحافة إذ قال: انا اعمل في التجارة منذ صغري، والعمل بالنسبة لي ليس هدف دخولي لقسم الإعلام فانا اكتسبت المستوى العلمي للصحافة وقد اتجه في الناحية العملية إلى التلفزيون.

وللقرشي آرؤه الخاصة حول المجال العملي للصحافة فهو يرى ان الصحافة السعودية لا بد أن تخرج منظور علمي وليس من المنظور المهني والخبرة فقط· وأكد القرشي ان فرص العمل لقسم الإعلام كبيرة، خصوصا الصحافة وهذا ما يميز القسم عن بقية الأقسام في الكلية وارجع ذلك إلى قلة عدد الطلاب في التخصص والى احتياج الصحف للكوادر الصحافية ذات الصبغة العلمية.

وتأتي أهمية تخصص إدارة الاعمال بالنسبة لأحمد الصعدي كونها في مجال عمله مع والده الذي يعمل في التجارة منذ زمن ويقول احمد: ان خبرة والدي والعلم الذي أتلقاه كفيلان بزيادة انتاج مؤسستنا الخاصة.

وأكد احمد ان المستقبل للتخصصات التطبيقية ولم يخف بعد بعض المناهج التي يدرسها عن جو التخصص لكن التقييم العام لدى احمد يعطي المناهج المقررة في القسم الكثير من الايجابية.

ووصف محمود أبو طه الفرص الوظيفية لطلاب كلية التصاميم البيئية بأنها سهلة «ان أقسام الكلية قد يجعلها بالنسبة للكثيرين غير معروفة، فالكلية تعنى بالعمارة وتقابلها في الجامعات الأخرى الهندسة المعمارية وكل الذين حولوا من تلك الجامعات إلى جامعة الملك عبد العزيز انضموا إلى التصاميم البيئية بالجامعة».

وأكد أبو طه ان اكثر من 60% من دفعته يعملون حاليا في شركات مختلفة وينتظرون فقط الشهادة وقال محمود: ان هناك أسماء معروفة على مستوى العالم كرؤساء دول أو فنانين درسوا الهندسة المعمارية أمثال مايكل انجلو· فالكلية كما وصفها طلابها ابداعية بخلاف الكليات الاخرى التي تتسم بطابع اجتهادي فالابداع بالنسبة لهم يعني النجاح والتميز.

كلية علوم الأرض التي يدرس فيها إبراهيم حافظ تنتعش بعض أقسامها بانتعاش أسواق البترول لتزدحم فرص التوظيف أمام طلابها بشرط اجادة اللغة الانجليزية، ذلك الشرط حرم إبراهيم من أن يعمل في تخصصه ليتجه إلى عمل بعيد كل البعد عن تخصصه ويقول إبراهيم: ان التخصصات المطلوبة في سوق العمل في كلية علوم الأرض هي البترول والرسوبيات والجيو فيزياء واختتم إبراهيم كلامه «التخصص واللغة الانجليزية هما اللتان تحددان المستقبل الوظيفي لطلاب الكلية».

عشر سنوات عجز في التعليم بالنسبة لمعلمي اللغة العربية في المدارس السعودية شعار لطالما ردده المتخصصون في قسم اللغة حتى أصبح التخصص في اللغة حلم الكثيرين، بيد ان هذا العجز تبخر لتوقف تعيين المدرسين من قبل وزارة التربية والتعليم ولتتوقف أحلام خريجي اللغة العربية ولتتشبث بأمل التعيين ولعدم توفر مكان لهم في سوق العمل من دون اللغة الانجليزية· ويقول عبد العزيز الشهري: نحن ننتظر الديوان على أمل التعيين فنحن ذهبنا إلى مكتب العمل ومن خلاله توجهنا إلى بعض الشركات والتي بدورها رفضتنا بسبب اللغة الانجليزية.

الطلاب الذين يتشحون اليوم بالأسود في حفل تخرج بهيج، أكدوا تفاؤلهم بأيام بيضاء في مستقبل الأيام، خاصة بعد عودة الروح إلى وزارة التعليم العالي باحياء مفهوم البعثات الخارجية وايفاد آلاف الطلاب في العام الجاري، والاستمرارية في دعم الطلاب والخريجين في إكمال دراساتهم العليا، وفتح آفاق المستقبل أمامهم.